الأقباط متحدون - الرجل الذي حول أيامنا سماءاً
أخر تحديث ٠٢:١٧ | الخميس ٢٩ اكتوبر ٢٠١٥ | ١٩ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الرجل الذي حول أيامنا سماءاً

ماجد سوس                                                                                
الإستقبال الرائع الذي استقبل به شعب الولايات المتحدة للبابا تاوضروس الثاني بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية في مصر و كل بلاد المهجر حين زار 33 كنيسة و 9 أماكن مقدسة او رسمية  دشن 10 كنائس ووضع حجر أساس 4 و قام بتعميد 27 طفلا و قام بسيامة كاهنين و ترقية ثالث و قدم 50 عظة وقدم لنا هذه الإحصائية مع المزيد من الإحصائيات الأخرى للزيارة الأب الجليل ابراهام عزمي  و نجاح هذه الزيارة روحيا و رسميا و شعبيا يؤكد على حقائق ثابتة : 
 
   أولها ، ان الشعب القبطي يؤمن و يثق ان البابا هو عطية السماء التي ارسلها االروح القدس لنا .     
  ثانيا  ، ان الشعب القبطي قد لمس خلال الفترة الماضية ان هذا الحبر الأعظم هو رجل اصلاح بحق و اقصد بالإصلاح ليس فقط مجرد اصلاح الإمور الإدارية او الخدمية في الكنيسة و لكن الذي رآه الشعب من اليوم الاول لحبريته هو اصلاح النفوس الجريحة و لم الشمل ففتح ذراعه ليقبل الكل و يبدأ صفحة جديدة مع الكل .
 
    ثالثا ، إتضاعه العجيب فتجده يهرول ناحية المُقعد و المريض ليحضنه و يضع صليبه عليه . يقترب من الأطفال يداعبهم و يلعب معهم فيسرق قلوبهم فيتهافتون لتحيته و الوقوف معه. عندما يجد من ينادي عليه يتجه نحوه ليسلم عليه و يظهر له سعادته به .
     اما الشباب فهم اهتمامه الأول و قد بدى لي في لقاءه بهم انه قدم لهم قدوة حقيقة لبابا يسمع لهم و يحنو عليهم يقويهم يشجعهم عن القيام من الخطية بسرعة مهما كانت السقطة عظيمة فيعطي رجاء للملحد و المدمن حتى خطاة النجاسة من الشواذ قال لهم باب التوبة مفتوح مع العلاج ان كنت تحتاج و ان  دم يسوع يطهر من كل خطية .
 
     يتكلم معهم في كل نواحي الحياة فيقدم لهم مسيح الشباب المهتم بكل أمورهم و اهتمامتهم و احتياجاتهم و يبشرهم انه يعمل مع رؤساء الطوائف المسيحية في العالم كله لتوحيد عيدي القيامة و الميلاد و كأن لسان حاله يقول انا معكم أشعر بكم و اريدكم ان تحتفلوا مع اخواتكم المسيحيين في كل مكان ، يحتضنهم يتصور معهم " سيلفي" و كأنه في سنهم .
 
    و في مجال خدمة الشباب هذه لابد ان تنجلي حقيقة شاهدتها بنفسي في العام الماضي في رحلتي الى مدينتي الإسكندرية فقد سمعت من احد الآباء الكهنة المتخصصين في خدمة الشباب هناك ان خدمة الشباب و نتيجة لأعدادهم الضخمة تحتاج الى عمل جبار مع تزايد حالات الإلحاد و المخدرات بصورة ملحوظة الأمر الذي جعل قداسة البابا يفكر في هذا الأمر بجدية ليجد له حلا فقرر بإعتباره اسقف المدينة العظمى الإسكندرية ان يختار أسقفاً ليعينه في الخدمة هناك و لا سيما خدمة الشباب فإختار رجلا مشهودا له في خدمة الشباب فقدت حزنت عليه مدينة شرم الشيخ حين تركها للترهب في دير موسى النبي في سيناء و هو ابونا بولا الذي اصبح الأنبا بافلي. 
 
      في هذا الصدد حينما سئل البابا في كنيسة سان موريس هل هذا يعتبر تقسيما لأسقفية الشباب فأجاب من أين أتيتم بهذا االكلام أسقفية الشباب يقودها الأب الأسقف المبارك الأنبا موسى و معه نيافة الأنبا رافائيل و انا طلبت من الأنبا بافلي يساعدني في خدمة اسكندرية المسئولة مني مباشرة و  ان خدمة الشباب ضخمة و منتشرة في كل الكرازة و تحتاج خدام كثيرة و الحصاد كثير.
 
  رابعا : حتى كبار السن وجه لهم قداسته كلمات جميلة مشجعة خلال عظاته الجميلة ، حين قال لهم أن المسيحي لا يشيخ ابدا فيبقى شابا للأبد فهو يكبر مع يسوع حتى انه قال مداعبا لهم ان عمرك يقف مع عمر المسيح حينما ترك الأرض عند سن 33 سنة و المسيحي يبقى شابا ايجابيا و ان شاخ الجسد.
 
 خامسا : قبوله للآخر كمسيحه فالبابا المصلح المحب المتضع يسير وراء تعليم المسيح و منهج الآباء و يحيي مبدأ أهمية السير في الأرضية المشتركة و هو منهج كان يحلم به سلفه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الذي قدم للسادات مشروعا ان يقوم بتأليف كتبا مع فضيلة شيخ الأزهر تتحدث عن المثل و القيم المشتركة بين المسيحية و الإسلام و توضع في مناهج التربية و التعلين فنسير على أرضية مشتركة و للأسف لم تظهر هذه الفكرة للنور .
 أقول هذا بم

ناسبة الموقف الذي قام به البابا تواضروس الثاني في دولة السويد حينما دعي الى اجتماع صلاة حضره كل طوائف المسيحين هناك ، حضرت فيه إمرأة يدعونها بأسقف إنجليكانية ، فهاج عدو الخير على بابانا بإعتباره اخطأ حين وقف يصلي في وجود اسقف إمرأة و هو فكر عجيب جدا يتنافى مع ابسط مباديء الإنسانية فهل سماح البابا شنودة الثالث لإخواتنا المسلمين من الصلاة بجانبه في الخيم الرمضانية كل عام معناه ان البابا يتنازل عن ايمانه . ما هذا الهراء و الفكر الداعشي الذي يتسرب داخلنا اين فكر المسيح الذي كان يجلس مع العشارين و الخطاة و الأمميين و يطلب منا لا أن نعتزل المجتمع بل نحيا وسطه نظهر اعمالنا فيمجدوه .
 
 ابانا و حبيبنا و راعينا البابا تواضروس اهلا بك رئيسا لشعبك تقوده بكل حكمة و اتضاع و محبة . الرب عن يمينك يسندك و يعينك و يعضدك .
  اختم حديثي بالدعاء الذي تنشده الكنيسة لقداستكم في كل ليتوروجياتها و لانه لايقال بالعربية فلربما لا يعرفه الكثيرين فأدعي لك معها قائلا ان الله اعطاك و يعطيك نعمة موسى وكهنوت ملكي صادق وشيخوخة يعقوب وطول عمر متواشلح والفهم المختار الذي لداود وحكمة سليمان والروح المعزى الذي حل على الرسل الرب يحفظ حياتك وقيامك ، إله السماء يثبتك على كرسيك سنين كثيرة و أزمنة سلامية و ويخضع جميع أعدائك تحت قدميك سريعا. اطلب من المسيح عنا ليغفر لنا خطايانا بسلام كعظيم رحمته 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter