الأقباط متحدون | الهوية المصرية المفهوم والمعـنـى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٢٤ | الجمعة ٢٣ اكتوبر ٢٠١٥ | ١٣ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٢٤ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الهوية المصرية المفهوم والمعـنـى

الجمعة ٢٣ اكتوبر ٢٠١٥ - ٥٩: ٠٧ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم الـدكتـور رؤوف هـنـدي

هنالك نقص في الشعور بالمواطنة وفائض في الإحساس بالهويـة الدينية وهذا هو جوهرالأزمة الحقـيقيـة التي تلاشت وتوارت من خلالها الهويه المصرية بكل معانيها التاريخـية والإنسانـية فالهويـة المصريه هي الهـويه الوطنيـه وليست الهوية الدينيـة هـويـة تاريخ وحضـارة عـريقـة إمـتدت عـبر ألأف السنـيـن ونــشـأت عــلى ضفـتي النهرالخالد الذي لايزال يجري. مصرية كل واحد فينا تسبق ديانته وهذا ليس إقلالا من شـأن الديـن لكوننا جميعا من خلال اجدادنا المصريين في الأصل قبل أن نكون أصحاب ديانات وهذه هي الهويه المصرية الحقيقية التي يجب أن يتضمنها الدستور(الديانة مواطن مصري) فالدولة كيان إعـتـبـاري لاديــن لـها غــير الدسـتورالذي يجب أن يرى فيه كل مواطن مصري نفسـه دستورٌ منبثق من المواثيق والعهود الدولية تكفـل لكافة المواطنين

المساواة والعدالة لا فرق بين أغلبية عددية وأقلية لا فرق بين غـنيّ وفقيرلا فـرق بيـن مـن يؤمن بدين ما أو من لايؤمن بديـن قـطّ . الإيمان الكامل بمعنى الـهويه المصريه هو الـذي يضمن قيام دولـة القانون والمواطنة وفيها لا يُـقهرأو يُستئصل مواطن لانه لا يَدين بدين الأغـلبـيـة أو لانـه لا يَدين بـدينِ قـط فالقانون والعِلم هي المعاييـر الحقيقيـة لتقـيـيم المواطن.إستيعاب المصريين للمعنى الحقيقي لهويتهم المصرية لن يجعل من كلمة المواطنة مصطلحا للديكور يُردد على ألسن مسئولي الدولة بل سيجعل منه واقعا ملـموسا في حياتنا اليومية لذا فجملة من الإجراءات الدستورية والقـانونيـة نحـن في إحـتيـاج إلـيهـا لتـفعـيـل وترسيــخ معنى الهويـة المصرية الحقيقية هذا إذا أردنا حقا قيام دولة الـقـانون والمواطنـة التي باتت ضرورة ملّحـة في ظل المتغيرات العالمية وثورة الأتصالات التي فاقت التصور والخيال وبات العالم معها قرية صغيرة مترابطة الاطراف وسقطت معها كل الحصانات القديمة ومن لم يدرك تلك الحقيقة فسوف يفقد الكثير من عـوامل البقاء بل قد يكون مهددا بالـتلاشي فالـتعايش في ظـل التنوع والتعدد الإنساني ضرورة من ضرورات العالم الجديد

ولنأخذ من التـجربة الـهـندية مثلا فالــهنـد كـانت يوما ما شـريكة تاريخـيـة لنـا فأين الــهـند الآن وأيـن نـحــن !؟ فالهند باتت في صدارة المشهد العالمي كقوة سياسية واقـتصادية وعلمية مع العلم أن الـهــنـد ذات المليـار نسمة ويزيد بها مايقرب 1655 ديانة ومعتقـد واتباعها بالملايـين والكل يعيشون داخل منـظـومـة مجتمعيـة أسسـها غاندي العظيـم في تعاون وسلام وأمان واحترام المواطنين لكل الأديان والعقائد ورسّـخّ غاندي مفهوم الهوية الهندية في مواطنيه حتى باتت تولد مع جيناتهم وفصلَ غاندي الـديـن بـعـيـدا عـن إستراتيجيات الدولـة السياسية والإقتصادية والإعلامية والإقتصادية طبقا لمعاييرالدولـة المدنية الحديثة التي تُـعلي من قيـمـة العِـلم والقانون وأما دينـك أو معـتقـدك فـهو في مـنزلك أو دورعبادتك وطبقـا لـقانون إحترام الآخر والتعـايش معه وبهذه الأسباب باتت الهند في صـدارة المشهد العالمي . ضـعــوا  تـجربة غاندي موضع  الدراسـة والبحـث والـتـأمل . كلي يقـيـن أننـا لو استوعبنا معنى ومـغــزي الـهـويـة المصرية الحقيـقـيـة والتي سبـقـت أدياننـا فسوف نحقـق المستحيل ويـبقى الأمل طالما بـقيت الحياة

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :