الوطن | الاربعاء ٢٨ اكتوبر ٢٠١٥ -
٠٧:
١٠ ص +02:00 EET
أطفال «الانتخابات»: «إحنا عيال كسّيبة»
لا يعرفون عن الانتخابات سوى شيئين، أولهما اسم المرشح المطبوعة صورته على الدعاية التى يوزعونها على أبناء الدائرة الانتخابية، والثانى، والأهم، «اليومية» التى يتقاضونها وتفوق الـ50 جنيهاً طوال فترة الحملة الانتخابية وخلال جولة الإعادة للمرحلة الأولى. أطفال تبدأ أعمارهم من الـ12 عاماً باتوا يحجزون أماكنهم مبكراً بين أعضاء الحملات الانتخابية، حيث يتم توجيههم والاعتماد عليهم فى توزيع الملصقات ووضع اللافتات ونشر الدعاية على المارة، مقابل يومية تتزايد من عام لآخر.
بينما كان أحمد السيد منشغلاً بلصق دعاية على سور بناية فى شارع الهرم، أكد أن مهمته تبدأ نهاراً ويظل يوزع الكمية الموجودة معه فى الشوارع الجانبية المتفرقة حتى بعد أذان المغرب، مقابل 50 جنيهاً فى اليوم: «هو شهر باسترزق منه، وباصرف من يوميتى على أمى وإخواتى، وفى كل الأحوال أحسن من القعدة فى الشارع واللمة الحرام»، متمنياً أن تطول مدة الانتخابات وتتوالى المواسم الانتخابية حتى يزداد رزقه. محمد أشرف، مشرف على العملية الانتخابية لمرشح مستقل عن دائرة العمرانية، يتولى توجيه عدد من الأطفال للقيام بمهامهم الدعائية: «معايا 12 طفل أعمارهم تبدأ من 12 سنة، وطبعاً اختيارهم ما كانش بشكل عشوائى زى اللى بيحصل فى حملات انتخابية كتير، دول من أبناء المنطقة وأصحاب ظروف اجتماعية صعبة، معظمهم أيتام وبنحاول نساعدهم برزق حلال، وفى نفس الوقت نستفيد». ولأن «محمد» أكبر سناً من الأطفال المشاركين فى الحملة، فإن مهمته تختلف عنهم: «معظم الوقت بكون موجود فى مقر الحملة عشان أعرّف الناس بالسيرة الذاتية للمرشح، ومستقبل الدائرة فى حال فوزه، وكمان بستقبل شكاوى الناس وتطلعاتهم لتوصيلها للمرشح ومراعاتها فى برنامجه الانتخابى».
رغم سنوات عمره القليلة، فإن محمد رمضان بدأ يشارك فى الحملات الانتخابية تطوعاً، إلى أن أصبحت مهمة يتقاضى عنها أجراً مجزياً فيما بعد: «اليومية أكتر من 50 جنيه، ومعانا ناس كتير فى مجالات مختلفة، ناس بتوزع، وطباخين وسواقين و(دى جى) وغيره، يا ريتها بس تدوم».