الأقباط متحدون - رسالة الخراب!!
أخر تحديث ١٣:٠٤ | الأحد ١٥ نوفمبر ٢٠١٥ | ٥ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسالة الخراب!!

حمدي رزق
حمدي رزق

تسمع عجباً، ما يسمى «أحرار الأزهر»، أفهم أن الأزهر يُخرج علماء، أئمة، دعاة، لكن يخرج قطّاع طرق، يقطعون الطريق على فضيلة المفتى شوقى علام، ويخربون فتواه التى صدرت عن دار الإفتاء المصرية وأجازت دفع أموال الزكاة لإصلاح شبكات صرف مياه الأمطار.

عبيد المرشد يستنكفون صرف الزكاة فى إصلاح المجارى المائية، تخيل عديمى الحياء الدينى، يستشعرون الحرج، ويفتعلون الغضب، ويوسخون وجه المفتى، لا أعرف من أين يتأتى الحرج، هل دار الإفتاء أجازت صرف أموال الزكاة فى تمويلات إرهابية، تفجير أبراج الكهرباء، وقطع الطرق، وتخريب المنشآت العامة؟.. هل مولت دار الإفتاء من الزكوات سد البالوعات بشكاير الأسمنت؟!

أليس ما قصده المفتى هو عين الشرع؟.. أليس فى تطوير المصارف المائية تحسين لأحوال الفقراء الاجتماعية، وإغاثتهم من الغرق فى مياه الأمطار، أليس هذا فى سبيل الله؟.. هذه الألسنة التى طالت واستطالت بالباطل خرست تماماً عندما كانت توجه أموال الزكاة لإنفاذ خطة التمكين، وشراء الولاءات، وتوليف المؤلفة قلوبهم، ألم يُفتِ مفتى الإخوان سابقا بإجازة استخدام أموال الزكاة فى تمويل الانتخابات؟!!

فعلاً الغرض مرض، نفر عقور ممن ينتحلون الأزهر اسماً وعمامة، يصدرون بيانات تخريبية، بيانات العار، جل همهم خراب البلاد، وكما أغلقوا بالوعات الصرف الصحى بفتاواهم الشيطانية فى الإسكندرية، يغلقون باب الرحمة فى وجوه الفقراء، المفتى لم يطلب توجيه الزكاة إلى تمويل قنوات رابعة أول، يدعو لصرف الزكاة فى إصلاح شبكات الصرف الصحى، ماذا يضيركم أن يتبرع الأغنياء من أموالهم لخير الفقراء، على أى منهاج أزهرى أو إسلامى ترفضون هذه الفتوى الرحيمة التى تفتح باباً قد أغلقتموه وأغرقتم به الفقراء.

معلوم من يُفتى بالتخريب لا يُقبل منه فتيا بالصلاح، إنما أنتم مفسدون، وإذا كان الشارع الحكيم أجاز ما ذهب إليه فضيلة المفتى من باب قوله تعالى: «وَفِى سَبِيلِ اللهِ» (التوبة: 60).. أتُحرفون الكلم عن موضعه، هل بلغ بكم الحقد والثأر والتشويه العمدى إلى التآمر على مصلحة الفقراء؟.. أتتمنون غرقاً للفقراء، وتغلون يد الكرماء عن إغاثة الملهوف؟

المفتى لا يخاطب الإخوان، بل يخاطب المصريين لإعانة ميزانية الدولة التى تعانى خللاً، هل أخطأ الرجل أن طلب من الأغنياء صرف زكواتهم فى شبكات صرف الأمطار، يصرف بزكواتهم عنا البلاء، بيان اللى ميتسموش أبناء الأزهر الأحرار بيان يخاصم صحيح تعاليم القرآن.

المفتى يفتى بالخير الذى تمنعونه، ويمنعون الماعون، طبعا الخطة الإخوانية الشريرة ترمى إلى غرق البلاد، وعندما يفتح المفتى طريقا، يقف الأشرار حجر عثرة، تخيل هل هناك مصرى وطنى حر فضلا عن كونه أزهرياً حاملاً لكتاب الله فى صدره، يطالب جموع الشعب المصرى الغرقان فى مياه الأمطار بعدم الاستجابة لفتوى خيرة.

إذا كان المفتى متهماً من جانبكم بابتغاء رضا الحاكم والسلطان، وماذا عنكم أتبغون بهذا السخف وجه الله، أم تبغون وجه مرشد الخراب؟.. من الذى باع دينه بدنياه، أهو المفتى الذى يُلقى بطوق النجاة للغارقين، أم من يسدون البالوعات؟ لا أفتى والمفتى فى المدينة، ولكن فقط ومن القرآن: «فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ» (الماعون: 4-7)، ومن صفاتهم أنهم يمنعون الماعون، والماعون فُسر بالزكاة، وأنهم يمنعون الزكاة، والزكاة قرينة الصلاة، ومنع الزكاة أعظم وأكبر!!

أحرار الأزهر أم عبيد المرشد، من هؤلاء، ومن أعطاكم رخصة الحديث باسم الأزهر الشريف، تخيلوا عبيد المرشد يتغنون بالحرية، يا لها من مفارقة، على الأقل أبناء الأزهر القائمون على ثغور الدعوة لا يدعون إلى الخراب، بل إلى عمران الأرض، وهذه رسالة الإسلام فى مواجهة رسالة الخراب.
نقلا عن المصري اليوم
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع