الأقباط متحدون - الأسباب الخفية فى ملف الطائرة الروسية
أخر تحديث ١٤:٢٥ | الاثنين ٩ نوفمبر ٢٠١٥ | ٣٠ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأسباب الخفية فى ملف الطائرة الروسية

مصطفى بكرى
مصطفى بكرى

يبدو أن الحرب ضد مصر لن تتوقف، فالمخطط لا يزال سارياً، يتخذ وجوهاً عديدة، ويحاول النفاذ إلى الجسد المصرى، بهدف الانقضاض عليه، والنفاذ إلى داخله، تمهيداً لتقسيمه والقضاء عليه، وفقاً للسيناريو العراقى، الذى مثَّل نموذجاً لما سمَّاه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بـ«الديمقراطية الحديثة» فى الشرق الأوسط الجديد.

وخلال الأيام القليلة الماضية عاد «الاستعمار» البريطانى يطل بوجهه الكريه علينا من جديد، استغلوا زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى لندن، ولم يتردد وزير الخارجية البريطانى فى إطلاق تصريحه، الذى لا يستند إلى أى أدلة أو دلائل، عندما اتهم وزعم أن سقوط الطائرة الروسية تم بفعل إرهابى من خلال قنبلة زُرعت بداخلها.

لقد أثارت تصريحات وزير الخارجية البريطانى، التى استبقت التحقيقات الجارية حالياً، ردود فعل عديدة، كان أبرزها تصريحات الرئيس الأمريكى التى رددت نفس الكلمات والاتهامات فى حديثه الإذاعى الأسبوعى.

وبالرغم من أن وزير الخارجية المصرى طالب نظيره البريطانى بتسليم مصر نسخة من الأدلة التى لديه والتى تشير إلى سقوط الطائرة الروسية نتيجة عمل إرهابى، فإن الوزير البريطانى التزم الصمت حتى الآن ولم يرد على الوزير المصرى.

لقد شكَّلت هذه الضغوط الغربية والحملات الإعلامية المغرضة التى أشارت إلى ما سمته «العمل الإرهابى» إلى ردود فعل متعددة داخل المجتمع الروسى، حتى وصل الأمر إلى اتهام الرئيس الروسى بالتهاون فى حقوق السياح الروس، مما اضطر جهاز الاستخبارات الروسى إلى الطلب من الرئيس «بوتين» اتخاذ قرار يقضى بتعليق الرحلات الجوية الروسية بشكل «مؤقت» إلى سيناء.

ولم يكن أمام الرئيس «بوتين» من خيار آخر، خاصة أنه يعرف أن الموقف الغربى يستهدف ضرب عصفورين بحجر.

- الأول: الموقف المصرى، حيث يسعى الغرب إلى استخدام وسائل متعددة تستهدف حصار مصر اقتصادياً من خلال منع السياحة إليها، ومن ثم إثارة القلاقل على أراضيها.

- الثانى: موجه ضد الموقف الروسى، حيث وضعت روسيا التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة فى «مأزق» لا تحسد عليه، عندما استجابت لمطلب الحكومة الشرعية فى سوريا بالتدخل عسكرياً لتوجيه ضربات مؤثرة إلى تنظيم «داعش» الإرهابى، وتدرك الحكومة الروسية أن أمريكا وحلفاءها لن يعملوا على مواجهتها بشكل مباشر على الأرض السورية، وإنما يجرى الإعداد لجرها إلى معركة هامشية من خلف ستار تدفع فيها روسيا ثمناً باهظاً، ويجرى التحريض ضدها فى الداخل والخارج، بهدف إجبارها على الانسحاب من سوريا ومن ثم حماية تنظيم «داعش» الإرهابى من ضرباتها القوية، التى تسببت فى وقوع خسائر فادحة فى صفوف التنظيم وأسلحته ومعداته.

وإذا كان لا يخفى على أحد أن تنظيم «داعش» هو صناعة «أمريكية إسرائيلية تركية قطرية»، فإن اختفاء هذا التنظيم عن الساحة سوف يشل «اليد الأمريكية» التى تعبث بأمن المنطقة وتهددها بـ«البُعبع» الجديد لاستكمال مهمتها فى استنزاف الثروة العربية حتى آخر مدى.

وقد تضمن الاتصال الذى جرى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وفلاديمير بوتين الأسباب الحقيقية وراء شن الحرب على مصر وسوريا، ومن ثم فقد كان الوضع «السورى» حاضراً بين الطرفين على مائدة الحوار.

