الكاتب
جديد الموقع
عـدَّاك العيـب يا سيدنا
بقلم: هيام فاروق
بعد أن كثر الكلام من هنا و من هناك ، و تأججت نار الفتنة الطائفية التى هى نتاج مساعى التيار الدينى ، إذ ليسوا هم جماعة معينة و إنما هو فكر بعينهيهدف إلى الإساءة للكنيسة بإلقاء تُهم ليس لها أى أساس من الصحة ، بل هى أوهام ليست موجودة إلا فى رؤوس المتكلمين عنها .
و إلى هنا و لا يجب الصمت .. فقد أثارنى ما قيل عن الأديرة و ما بها من سلاح و حيوانات مفترسة.... و هنا أتساءل : أين كان هذا السلاح فى حادثة الإعتداء على رهبان دير أبو فانا و دير الأنبا أنطونيوس و بقية الأديرة .. أليس الأجدر بهم أن يخرج هذا السلاح فى مثل هذه الغزوات ؟ و لماذا لم يطلقوا الأسود و النمور و الحيوانات المفترسة التى يدَّعون أنها تُربى من قِبَل الرهبان ؟ لم نرى هذا و لا ذاك .
يا ســـادة .. الأديرة هى مكان تعبد و صلاة و إقامة للرهبان الذين تركوا العالم بلا رجعة و لا يبغون منه شىء .. فماذا تريدون أنتم منهم ؟
أتحدى أى إنسان يدخل أى دير و يجد فيه إلا سكينة ( تِلمة ) تقشر البطاطس ، و ياريتها بتقشر .
جميعنا نعلم تماما أن الرهبان جميعهم لا يملكون إلا سلاحا واحدا فقط . هو الصــــــــــــــلاة و كلمة الله من الكتاب المقدس . ( إحملوا سلاح الله الكامل لكى تقدروا ان تقاوموا فى اليوم الشرير و بعد أن تتمموا كل شىء أن تثبتوا ) أفسس 6: 13
فهذا هو سلاح الراهب ، و فيما عدا هذا فهو هُراء .
ثم أن الأجهزة الأمنية عندنا على أعلى مستوى من امتلاك الحاسة اللاقطة لكشف كل شىء فى كل شبر على أرض المحروسة . فلماذا هذه الافتراءات و أمامكم الدعوة المفتوحة لتفتيش الأديرة و الكنائس .
من جهة أخرى و رغم موقفى المعروف تجاه تصريحات الأنبا بيشوى إلا إنى بمنتهى الأمانة لم أجد عِلة فى تصريحات نيافته هذه المرة لكى يعلقوا له ( حبل المشنقة ) و كأنه أخطأ فى الذات العربية فى كلمة ( نحن نعتبرهم ضيوف ) .. فقد رأيت و شعرت بكم الغضب الكامن داخله و خصوصا أنه لم يدلى بصوته بتاتا فى أحداث الكشح أو مذبحة نجع حمادى و غيرها . و أعتقد أن صمته هذا هو الذى أثاره فى هذه الجملة ، و لعله كان يقصد أن يلفت النظر إلى ما قبل 1400 سنة حين دخول عمرو بن العاص و جنوده مصر و استقبال الأنبا بنيامين لهم على أنهم ضيوف بالفعل ، و ارجعوا إلى تاريخ الكنيسة و أنتم تعرفون أصل الحكاية .
صدقونى لم تغضبنى أبدا هذه الكلمة و ما كان يجب أن تغضب أحدا و خصوصا أنه تقابلها مئات بل آلاف الكلمات من هناك فى صورة مظاهرات و بذاءات و سباب لقداسة البابا شنودة و غيره ، و تقابلها أيضا بيانات صادرة من جبهة علماء الأزهر هى بيانات عقيمة و ليست لها معنى .
يا سادة الأنبا بيشوى قال : ( ضيوف ) و هو لفظ مُهذب ، و لم يقل مثلا ( غُزاة ) أو ( قتلة ) .. فى حين أنه يعلم تماما أن معظم بلاد العالم سكانه من أصول مختلفة ، و كلهم ينصهرون فى كيان واحد و هو الوطن .
أنا لم أدافع عن الأنبا بيشوى و لكن أرى أننا إختلقنا مشكلة من لا شيء على الإطلاق ، و لم يبقَ أمام دعاة التيار الدينى المتشدد سوى كارت السيدة وفاء قسطنطين و السيدة كاميليا و الأديرة و السلاح ، ليؤججوا نار الفتنة و يقضوا على الأخضر و اليابس ... و قد كانت قناة الجزيرة المعروفة بخطها الوهابى لها السبق الإعلامى للوقوف ضد مصر كدولة أولا .. و ضد الدين المسيحى ثانيا .
إبحثوا يا إخوتى فى تاريخ الأقباط فلن تجدوا سوى ( ربنا موجود ) ـ ( كله للخير ) ـ ( كل جليات و له داود ) ـ ( مسيرها تتحل ) ...... إلخ و ليس لنا أفعال البتة
و عموما إن هذه الكلمة البريئة و الصحيحة التى أقامت الدنيا و لم تُقعدها حتى الآن ، قد أظهرت بشكل واضح ما هو كامن بداخل نفوس المتأسلمين الذين يأخذون من الدين حُجة لتحقيق مآرب شخصية ، و من الآخر الموضوع كله ( أكـــــــــل عيــــــش ) .
و عموما إن هذه الكلمة البريئة و الصحيحة التى أقامت الدنيا و لم تُقعدها حتى الآن ، قد أظهرت بشكل واضح ما هو كامن بداخل نفوس المتأسلمين الذين يأخذون من الدين حُجة لتحقيق مآرب شخصية ، و من الآخر الموضوع كله ( أكـــــــــل عيــــــش )
و كما اشتعلت نيران كثيرة و أطفأتها .. العقــــــــــلانية ــــ و المحبــــــة المسيحيـــــــــة و ــــ و الوطنيــــــة المصـــــريـــــــــــة قريبا ستخبو هذه النيران و ليتحقق القول القائل أن النيران تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
تحياتى للجمي
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :