مصر فوق صفيح ساخن
بقلم: القس:عيد الشارونى
دعوة للهدوء المتابع للشآن المصرى فى هذة الايام ينتابة الخوف على هذا الوطن لما الت الية الامور من احتقان طائفى غير مسبوق يهدد بنسف التعايش بين مسلمى مصر واقباطها خاصة ان المهيجيين فى هذة المرة نجوم كبار فى الساحة المصرية.
وانطلاقآ من احدى مقولاتة الساحرة كما عودنا دائمآ قداسة البابا شنودة الثالث انة\" لامصالحة بدون مصارحة\". نقترب من هذا الملف الذى ان اهملناة نكون مجرميين تجاة وطن يحتاج الى ابنائة فى لحظة تاريخية فارقة فى مسيرة الوحدة الوطنية.
اولآ : اتعجب من الحالة الراهنة حيث الشحن الطائفى غير المسبوق فى الوقت الذى يعانى فية اغلب المصريين من ارتفاع الاسعار والتردى الثقافى‘ فبدلآ من حشد الجماهير حول مشروعات التنمية والتطور مثل باقى الامم العاقلة نجد ان ما يحدث فى مصر هو عودة للخلف ,للعصور الوسطى الجاهلة حيث الصراع الدينى الذى يقضى على الاخضر واليابس. فبدآ من ان توجة الاقلام والطاقات والجهد الى عمل مبدع يساهم فى تطوير تحديث الوطن يذهب الجهد للمبارزة الطائفية التى تهدم ولا تبنى.
ثانيآ : نجحت قناة الجزيرة بآمتياز الى جر المصريين الى التناحر لتقدم مصرللعالم كدولة ضعيفة مهددة بالانقسام الطائفى. الم يقل احمد منصور فى حوارة مع العوا :اليس من حق الاقباط ان تكون لهم دولة؟ هذة العبارة لاينبغى ان تمر مرور الكرام فهى تدل على نوايا هذة الجزيرة الخبيثة تجاة مصر وللاسف انجرف معة العوا ليكيل اتهامات ضد الكنيسة المصرية بلا دليل ليستعدى الاغلبية على الاقلية .
ثالثآ:تعالوا لنناقش الوضع على الساحة المصرية: - هناك بعض القيادات القبطية التى يجب ان تكون اكثر حكمة ووضوحآ ومثال ذالك نيافة الانبا بيشوى. فعلى نيافة الانبا ان تكون احاديثة وحواراتة واضحة وحكيمة بما انه سكرتير المجمع المقدس ‘فتصريحاتة ان المسلميين المصريين ضيوف على مصر بلا شك انها تغذى الاحتقان حتى لو لم يقصد نيافتة ذاك كما ان حديثة عن القرآن ايضآ يثير حفيظة المسلميين حتى لو تراجع عنها او صححها بدعوى ان الاعلام يحور كلامة. يا نيافة الانبا عليك ان تدرك ان مكانتك داخل الكنيسة تملى عليك ان تكون حذرآ فى تصريحاتك فمصر وشعبها فى حاجة الى كل كلمة بناءة والى قيادة واعية تجمع ولا تفرق.
- هناك ايضآ حركات وجماعات اسلامية تريد كسر الكنيسة وتركيعها لانها الكنيسة المناضلة التى تحافظ على شعبها من الذوبان والاسلمة فما نراة من هجوم على العقائد المسيحية سواء فى التليفزيون او الصحافة او الندوات من اشخاص على شاكلة زغلول النجار وامثالة امر لايحتمل فى الوقت الذى اذا نقد احد الفكر الاسلامى تقوم الدنيا بدعوة الفتنة الطائفية وازدراء الاسلام.
