البقاء في الحكم طويلا، تُعتبر صفة تميز الحكام العرب، ولذلك فهم يتمكنون من عقد صداقات مع رؤساء وزعماء أخرين.. وفي مصر، توالي على حكمها ثلاثة حكام فقط خلال ما يقرب من خمسة عقود، يضاف إليها رؤساء ما بعد الثورة الذين لم يستقر أحدا منهم في الحكم سوى الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.

 

تأثرت العلاقات والصداقات الشخصية لهؤلاء الرؤساء مع نظرائهم من الغرب والشرق بالعلاقات السياسية فحيثما كان التوجه السياسي ذهبت الصداقة، وأحيانا تأثرت المصالح السياسية بالصداقة كما حدث مع السادات، ونرصد في التقرير التالي صداقات رؤساء مصر مع نظرائهم كما تناولتها وسائل الإعلام والوثائق التاريخية. 

 

بدأ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عهده بالاقتراب من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بعد توجهها أمريكا نحو مساندة وتأييد إسرائيل ورفضها تزويد مصر بالسلاح وتمويل مشروع تمويل بناء السد العالي اضطر للبحث عن صديق أخر، وكان الدب الروسي جاهزا، حيث وُصف عهد عبد الناصر بأنه أفضل فترات العلاقة بين مصر وروسيا، وقدمت روسيا الدعم والمساندة له، وخاصة من الرئيس الروسي ليونيد بريجنيف، الذي كان يراه شخصية محبوبة ومرغوبة ومحترما‏،‏ وموضع ثقة القيادة. 

 

"صديقي العزيز".. هكذا وصف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، في خطاب له عام 1977، نظيره المصري محمد أنور السادات، والذي جمعت بينهما علاقة صداقة شخصية، أتاحت للرئيس الأمريكي تهديد نظيره المصري بقطعها إذا ما لم يقبل بضغوطه في معاهدة كامب ديفيد، وهو ما تم بالفعل لدرجة وصفها بطرس غالي في مذكراته قائلا: "حظيت عبارة علشان خاطر كارتر بشعبية وسط المندوبين المصريين فكل طلب نراه ضد المصالح العربية صار يوصف بأنه علشان خاطر كارتر".

من المعروف أن هناك علاقة صداقة جمعت بين الرئيس المصري محمد حسني مبارك، ونظيره الفرنسي جاك شيراك، لمدة حوالي 12 عاما، ومن مفارقات القدر أن الصديقان تعرضا للمحاكمة في نفس الوقت عام 2011، الأول في مصر بتهمة قتل المتظاهرين والثاني في فرنسا، بتهمة التورط في ملفات فساد وتوفير وظائف وهمية. 

 

تمكنت عدسات الكاميرات من التقاط أوجه تشابه كثيرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث أثارت وسائل إعلام قضية تشابه زي الرئيسين خلال زيارة السيسي إلى روسيا أغسطس قبل الماضي، حيث ارتديا بذلات دون رابطة عنق، ووقفا بشكل مماثل أثناء التحية العسكرية، وارتديا نظارات شمسية متشابهة بالإضافة إلى الحركات والتصرفات التي تشابهت إلى حد كبير. 

 

الخبير العسكري الروسي "أندرية وليسكي"، كشف في تصريحات لقناة "TEN" الفضائية أن هناك جانبًا شخصيًا وإنسانيًا فى العلاقات بين الرئيسين، مشيرا إلى أن الرئيس "بوتين" يحب الزعماء الأقوياء، الذين يسيرون على سياسة مستقلة، ويرى أن السيسي يسير على سياسة وطنية، مشبهًا العلاقة بين "بوتين والسيسى" بالعلاقة التى كانت بين بريجينيف وجمال عبدالناصر.