الأقباط متحدون - تعويم الجنيه وإغراق الإسكندرية
أخر تحديث ١٣:٣٠ | الثلاثاء ٢٧ اكتوبر ٢٠١٥ | ١٧ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٢٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تعويم الجنيه وإغراق الإسكندرية

 تعويم الجنيه وإغراق الإسكندرية
تعويم الجنيه وإغراق الإسكندرية
بقلم : مينا ملاك عازر
تبدو مفارقة، أن تغرق مدينة ويموت مواطنين بفعل الأمطار في نفس التوقيت التي تدور الأفكار والطموحات وتزداد الهواجس حول مسألة تعويم الجنيه، فإن كنا بحاجة لتعويم الإسكندرية وإنقاذها فنحن أيضاً بحاجة جادة لإنقاذ أيضاً الجنيه، استقالة محافظ البنك المركزي ليست كاستقالة محافظ الإسكندرية، المحافظان اتبعا سياسة لم ترض أحد، صحيح محافظ البنك المركزي كانت سياسته موفقة في البداية لكن أي فاهم كان مدرك أنها سياسة مؤقتة، بينما سياسة المسيري لم يرض عنها أحد منذ البداية، وطالب الجميع برحيله لكنه لم يرحل، ورغم أنني اكتب المقال هذا بعد الأزمة بيوم إلا أنني لا أستطع تفهم كيف

استقال المسيري الذي كان في التلفزيون المصري ينفي ويؤكد نفيه بعدم استقالته، كان أحمد زكي بدر نفسه وزير التنمية المحلية ينفي الاتجاه نحو هذا المسلك، أحمد زكي بدر لم يكن يعرف أن المسيري سيجد نفسه مضطر لأن يلحق بمحافظ البنك المركزي، مفارقة عجيبة أن يستقيل محافظين، أحدهما محافظ حاول أن يحافظ على الجنيه فاجتهد أصاب وأخطأ، والآخر محافظ حاول أن يحافظ على برستيجه فاشترى السيارات الفخيمة وترك مدينة غير محافظ عليها فلم يحافظ عليه أحد، كلاهما رحل لكن محافظ المركزي كان رحيله مفاجئ رغم الإخفاق، ومحافظ الإسكندرية كان ضروري بسبب الإخفاق.
 
الجنيه لم يبل بمياه الأمطار لكنه قاوم سيول الإخوان، كاد أن يركع لكنه لم يفعل، وعاد بفعل تغيير في القيادة ليقف على قدميه يقاوم الأنواء، أما أنواء الإسكندرية فبللت الجميع من رئيس شركة الصرف الصحي الذي استقال إلى المحافظ الذي لم يكن يتوقع أن يُقال، فبات الجميع في حالة اندهاش، إذ لماذا أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب أمطار تغرق البلاد ولا تجد منفذ للعباد؟ وصار الكل معرض للهلاك، لماذا لا نستفيد بتلك الأمطار؟ طموحي كبير أنا أعرف هذا، فأنا لا أطمح ولا أطمع في منع الكارثة ولكن الاستفادة منها، لماذا لا نخطط للغد؟
 
تعويم الجنيه كان خطر محدق بالجنيه وبالمواطن وبالأسعار، وتهافت الكل لتقديم الحلول لتوفير السلع التي لا ضرورة من استيرادها، وعرض البعض كيف نزرع السلع الأخرى التي يمكن زراعتها فنوفر الدولار لكن الإسكندرية حين غرقت لم تجد محافظ يفكر في تعويمها وإنقاذها لأنه كان يدرس مع زوجته شريكته ومساعدته كما أراد كيف يجمل مبنى المحافظة أو اي شيء آخر ليس له قيمة في سبيل أن يبقى المكان جميل والحياة لطيفة، والغد أسوء لأننا ليس لدينا من يخطط له ومن يحلم له، وتبقى مصر بين تعويم عملتها وغرق سكانها وأرضها حائرة تبحث عن من يرى الغد بعيون واعية فيحمي عملتها وينقذ أهلها ويستفيد من أمطارها، فهل يرزقنا الله بهذه النوعية من الناس التي تحول كارثة طبيعية كالأمطار لخير وفرصة للنماء وتوفر العملة وتنقذ المصريين الأحباء!؟.
"
المختصر المفيد كوارث مصر قد يمكن الاستفادة منها، كفانا ولولة فكروا تصحوا.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter