الأقباط متحدون - صراع النصوص ومستقبل الشرق الأوسط
أخر تحديث ٠٥:٠٥ | الثلاثاء ١٠ نوفمبر ٢٠١٥ | ١ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صراع النصوص ومستقبل الشرق الأوسط

بقلم - لطيف شاكر
الحروب لن تنقطع من المنطقة العربية بل ستزداد وحشيتها ونيراتها لن تخمد وسعيرها لن يهدأ مادامت المشكلة قائمة ومستمرة ولانعلم متي وكيف تضع الحرب اوزارها والمشكلة هي عبادة النصوص لليهود والمسلمين وكل منهما يعلي نصوصه ويقدسها , فايهما يفوز بنصوصه والحرف يقتل . 
إسرائيل اصبحت واقع ملموس وثابت و لها وجود اقوي من الدول العربية عالميا واكثر منهم في المحافل الدولية بفضل تفوقهم العلمي والتكنولوجي اضافة الي تفوقها العسكري وترسانتها النووية وحصدوا علي عدد كبير من جوائز نوبل نتيجة الاختراعات في مجالات عديدة في شتي العلوم التي تخدم المجتمع الدولي و جامعاتها من اوائل الجامعات المتقدمة في العالم ,لذلك اهتم الغرب عامة وامريكا خاصة باسرائيل وامنها وحقها في الحياة وتحقيق مخططاتها وآمالها التي اعتبرها العالم الغربي مشروعة.
 
أما العرب فلم يقدموا للمجتمع أو الإنسانية علمًا او ابداعًا وابتكارًا وتفوقوا في التهديد والوعيد لغير المسلمين واعتبروا العالم كله كفارا واعداء لهم بسبب الاختلاف في الدين وايضا المذهب دون العمل او المشاركة في خدمة البشرية.
 
ويأتي دور النصوص الدينية التي تحض علي كراهية اليهود وعداوتهم و يقوم الشيوخ والاسلاميون بدور بارز في اثارة النعرات الدينية وتعلية النصوص علي العقل والكفر علي الفكر والسيف علي الكلمة , ومناصبة العداء للبشر وفي مقدمتهم اليهود حسب النصوص المقدسة والسعي الي التخلص من الكفار حتي يرث الله الارض ومن عليها وفي حالة حرب مستمرة ضد اليهود الكفار. 
 
واليهود بدورهم جاهزون لرد العداء بالاشد والاقوي فهم لايقلوا عن الاسلاميين في تبادل الكراهية فلديهم ايضا نصوصهم المقدسة التي توحي بانتصارهم علي الامم والوعد برسم حدود دولتهم المستقبلية من النيل للفرات وفي سبيلها لابد التخلص من اصحاب هذه الاراضي . وكان التنديد الاسلامي بالاحتلال الاسرائيلي هو بمثابة البداية التي يحلم بها اليهود لتحقيق حلمهم المنشود وتأييد العالم الغربي لهم وليأمنوا جانبهم عملوا علي تفتيت الدول العربية الي كيانات صغيرة مع سياسة الإبادة فزرعوا داعش والأحزاب الإسلامية و سعوا إلى تفريغ المنطقة من سكانها وحولوهم الي لاجئين وتهجيرالكثير منهم .
 
واليهود اولاد عمومة للعرب فهم في الاصل رعاة مثلهم وعاشوا معا زمنا طويلا في الجزيرة العربية ويقدسون ايضا النصوص الكتابية فالوعد الكتابي لدولة جديدة لهم مترامية الاطراف ورسموا حلمهم علي علمهم ليرفرف علي ارض الاحلام :" لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات " , وفي المقابل كانت النصوص الاسلامية الكارهه لليهود التي تسخر منهم وتكفرهم وحللوا دمائهم حتي يرضي الله عنهم ويفوزوا بالجنة وفي سبيلها يسرعون الي العمليات الانتحارية و لبس الاحزمة الناسفة وقتل انفسهم مع الاعداء "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ " ..فكيف تستقيم الامور في المنطقة بين" شعب الله المختار" وبين "واني فضلتكم علي العالمين" وكلاهما دين ودولة وكل يقدس نصوصه الكارهة للطرف الآخر؟!!!
اعلب دول العالم عامة وامريكا خاصة تدعم إسرائيل في حلمها ويقفون معها في تحقيق الحلم واسرائيل تسيطر علي الفكر العالمي باللوبي الصهيوني القوي والمهيمن علي عقول واقتصاد وسياسات العالم 
 
ومصر معنية منذ انقلاب 52 ومابعدها كدولة عربية وخلعت عنها جلبابها المصري وباتت تحت مظلة العروبة والمنظومة الدينية و زايدت بأزهرها علي الدول الاسلامية العربية معاقل الدين وبات الازهر ينشر دعوي التكفير والكراهية , ومناهجه تحرض علي قتل والتهام الكفار وقام عبد الناصر بتوسيع نطاق الازهر و تعاليمه عالميا بتحويله الي جامعة دينية علمية تضم الطلبة الغير متفوقين ليس في مصر فحسب بل من جميع الدول حتي ينتشر الوعي الديني الارهابي في كل انحاء العالم 
 
والغرب لايعجز عن حيله وهم لايغلبون فلديهم العقل والتخطيط , والمتأسلمون على استعداد لتنفيذ خطط الغرب بالرشوة والمال والمغالاة في الدين وكانت الخطة هو تجنيد المسلمين لضرب المسلمين بتأسيس وتشكيل وزرع الجماعات الاسلامية ليزايدوا علي الاسلام بالارهاب والسلاح وجعلوا منهم عرائس ماريونيت يلعبوا بعقولهم حسبما شاءوا فكان المخطط ان يعلوا الدين عن الوطن وتكون شوفنيتهم للدين ويحتقروا الوطن ولا يؤمنوا بالحدود المرسومة واعتبروا ان كل مسلم في كل بلاد العالم هو جزء من الوطن الاسلامي المتسع وهذا فكر الماسونية العالمية.
 
وإسرائيل والغرب يريدان تمكين التيار الاسلامي صناعتهم في مصر لان هذا التيار لايهمه الوطن بل الدين فقط ويمكن التنازل عن الوطن في سبيل التمظهر بالدين
 
..ففي حكم مرسي والدولة الاخوانية كانوا بصدد التنازل عن سيناء وعن شلاتين وحلايب وربما لوا استمروا لتنازلوا عن مصر كلها لتكون امارة اسلامية تابعة للخليفة التركي او حتي القطري وماذا عن النصوص (المقدسة) هل الغائها او تجميدها ام يتحقق الحلم الصهيوني الموعود طبقًا لنصوصهم المترسنة باحدث الاسلحة وبايدي المسلمين العرب والاسلاميين المصريين وبئس الغباء والمصير.
 
وحادثة الطائرة الروسية ليست بعيدة عن المخطط الغربي الاسرائيلي العربي لخراب مصر وعزلها عن العالم من اجل تحقيق الهدف الصهيوني وهذا ما سنتناوله في المقال القادم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع