بقلم: شفيق بطرس
الحدث وهو الحُكم على أب كاهن في مصر بالسجن خمسة سنوات.. حدث صعب!! والموضوع نفسه موضوع مؤلم!! تكلم عنه الكثيرون وبحثه الكثير منا لكن هل أعطيناه حقه بالنسبة لأهميته لنا؟، على ما أعتقد.. لا، ولا عُشر المطلوب والمفروض إننا نفعله وتجاه ضخامة وعنف الحدث فالأب الكاهن مظلوم، وكل الوقائع والدلائل تؤكد أنه مظلوم، وما نراه الآن معروف وهو (قرصة ودن)، وتعمد بالإهانه وتعمد بالإذلال لرمز من أقدس رموز الكنيسة وهو شخص الأب الكاهن نفسه، مقصود أن يضعوا أنفه ومعه أنف كل قبطي مسيحي في مصر في التراب ليكون عبرة لغيره لعل وعسى ينجحون بذلك في وقف تاسونامى الرجوع للمسيحية والتنصير الذي انتشر في كل أنحاء العالم ولكنه مرفوض ومنبوذ بالنسبة لمنطقتنا العربية والإسلامية، وليكن لهم مبرراتهم في محاربة هذا التيار والمد التنصيري، ولكن ان نغمض أعيننا عن العدل وعن الحق فتلك هي الكارثة والخطيئة التي لا تُغتفر.
كما أن ضعف ردة فعلنا نحن كأقباط في الداخل وفي المهجر كان مُخجلاً فعلاً، فأين المنظمات الحقوقية التي تتباهى بعمل المسيرات والمنتديات والقضايا عن طبيب مصري يتم جلده في بلد عربي أو قضايا هنا وهناك؟ -بالرغم من إجلالنا وتقديرنا لهذه القضايا-، لكن ماذا فعلنا من أجل الأب متاؤس الذي استسلم لقيوده الحديدية وقبع في سجنه وهو مظلوم ولم يرتكب أي جُرم، ماذا فعلت قياداتنا في الكنيسة؟ إن كانت فعلت شيء فيجب أن يعلمه الشعب القبطي ليبرد ناره، إن كنا فعلنا ما علينا وواجهونا بألاعيب ومحاورات قانونية فاليعرف الشعب القبطي ويعلم ليرتاح الجميع.
تعبت بشعوري بالعجز حتى نعجز ونخاف أن نتكلم لكي لا نجرح هذا أو ذاك، تذكرت قصة المظلوم الذي سلبوه ماله وعياله وكل حقوقه وحريته، وحرموه من حتى أن يقول (جاي) ولا يعترض.. ماذا فعل صاحبنا هذا؟ الذى أخذوا عن قصته هذه المقولة... مقولة المثل ((الحق مات))، وطبعاً سأسرد عليكم حدوتة مثل (الحق مات).
فكان في أحدى البلاد رجلاً مظلوماً جداً والظالم من الأعيان ولا يستطيع أحد أن يوجه له أي إدانة ولا حتى من بعيد لبعيد، ويأس المظلوم من توصيل شكواه للناس والقضاة، وتسلل لمنارة الكنيسة وأخذ في ضرب الجرس بالرتم الجنائزي لمدة طويلة جداً لأنه كان قد أوثق القرابني والغفير بالحبال، وكل من كان يسأل من أهل البلد عن المتوفى يجيب صاحبنا (الحق مات).. (الحق مات)، إلى أن وصل الخبرإلى كل الناس وإلى كبير القُضاة وعلم بالحكاية وأعجبته حيلة الرجل المظلوم، وأخذ على عاتقه أن ينصف هذا المظلوم الذي فاض به الكيل من كثرة ما لاقى من ظلم، ونظر في شكواه وأنصفه.
وهنا نقول أننا الأقباط من حقنا ان نقول (آه) و(جاي) ولن نكترث لما قد يُقال وما قد يوجه إلينا من الإتهامات، ومن قبل أن نبدأ سمعنا عن الخيانة والعمالة والإستقواء بالخارج, والأمم المتحدة وعمالة أقباط المهجر، وإلى آخر الأوصاف الناريه إياها، ونقول لا يخاف المواجهة إلا المجرم والظالم والذي يخاف أن تنكشف جرائمه للعالم أجمع، ونحن مظلومون ومجني علينا ومنسحقين تحت القهر وموت العدالة والحق.. فعلى الأقل يجب أن نصرخ في كل مكان في داخل مصر وكل بقعة أرض وقف عليها أي قبطي في العالم أجمع..
نصرخ ونقول (الحق مات)...
مش كده وللا إيه!!
شفيق بطرس