لقد سبق للرئيس عبدالفتاح السيسى أن حذر أكثر من مرة من خطر التآمر الخارجى، مؤكداً أن المتآمرين لن يتركوا مصر وشأنها، وطالب بضرورة «الاصطفاف الوطنى» لمواجهة المؤامرة، ذلك أنه كان يدرك أن الحرب الموجهة ضد مصر تتخذ وجوهاً عديدة ومتعددة.

ويبدو أن معركة «الطائرة الروسية» لن تنتهى بسهولة، والمتابع لوسائل الإعلام الغربية يدرك عن يقين أن الهدف أبعد بكثير من حادث الطائرة، الهدف هو حصار مصر وإهانة روسيا على السواء.

وحتى مساء السبت الماضى، لم تستطِع لجان التحقيق المشكَّلة فى مصر التوصل إلى الأسباب الحقيقية وراء سقوط الطائرة الروسية، ومع ذلك اشتعلت الحرب، وتطايرت الاتهامات، رغم أن اللجنة المعنية لم تتوصل إلى دليل واحد بشكل نهائى يؤكد صحة هذه الدلائل.

لقد أكد رئيس لجنة التحقيق فى حادث الطائرة الروسية أن اللجنة لم تتوصل إلى سبب الحادث حتى الآن، وأن النتائج التى تم التوصل إليها تؤكد أن حطام الطائرة تناثر على مساحة واسعة قطرها 13 كيلومتراً، وهو ما يتسق مع احتمال وجود تفكيك فى جسم الطائرة، بالإضافة إلى أن الملاحظات الأولية على الحطام لا تسمح حتى الآن بتحديد أسباب هذا التفكك.

إن جميع الدلائل التى تم التوصل إليها من خلال التحقيقات كما أعلن الفريق المصرى لا تعطى دليلاً يقينياً على أن هناك عملاً إرهابياً قد وقع، ومع ذلك يبدو الغرب وإعلامه كمن يغرِّد خارج السرب، دون تقديم دلائل يقينية على ادعاءاته الكاذبة.

إن الخيارات التى باتت مطروحة الآن فى ضوء التوقعات تتحدد فى ثلاثة أسباب:

- السبب الأول: يقول إن هناك انفجاراً قد حدث، وإن هذا الانفجار تتراوح أسبابه بين العوامل الفنية المفاجئة وبين عمل استخبارى على أعلى مستوى استهدف الطائرة من الداخل، للرد على موقف روسيا من القضية السورية وتدخلها العسكرى على الأرض السورية، ومن ثم يكون الهدف هنا هو إجبار روسيا على الانسحاب من سوريا.

وهنا يبدو الأمر منطقياً، إذ إن الغرب لن يحارب روسيا بشكل مباشر، ولن يدخل معها فى مواجهة عسكرية على الأرض السورية، من شأنها أن تجر العالم إلى حرب عالمية جديدة، ومن ثم يكون الخيار الآخر هو الحرب «القذرة» من خلف ستار وبعيداً عن المسرح السورى.

- السبب الثانى: أن يكون هناك عطل فنى أدى إلى السقوط، وإن كان لا يوجد هناك حتى الآن ما يعزز هذا الافتراض، إلا أن تحليل الصندوق الأسود توقف أمام الصوت المدوى الذى لم يعطِ دليلاً محدداً ثم من بعده سكت كل شىء وتفككت الطائرة فى الهواء قبل أن تسقط على الأرض.

- السبب الثالث: أن تكون هناك ضربة صاروخية قد وُجهت من الأرض بواسطة الإرهابيين، وهو أمر مستبعد نهائياً حتى الآن، لأسباب عديدة ومتعددة، أبرزها أنه لا يوجد دليل واحد على ذلك، ولا يوجد أثر لمثل هذا الصاروخ على الأرض، وليس بوسع أى قوة إرهابية تحقيق ذلك بسبب المدى الكبير الذى كانت الطائرة تحلق فيه.

وإذا توصلت جهات التحقيق التى لا تزال تواصل عملها إلى أن الحادث مدبر، وأن الانفجار كان حقيقياً، فى هذه الحالة، لا تستبعد دوراً محدداً لإسرائيل وأمريكا على السواء، وبالقطع أياديهم المتآمرة داخل البلاد.
نقلا عن الوطن
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع