الثلاثاء ٢٧ اكتوبر ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
سوريا قطر حرب بالوكالة أم رغبة في الإزالة
كتب : مينا ملاك عازر
الأنباء المتواترة عن الأحوال المتوترة بين دولة قطر ودولة سوريا، والتهديدات المتبادلة بالتدخل العسكري والرد عليها من كلا من الطرفين تشغل الكثير من الرأي العام المصري وبل العالمي أيضاً، فهناك من قارن بين قدرات الجيشين القطري والسوري، الأول لديه قرابة الاثنا عشر ألف مقاتل في المقابل يتعدى جيش الأخيرة نصف مليون نظرياً، المواجهة بالعدد ليست في مصلحة القطريين هذا في حالة تدخل الجيشين وجهاً لوجه، لكن بالتدقيق تجد أن الوجود الداعشي على الأرض السورية يجعل موقف الجيش السوري أسوأ، إلى هنا يستريح كل هواة المقارنة بين الجيوش والباحثون عن أحلام الحرب والرغبة في معرفة من الأقوى؟ لكن ثمة أسئلة أجدر بنا طرحها، وهي كيف ستتواجه دولتان بين حدودهما آلاف الكيلومترات؟ ولماذا قطر بالذات هي التي هددت بالتدخل العسكري؟ ولماذا في هذا التوقيت بالتحديد؟ كل هذه الأسئلة وأكثر نطرحها في هذا المقال ونطرح إجابات لها بإذن الله.
كيف ستتواجه قطر وسوريا رغم وجود كل هذه المسافة بين البلدين باستخدام الصواريخ بعيدة المدى؟ وهنا ستتلاشى مسألة العدد التي انطرحت على مائدة النقاش بدون داعي، فلا سبيل ولا داعي للمقارنة بين عدد الجيشين، فالمهم هنا القدرة على استخدام الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وأياً من الدولتين لديه تلك الصواريخ، وهنا يقفز للمائدة السؤال التالي، هل قطر وسوريا لديهما صواريخ مثل تلك سالفة الإشارة إليها، والإجابة على هذا السؤال بسيطة جداً، فقد لا يكون لدى الدولتين هذه الصواريخ المشار إليها أنفاً، إذن ما هو الحل؟ وكيف تتم مواجهة الصواريخ هذه في ظل غياب أنظمة الصواريخ عن عتاد الجيشين السوري والقطري؟ إذن هذه هي المعضلة، في الحقيقة هذه ليست معضلة فإن كانت الصواريخ غير متوافرة لدى كلاً من قطر وسوريا فهي لدى الدولتين المساندتين لهما "الولايات المتحدة وروسيا" إذن الإمكانية متاحة، إذن فرصة نشوب حرب قائمة لا ريب في ذلك، ولكن السؤال الأكثر واقعية، لماذا لم تهدد تركيا مثلاً بالتدخل العسكري في سوريا؟ وهي الأقرب والمتماسة بالحدود السورية، ولكون هذا سؤال حساس لأبعد الحدود وله أبعاد إستراتيجية، أفضل أن تنتظروني المقال القادم نطرح بل سنجيب بمعونة الله عن أسئلة أخرى وأكثر أهمية إن عشانا وكان لنا نشر.