خطايا السادات..... (4) الشريعة الإسلامية ورئاسة مدى الحياة
بقلم : د. ممدوح حليم
اتسمت سياسات السادات بالدهاء والمكر الذي دفع هو والوطن ثمنهما غاليا ً، هذا بينما كان أغلب من حوله يؤيدونه ويصفقون له، دون أدنى احترام للذات.
تولى السادات الرئاسة عام 1970، وكان دستور 1971 الرائع والذي أفسده السادات ومن بعده تلميذه مبارك بما أدخلاه من تعديلات، كان ينص على أن فترة الرئاسة 6 سنوات لمدة دورتين فقط، وكان معنى هذا أنه عليه أن يسلم الرئاسة عام 1982 .
كان السادات يتطلع للرئاسة مدى الحياة، ومن ثم سعى لإحداث تغيير في الدستور يسمع له بذلك. لكن كيف له أن يمرر ذلك بسهولة؟
قرر السادات توسيع المواد المقرر تعديلها لتمر مادة فترات الرئاسة وسطها دون أن يلتفت أحد مستغلا ً حماسة الشعب الدينية وسذاجة قطاع منه.
تقرر تعديل المادة الثانية من الدستور لتصبح الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وليست مصدرا ً رئيسيا ً فقط، وإلى جوارها تعديل مادة فترات الرئاسة لتصبح بلا قيد أو حد. وهكذا التصقت المادة الثانية بالدستور على النحو الجديد دون أن يجرؤ أحد فيما بعد على إعادتها لما كانت عليه سابقا ً.
لم يستفد السادات شيئا ً من تعديل مادة فترات الرئاسة، إذ تم اغتياله وقتله غير مأسوف عليه عام 1981 ، قبل أن يتمم الفترة الثانية بينما كان هو يتطلع لرئاسة مدى الحياة.
وعند مناقشة التعديلات في مجلس الشعب اقترحت المطربة فايدة كامل عضوة المجلس وزوجة رجله وزير الداخلية النبوي إسماعيل الذي كان نظامه يفبرك له نتائج الاستفتاءات، اقترحت أن ينص التعديل على أن تكون الرئاسة مدى الحياة صراحة، لكن رؤي عدم الحاجة لذلك فسوف يبقى الرئيس مدى الحياة دون الحاجة لهذه الفجاجة.
استفاد من ذلك التعديل مبارك، الذي ظل رئيسا ً لنحو 30 عاما ً ، ولو لم يقم السادات بذلك التعديل المشين لرحل مبارك عن الحكم عام 1993، ولما تدهورت حالة البلاد ولما قامت ثورة 25 يناير ضده. لقد أذى السادات تلميذه مبارك بهذا التعديل.
ومن انجازات الدستور الجديد الذي هو من مزايا ثورة 25 يناير التي يشجبها البعض حاليا ً أنه جعل الرئاسة دورتين فقط كل منها 4 سنوات، وهذا معناه أن الرئيس ونظامه ومن حوله يعرفون جيدا أنه مش هايطول، ومن ثم لن يصاب النظام بالعفونة، لكن ها بعض الإعلاميين الذين يأكلون على كل الموائد يطالبون بتعديل جديد في الدستور يعدل هذه المادة ليجعل الرئيس يقعد لمدة أطول ولتعود البلد لنقطة الصفر.
( انتهت السلسلة)
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :