السبت ٢٤ اكتوبر ٢٠١٥ -
٥١:
٠٩ ص +02:00 EET
ارشيفيه
بقلم : مينا ملاك عازر
كنت قد وعدتكم المقال الماضي، بأننا سنلتقي اليوم لنتعرف على كسرة القلب رداً على اتهام من أحد الإعلاميين المطبلاتية، بأن الشعب المصري كسر قلب من فوضه، وفي الحقيقة - وربنا يكفيكم جميعاً شر كسرة القلب- أنا بحاجة أقول لحضراتكم الحقيقة كما أراها، الشعب المصري هو المكسور قلبه، وسأقول لكم من إيه؟ ولن أصرح كثيراً منْ من؟ أي لن أتهم أحد في كثير من الأحيان بالتسبب في كسرة القلب.
الشعب المصري انكسر قلبه عندما لم يُفعل الدستور إللي نزل عشانه، وإللي من أهم مواده عدم وجود أحزاب على أساس ديني، وحين اتُهم الدستور ومن وكتبه أنه كتب بحسن نية في إشارة غير مفهومة، ولما تم العودة عنها كانت العودة أيضاً غير مبررة ولا مفهومة، الشعب انكسر قلبه حين رأ ى وعود بالإفراج عن أُناس مظلومين فيتم الإفراج عن ربعاوية يرفعون الشعار الشؤم فور خروجهم من السجون، والمشلولين والمقهورين يبقون بها، الشعب انكسر قلبه حينما وجد إرهابيو الفكر يتحالفون مع الحكومة ويجلسون للتفاوض والمفكرون الجادون يستبعدون من الإعلام، الشعب انكسر قلبه يا سادة حين رأى حقوق المعاقين لا تُراعى في تجهيز الشوارع وإتاحتها للسير مثلاً، الشعب انكسر قلبه حين يرى الجنيه المصري يكاد أن يصبح في مهب الريح، الشعب انكسر قلبه يا حضرات الأفاضل عندما وجد أصحاب الكفاءات متروكين، وأصحاب الخبرات مُهملين، والضعاف وقليلي الحكمة والخبرة والمسؤولية يولون المناصب.
الشعب انكسر قلبه لما رأى الفساد لم يزل في المحليات للركب بل يعلو عن الركب ليصل للرقاب تحت رعاية حكومة عاجزة فاشلة، الشعب يرى الموظفين يرتعون في الدولة دون حساب ولا ضابط ولا رابط، يرى كل ما يطلبه إصدار بطاقة تموين فيدوخ السبع دوخات، ولا منْ مجيب، يرى الموظفين يهملون في عملهم ويتراخون في أداء واجبهم ولا منْ محاسب، يرى المصانع مغلقة منذ أكثر من أربعة سنوات دون محاولة لإعادة فتتحها.
الشعب انكسر قلبه لما رأى أن من يحجرون على الأفكار يسودون، ومن يطلقون العقل للتفكير يتوارون، الشعب انكسر قلبه لما رأى هناك جهاز إداري ضخم وترسانة قوانين أضخم منه، ولا خلاص من الجهاز الإداري ولا تحسين لترسانة القوانين، الشعب انكسر قلبه عندما رأى أنه لم يزل منْ لا ظهر له بيتضرب على بطنه، ورأى الإعلام يطبل لكل قرار، ولا ينتبه لصوت العقلاء الذين يرفضون مشروع مثل مشروع العاصمة الجديدة الذي يكلفنا الكثير من المال دون جدوى في الوقت الذي فيه اقتصادنا في مهب الريح، الجنيه يكاد ينتحر من هول ما يحصل فيه.
لا أنكر أن هناك أشياء كثيرة جيدة لكن هناك الكثير مما يكسر القلب، سلامة قلب الجميع والأهم قلب مصر.
المختصر المفيد هل تسمعون؟ الشعب انكسر قلبه رغم أنه شارك بنسبة معقولة ومقبولة على الأقل في المحافظات التي جرى الانتخابات فيها، لكن ناقوس الخطر يدق، فهل من مجيب؟