الأقباط متحدون - هجمات باريس الدامية وهل يستفيق العالم؟
أخر تحديث ٠٠:٤٧ | السبت ١٤ نوفمبر ٢٠١٥ | ٤ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هجمات باريس الدامية وهل يستفيق العالم؟

مجدى جورج
ليلة امس كنت مع بعض الأصدقاء في احد المطاعم في احدي ضواحي باريس وكنا نشاهد مباراة فرنسا وألمانيا ولم نلحظ اي شئ غريب حتي اتصلت بي زوجتي تدعوني للعودة للمنزل لان هناك هجمات ارهابية في أماكن عدة ، وفي طريق عودتي بالسيارة  عانيت الامرين لاغلاق معظم الشوارع وقد مررت من امام ستاد دو فرانس بضاحية st .Denis

وشاهدت القوات الخاصة المدججة بالاسلحة الالية ورايت الناس في ذهول تمسك بايدي بعضها البعض وحاملة الاعلام الفرنسية ورايت الشوارع المغلقة في معظم الاتجاهات ، وبعد مجهود ليس بالقليل تمكنت من العودة لمنزلي مراقبا الأحداث من خلال التلفزيون الفرنسي الذي كأن يبث مشاهد حية من أماكن وقوع التفجيرات ومن مكان احتجاز الرهائن في ضاحية باريس الحادية عشر ، وشاهدنا بعض الرهائن وهم يصفون ما جري لهم من قيام إرهابيان بفتح النار علي الناس بدون تمييز وبقلوب حجرية جامدة جاحدة مملوؤة حقد وكراهية لاناس استضافوهم هم وذويهم من اباء وأجداد فلم ينالوا منهم الا جزاء سنمار .

الضواحي الفرنسية مملوءة كراهية وحقد تجاه فرنسا والفرنسيين واري ذلك بأم عيني يوميا :
رأيت ذات يوم وانا عائد متاخر من عملي بضع شباب عرب وسود  يحطمون زجاج كل السيارات في الشارع الذي اسكن به لا يستثنون اي سيارة بغرض السرقة ولكنهم يفعلون ذلك بكل غِل وكراهية وحقد  ، يحطمون ويبحثون ويعبثون في كل محتويات السيارة ، هذا المشهد رايته بعيني مرة ورايت اثاره مرات عدة من الزجاج المحطم في الشارع  مع العلم ان الشارع الذي اسكنه يصل الي كيلو فتخيلوا عدد السيارات المحطمة .

رأيت شاب عربي غارق في دمائه منذ ثلاثة ايام وتبين  انه قتل في نزاع مع شباب عرب اخرون وبعدها بيوم قتل شاب اخر في وضح النهار وفي شارع مزدحم بالمارة وكان هناك طالب اسود سنغالي قد قتل امام مدرسة ابني منذ اقل من شهر ، كل هذه المشاهد وغيرها حدثت بجوارنا وبالقرب منا  وهي تلخص حالة الاستهانة بالحياة وعدم الخوف من العقاب او حتي من الموت  وحالة انتشار الكراهية والبغضاء بين شباب الضواحي في باريس وفي غيرها من المدن الفرنسية .

وهذا ما اكدته حادثة الامس  فالخطير فيها ليس عدد الضحايا المرتفع فقط ولكن كيفية موتهم فلأول مرة يظهر الانتحاريون فهذه ثقافة جديدة تنتشر بين شباب تربي وتعلم وكبر في فرنسا ، القتل اصبح سهل وهناك استهانة بالموت لشباب يعيش وسط ناس تقدس الحياة ليس حياة الانسان فقط بل حياة الحيوان .

ففرنسا التي اوؤتهم  هم وذويهم ومنحتهم جنسيتها وعالجتهم ومنحتهم المساعدات اذا احتاجوا اليها لم تجني منهم الا هذه الثمار الفاسدة المميتة .

أعطتهم الحياة فوهبوها الموت .

أعطتهم الشفاء والدواء فأعطوها القتل والدماء .

أعطتهم الحب فردوا عليها  بالكراهية .

التطرف لم يعد مستوردا  في فرنسا بل اصبح صناعة محلية بامتياز نراها ويراها الفرنسيين كل يوم في الشوارع والمدارس والمصانع ، للاسف نسبة ليست بالقليلة من المهاجرين العرب والمسلمين  ومن ابنائهم لا تحمل الا كل ضغينة وكراهية لكل من حولها ، تحاول فرض قيمها علي من حولها فالمحجبة تري انها افضل من الفرنسيات السافرات وتصفهم بالكافرات وقد شاهدت وسمعت هذا مرات عدة  ، والملتحي ينظر لكل من حوله علي انهم اقل منه  ، للاسف هذه النوعيات تحمل عنصرية شديدة للاخر وتتهمه في نفس الوقت بهذه التهمة لانه لا يتبعها في المعتقد وفي الممارسة . هذه النوعيات لا تكتفي بان الآخرين اعطوها الحق في ممارسة طقوسها   وشعائرها كما تريد ولكنها تحاول ارغام الآخرين علي المعيشة مثلهم ففي الضواحي الان ممكن ان تقع في مشكلة مع إحداهم اذا كنت تاكل او تشرب في نهار رمضان .

وراينا منذ  عدة اشهر  اعتداء مجموعة من الفتيات العرب علي فتاتين لأنهما يرتديان مايوهات . وشاهدنا في احد الفيديوهات علي يوتيوب الشيخ الذي يزجر فتاة انجليزية ويشتمها لانها لا تجلس في المترو باحترام علي حد زعمه .

أعلن هولاند انه سيقاوم الارهاب بلا هوادة ولكنه سيخطئ مثل غيره ، فالإرهاب ليس مقارعة أسلحة ،  بل هي أفكار لابد من اجتثاثها ، تطرف ينخر  كالسوس في ضواحي باريس ولا يجد من يقاومه ، شباب غض لا يعرف شئ عن الدين ولكنه يعتبر نفسه الاعلون والاخرين ماهم الا مجموعة من الكفرة المارقين سيفعل خيرا اذا قضي عليهم .

فرنسا لن تستطيع وحدها مقاومة الارهاب فالعالم كله مدعو لذلك ، والسلاح والضرب بيد من حديد علي أيدي الارهابين لن يحل المشكلة ولكن لابد من محاربة الأفكار ومصادرها ، لابد من وقفة مع النفس مع البلاد المصدرة لهذه الأفكار الهدامة ، ان زمن المهادنة مع دول كالسعودية وقطر وإيران وتركيا لابد ان يتوقف ، لابد من إرغامهم علي التغيير ، نعم تغيير خطابهم الديني وإصلاحه وقبولهم بالاخر كما هو لا كما يتمنون ولا كما يعتقدون ، وإلا فان العالم كله مقبل علي كارثة لن تستثني احدا فألمانيا ليست في مأمن والسويد وهولندا وغيرها ايضا    ، ولكن الكارثة القادمة ستكون أشد وأعنف لانها كارثة قد تقود الي فناء العالم اذا تمكن احد هؤلاء الارهابين المجانيين من الحصول علي اي أسلحة غير تقليدية كالأسلحة الكيماوية او النووية  .

مجدي جورج
باريس . فرنسا
Magdigeorge2005@hotmail.cm
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter