السيسي: الإعلام ينشر الجهل.. والحديدي: "لا نخلط الغث بالثمين"
الرئيس: "الدولة هتضيع مننا".. وعيسى: دليل على الفراغ السياسي
السيسي: الإعلام به كارثة.. وأديب: كان له إنجازات السنوات السابقة
كتب - نعيم يوسف
السيسي لـ الإعلام: "أنتوا بتعذبوني ولا إية؟"
هاجم الرئيس عبدالفتاح السيسي الإعلام بصورة مباشرة، في خطابه أمس الأحد بالندوة التثقيفية التي نظمتها القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الإعلام "يتجاوز كل حاجة.. وميصحش كدة .. هذا الأمر لا يليق أنتوا بتعذبوني إني جيت وقفت هنا"، مضيفا، أن "الدولة هتضيع مننا كدة وبالطريقة دي إحنا بننشر الجهل بين الناس.. وأنتوا بتقولوا كل حاجة فيها كارثة.. هو القطاع ده مفيش فيه كارثة ولا إية... لا خلوا بالكم.. أنا مش زعلان من حد بس ده مش صح.. أنا بقالي سنتين قولولي أنا أسأت لمين ... حتى للناس اللي بتهاجمنا وتسيء لينا وتتآمر علينا.. والمرة اللي جاية أنا هاشكي للشعب المصري منكم".
على غير العادة.. لم يجد خطاب الرئيس اجماع وتأييد من الإعلاميين، بل أصبح الرئيس نفسه في مرمى نيران مجموعة من الإعلاميين، أشهرهم إبراهيم عيسى، وعمرو أديب، ويوسف الحسيني, ولميس الحديدي، الذين طالبوا جميعا بتطبيق القانون وتفعيل مواثيق الشرف، لافتين إلى أن الرئيس انتقد الإعلام المعارض له فقط.
دعوة للاجتماع مع الرئيس
يوسف الحسيني .. قال إن الرئيس علق على أحد الزملاء، و"نتفق مع الرئيس أن جملة الزميل لم تكن موفقة، ولكن هل رئيس مصر يعلق على فقرة أو جملة لبرنامج أو كاتب في جريدة؟؟ لأ طبعا لأن ده رئيس مصر، مضيفا، أن المشهد الإعلامي ككل "متخبط وفوضوي"، والسيسي يريد من الإعلام مساندة الدولة وهذا صحيح.
ودعا الحسيني إلى اجتماع مع مجموعة منتقاه من الإعلاميين مع الرئيس، لكن الرئيس لم يعلق على إعلام السب والقذف و"بالأب والأم"، ولم "تعلق يا فندم على إعلام التسريبات وانتهاك الحياة الخاصة"، وهذا لا يليق ولا يصح كما يقول الرئيس، والنتيجة التي تصل هي أن الرئيس موافق على هذا الإعلام أو محسوب عليه.
إبراهيم عيسى: "طبقوا الدستور والقانون"
أوضح الإعلامي إبراهيم عيسى، أن تعليق الرئيس على أحد الإعلاميين دليل على الفراغ السياسي، وأنه لا يوجد سياسة في مصر، بالإضافة إلى أنه دليلا على أهمية الإعلام، لافتا إلى أنه في أي دولة غنية سياسيا يمكن للرئيس أن يرد على رئيس حزب، وليس إعلامي، ولكن هذا دليل على عدم وجود أحزاب حقيقية، وعدم طرح أي رئيس حزب أي فكرة تدعوا الرئيس للرد عليها.
وأضاف عيسى، أن الرئيس لم يعلق على إذاعة المكالمات المسربة، ولا إعلام الجن والعفاريت، مشددا على أن الرئيس اعترض فقط على الإعلام "المعارض"، وليس الإعلام الذي يروج الجهل، كما قال الرئيس، موضحا أن الحل سهل وبسيط وهو تطبيق نصوص الدستور والقانون.
لميس الحديدي: المسارات غير واضحة
من جانبها قالت الإعلامية لميس الحديدي، أن قضية نشر الجهل والفرقة حقيقة، ولكن من المسؤول عن ذلك، التعليم هو من خرج الذين فعلوا ذلك، مشددة أن دور الدولة هو القوانين، وفي العالم كله يوجد قواعد، لافتة إلى أنه يوجد إعلاميين لا يروجون الجهل، و"نحن نطالب بتطبيق القانون ومستعدون له".
وتابعت "الحديدي" أنه يوجد ميثاق أخلاقي للعمل الإعلامي، ولكن لماذا لا تُطبق القوانين؟؟ و"ساعات بنحس إن الجو ده هو اللي لطيف ومعندناش إشارات ومسارات واضحة"، ولكن "لا نخلط الغث بالثمين.. مينفعش إن كل الناس والمذيعين زي بعض.. وفي ناس مبتحاسبش".
عمرو أديب: "ليه نوصل لكدة"
وأشار الإعلامي عمرو أديب، إلى أن "بدل ما نقول ونعيد طبقوا القانون"، لافتا إلى أن الرئيس يعرف شعبيته على الأرض، وهو يعلم أنه "لو شاور على واحد الناس هتقطعه.. طب ليه نوصل لكدة في قانون نطبقه"، مشددا على أنه حتى يقر البرلمان قانون للإعلام سيأخذ حوالي سنة ونصف، ما يعني أننا سنظل في هذه الفوضى لمدة عام ونصف أخرين.
وأكد أديب، أنه على الرغم من ذلك فإن الإعلام كان له إنجازات كبرى خلال السنوات الماضية، ومنها قضايا الإخوان والإرهاب والدستور، وأرجوكم "متفقدوش الثقة في إعلامكم.. واشتغلوا معاكم بقلب في كل المراحل"، مشددا على أن الرئيس لا يقصد شخصا بعينه، ولكنه "يقصدنا كلنا"، والحل في تطبيق القانون على الجميع، كما يحدث في العديد من دول العالم.