واذا دعا احد المسيحيين عن ضرورة وقف الهجوم على المسيحية اتهموة بمصادرة حرية الفكر بل وكلنا يعلم انة اذا تحول شخص من المسيحية الى الاسلام نجد المسلميين يهللون لذالك واذا اعترض احد المسيحيين يتحدثون عن حرية الانسان فى اختيار عقيدتة وهذا فعلآ حق. اما اذا حاول احد ان ينتقل من الاسلام للمسيحية فهذا ممنوع منعآ باتآ وتعمل الماكينة متهمة من يقدم على ذالك باذدراء الاسلام وتهديد السلام الاجتماعى وان هناك جهات صهيونية وشيطانية تخطط لتنصير المسلميين والاغراءات المالية والشهرة وغيرها من التهم الجاهزة لمن يجروء على ترك الاسلام وخاصة للمسيحية. ان حرية الاعتقاد هنا فى جانب واحد واقولها بوضوح ان استمرار هذا الوضع معناة استمرار الاحتقان الطئفة فالحرية لابد ان تكون مكفولة للجميع ان السلفية الاسلامية بكل اجنحتها لا هم لها غير اسلمة المجتمع وتهييجة فما معنى اتهام الكنيسة بآحتجاز وتعذيب من ارادوا الاسلمة ؟ انهم يخترعون اقاويل وان دلت على شئ فتدل على افلاسهم وضعفهم ورغبتهم الدموية التدميرية
-هناك مفكريين متآسلميين يريدون تركيع الكنيسة والبابا فهذا يحقق لهم نوع من الانتصار النفسى‘ ومثال ذالك الحوار الاخير للدكتور العوا فهذا الحوار يكشف لنا عما بداخل العوا من حقد على البابا والكنيسة ورغبتة فى ارهاب المسيحيين فهو يردد اكاذيب العامة ليرسخها فى ذهن الغوغاء والصفوة لما لة من مكانة لدى المسلميين. فلم ينقص العوا سوى اعلان الجهاد على الكفار النصارى بمصر . والغريب انه بالرغم ان الكنيسة تحاول التهدئة وعدم احراج العوا حيث اشار الانبا موسى ان الازمة مع العوا انتهت بعد تراجعة عن تصريحاتة خرج علينا هذا العوا ببيان يعلن فية بعناد اكثراستمساكة بكل كلمة قالها!!!!!!! مما يؤكد ان هذا الرجل يريد اشعال الفتنة باكاذيبة بان الاديرة بها اسلحة موجهة للمسلميين وبحديثة الحاقد على البابا واستعداء الدولة علية وكسر الكنيسة المصرية .
- هناك جهات حكومية تدخل بدورها كلاعب فى سوق الاحتقان الطائفى فما معنى ان يفجر القضاء مشكلة اخرى بآلزام البابا بدفع مائة وخمسون الف جنية لطليق الفنانة هالة صدقى لآمتناعه عن اعطائة تصريح زواج ثانى؟ وبالرغم من اختلافى مع بابا الاسكندرية فى موضع الزواج الثانى الا ان تدخل القضاء فى الامور العقائدية واظهار ان البابا يمتنع عن تنفيذ احكام القضاء يرسخ لدى قطاعات كبيرة ان الكنيسة فوق القانون. ان تدخل القضاء بهذا الشكل ومحاولة تغيير فكر الكنيسة العقائدى -حتى لو اختلفنا مع هذا الفكر- انما يمثل طعنة اخرى فى جنب الوحدة الوطنية وزيادة الاحتقان.
وبرغم هذا الوضع المآساوى نجد مصر تدافع عن نفسها ضد من يريد ان يخربها ,فحمامات السلام تظهر لكى تحتوى الموقف وها هو الدكتور احمد كمال ابو المجد يحاول التهدئة و معالجة الجراح. فتحية للدكتور ابو المجد على مساعية الحميدة لوحدة الوطن. ولكن المشكلة تحتاج لحل جذرى يقضى بشل نهائى على حالة الاحتقان التى لاتنتهى. نحتاج الى قانون رادع ضد التمييز بسبب الجنس او الدين او العقيدة‘ نحتاج الى قانون موحد لدور العبادة‘ نحتاج الى نشر ثقافة الحرية فى اختيار الدين دون خوف او تهديد وقانون يحمى ويصون حرية تغيير المعتقد.
ان مصر فى حاجة الى مشروع ثقافى حضارى متكامل يشجع عل الابداع . الم نسمع عن المهندس هانى عازر صاحب مشروع محطة سكك حديد برلين الذى كرمتة المستشارة الالمانية بارفع الاوسمة الالمانية ؟ ان العقل المصرى قادر على النبوغ اذا تم تحريرة . فى مقابل هذا الهيجان الطئفى الذى لاينتهى نحتاج الى الهدوء لنفكر فى مستقبل مصر لنشجع ابناءة على النبوغ ةالابداع لا على الكراهية والحقد.
مدير مركز الصداقة العربى الامريكى
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :