عشرات من الشباب والنساء والأطفال تجمعوا حول سيارة "جيب" سوداء، وانهالوا على راكبها بالشتائم والألفاظ البذيئة، وسط محاولات حثيثة من سائقها وبعض المواطنين، لخروج السيارة من وسطهم دون أزمات جديدة.. إنها سيارة الدكتور هاني المسيري، محافظ الإسكندرية المستقيل، الذي ودعه أهالي المحافظة بهذا المشهد. 

"المحافظ الوسيم" الذي لم يصمد على كرسي محافظ عروس البحر المتوسط أكثر من ثمانية أشهر، أطاحت به أزمة الأحوال الطقسية السيئة التي اجتاحت شوارع وأحياء المحافظة، وأغرقتها في بضعة أشبار مياه، وتسببت في قتل سبعة أشخاص، أكد المحافظ أنهم ثلاثة فقط! 

أعلنت رئاسة مجلس الوزراء أمس، قبول استقالة الدكتور المسيري، عقب غضب عارم بين المواطنين بسبب الأزمة، فيما دعت رئاسة الجمهورية، إلى اجتماع عاجل مع الحكومة، بكامل تشكيلها، اليوم، الاثنين، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لبحث الأزمة ونظيراتها في باقي المحافظات. 

مع بداية تولي "المسيري" منصب محافظ الإسكندرية بدأت أزمات الرجل في الظهور على السطح، حيث رافقته زوجته في العديد من الاجتماعات، الأمر الذي أثار سخطًا كبيرًا على المحافظ وزوجته، إلا أنه تم تبرير ذلك بأنها تعمل في خدمة المجتمع المدني وذات كفاءة عالية وبالتالي يتم الاستعانة بها لخدمة المجتمع السكندري. 

الرجل يهتم بالإنجازات التي تحقق رقمًا قياسيًا، وسعى لذلك خلال شهر رمضان الماضي، من خلال تنظيم "أكبر مائدة إفطار في العالم" تدخل بها المحافظة موسوعة "جينيس"، ولكن تحولت هذه المائدة إلى اشتباكات بين المواطنين، وأطول مجاعة شهدتها مصر، وبعد توجيه بعض الانتقادات له رد المحافظ قائلا: "لن أقبل أي اعتراض على الفاعلية واللي معترض يجي أعزمه عندي في البيت". 

 

المحافظة التي غرقت في مياه الأمطار، ولم تصمد بنيتها التحتية تسعة ساعات فقط، أمام المياه، أعلن محافظها شهر يوليو الماضي، عن حل مشكلة القمامة بتوفير نظام "جي بي إس" في سيارات جمع القمامة، لافتًا إلى أن "تطبيق هذا النظام والتكنولوجيا المتطورة، يهدف إلى القضاء على مشكلة تراكم القمامة، وجمعها من الشوارع والميادين العامة". 

 

اتهم المحافظ، مدير قصر ثقافة الشاطبي السابق، محمود قطب، بأنه ينتمي لجماعة الإخوان، لافتًا إلى أن هذا هو السبب في إقالته، الأمر الذي تسبب في أزمة مع المثقفين، وقام "قطب" برفع دعوى قضائية ضد "المسيري" اتهمه بنشر الأكاذيب ضده. 

 

سيارة المحافظ الفارهة، كانت سببًا أخر في أزمة جديدة من أزمات "المسيري" حيث حصل على سيارة بمبلغ ٨٠٠ ألف جنيه، و٤ سيارات أخرى لرؤساء الأحياء، الأمر الذي أثار غضبًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرًا للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ولكن المحافظ رد على ذلك قائلا، إن "ثمنها نصف مليون جنيه فقط وليس 800 ألف"، مضيفًا، أن "السيارة جيب شروكي مصنعة في مصر وبالنسبة لسعرها المنخفض فإن بها إمكانيات كثيرة مما يليق بمحافظة بحجم الإسكندرية".