محرر الأقباط متحدون
قام وفد من إئتلاف أقباط مصر مع خبيرة الاثار العالمية الدكتورة مونيكا حنا بزيارة أديرة وادى النطرون ومقابلة المسؤولين على الاثار بكل دير من الاديرة وتمت معاينة كافة الاضرار التى نجمت نتيجة هطول الامطار الشديد الذى أدى لسيول بمنطقة وادى النطرون فى مقتبل الشهر الحالى وقدم إئتلاف أقباط مصر توصييات عن زيارته تشمل معالجة لما أتلف من أثار ووقاية مستقبلاً من كوارث أثرية محتملة وتحديد المختصون للقيام بالترميم وجهات الدعم
 
حيث بدء إئتلاف أقباط مصر زيارته لدير الانبا بيشوى وهو فى مقدمه أديرة وادى النطرون وكان فى أستقبال الوفد القمص قزمان الانبا بيشوى وقاموا بجولة بالدير ومعاينة السور الاثرى الذى تاثرت حوائطه بمياة الامطار ثم تفقدوا الكنيسة الاثرية وهى كانت أفضل حال من ما تم معاينته للكنائس الاثرية بالاديرة الاخرى.
 
ثم أنتقل الوفد بزيارة دير السريان وكان يرافقه الاب غريغوريوس المسئول عن الاثار بالدير وجلسوا قبل تفقد الدير مع الانبا متاؤس رئيس دير السريان الذى أوضح العديد من الامور حول ما تعرض له الدير نتاج السيول والامطار حيث كان له الاثر الاكبر عن باقى الاديرة نظراً لانه الاقدم بينهم وبعد المقابلة قاموا بجولة بالدير وزيارة الكنيسة الاثرية ومعاينة الشروخ والشق الذى تساقطت منه الامطار داخل حصن الكنيسة الاثرية وتمت معاينة داخليه وخارجيه للقبة الاثرية التى سقطت والتى توجد فى نهاية الكنيسة بغرفه المخزن كما تأكد الوفد من وجود خطور كبيرة على فرسكا للسيدة العذراء مريم تحمل المسيح وترجع للقرن السادس الميلادى وهى معرضه للسقوط نتيجة تشبعها بمياة الامطار وظهور تأثير واضح على ملامح الايقونة الاثرية
 
وكما قامت دكتور مونيكا حنا بتوثيق تلك المشاهد لعرضها على متخصصون فى مجال الاثار ثم قامت مع وفد الائتلاف وبعض رهبان دير السريان والاب مكسيموس الانطونى وهو خبير أثرى قاموا بزيارة لسور الدير والقلالى الاثرية ومعاينة كم الشروخ والتى أدت بعضها لسقوط بعض واجهات تلك القلالى مما يعصب السكن بها قبل ترميمها وبعد الزيارة لدير السريان جلس الانبا متاؤس مرة أخرى مع دكتور مونيكا حنا والقمص مكسيموس الانطونى وأعضاء إئتلاف أقباط مصر لمباحثة الحلول لتلك الاضرار التى لحق بالدير وقدم كل طرف وجهه نظره التى أخذت على محمل الجد
 
وفى نهاية الزيارة قام فادى يوسف مؤسس إئتلاف أقباط مصر باستلام نسخة من محضر المعاينة الذى تم بين هئية الاثار والدير والذى ورد به خطة العمل لاعادة ترميم الدير والاجزاء التى تضررت به تحت أشراف قطاع المشروعات والتفتيش المختص من الهئية وعلى نفقة الدير وهذا ما لم يجد ترحيب من الائتلاف واعضائه حيث وجب على الدولة بكامل مؤسساتها حماية كافة الاثار المصرية ومنها القبطية على نفقتها حيث تعتبر تلك الاثار من الثروات الوطنية والتى تدل على هوية مصر الحقيقية.
 
وجاءت زيارة دير البرموس فى نهاية جولة الائتلاف حيث كان فى أستقبالهم عدد من رهبان الدير وتم أدخالهم للدير الاثرى من خلال طريق بديل عن الطريق الرئيسى الذى تضرر من السيول وقاموا بمعاينة الكنيسة الاثرية التى تشبعت أرضياتها وحوائطها على مسافة المتر لمدة عشر ساعات كاملة قبل أن يبدء رهبان الدير بنزح المياة عن طريق ماكينات صرف قليلة وقاموا بفحص للهيكل الرئيسى بالكنيسة الاثرية وأحدى بلاطات الارضيات الذى تم تفريغها من الداخل لمعرفه مدى تأثر مياة الامطار بها ومعاينة المائدة الاثرية والمقصورة التى تحتوى أجساد قديسين يرجعون للقرن الرابع الميلادى كما تم فحص أعمدة الكنيسة التى تشبعت بالمياة وتعرض البعض منها لتاكل بنيته
 
ثم قام رهبان الدير بتوجيه الائتلاف لمخزن جمعت به العديد من الايقونات الاثرية والتى تضررت بشكل سئ نتيجة وصول مياة الامطار لها ووصل العفن لبعض الصور مما يؤثر عليها سلبياً وعقدت جلسة مع رهبان الدير طرحت بها وجهات النظر حول طرق الاصلاح والترميم السريع للكنيسة الاثرية والايقونات على أن تتم من خلال متخصصون فى تلك الحالات
 
وفى نهاية الزيارة قام إئتلاف أقباط مصر بزيارة سريعة لكنيسة ماريوحنا الحبيب بمدينة وادى النطرون ومقابلة الاب أفرايم صالح راعى الكنيسة وتم الاطلاع على كشف لمائتان من الاسر التى تضررت وسقطت لبعضهم المنازل جراء السيول والتى يطالب الاب أفرايم بسرعة تدخل الحكومة لانقاذهم أو تقديم مساعدات لهم جميعاً سواء مسلمين أو مسيحين
 
ويوصى إئتلاف أقباط مصر فى تقريره أن تؤكل أدارة وأعمال الترميم والاصلاح باديرة وادى النطرون وبالاخص دير السريان الى بعثة أثار دولية تحت أشراف الهولندى كارل أنيميه خبير الاثار العالمى والذى له باع طويل فى الاعمال الاثرية بأديرة وادى النطرون وأن تمنح من اليونسكو تمويل تلك البعثة حتى تستطيع القيام بأعمالها فى أسرع وقت ممكن قبل أن تؤثر الاضرار التى أحدثتها مياة الامطار فى وقوع كارثة أثرية جديدة كما يؤكد الائتلاف كامل أحترامه وتقديره لوزارة الاثار المصرية والتى كان منوط بها حماية كافة الاثار المصرية دون مقابل ولكن يوجب عليها الموافقة على أعمال الترميم والاصلاح بالاديرة حتى تظل مصر دولة تحترم تاريخها وأثارها المختلفة والتى تجعلها صاحبة هوية وأصول ينحنى لها العالم أجمع أحترماً وتقديراً .