كتب : سامح جميل
وفاة الفنان المطرب محمد فوزى ..
فنان مصري، اسمه بالكامل “محمد فوزي عبد العال حبس الحو”، ولد يوم 28 أغسطس لعام 1918م في قرية كفر أبو جندي بمركز طنطا في محافظة الغربية لعائلة متوسطة الحال، وهو يأتي في الترتيب 21 من بين أصل 25 ولداً وبنتاً منهم المطربة هدى سلطان، حصل على الشهادة الإعدادية من معهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة ولكنه ترك الدراسة فيما بعد.تزوج الفنان “محمد فوزي” للمرة الأولى عام 1943م من السيدة هداية التي أنجب منها ثلاثة أبناء هما “نبيل” مهندس و”سمير” مهندس و”منير” طبيب، ولكنهما انفصلا عام 1952م ليتزوج في نفس العام من الفنانة “مديحه يسري” التي أنجب منها ولداً واحداً يُدعى “عمرو”، وفي عام 1959م تم الطلاق بينهما ثم تزوج للمرة الثالثة عام 1960م من السيدة “كريمة” التي أنجب منها ابنته الصغرى “إيمان” واستمر معها حتى وفاته.تعلم “محمد فوزي” أصول الموسيقى منذ طفولته على يد صديق والده “محمد الخربتلي” الذي كان يصحبه للغناء في الموالد والأفراح، فتعلق بالموسيقى وتأثر بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم التي كان يغنيها في احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي، وكان ولع “محمد فوزي” بالموسيقي السبب الأساسي في تخليه عن الدراسة حيث حضر إلى القاهرة عام 1938م وعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة رشدي قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها.وفي ملهى بديعة تعرف “فوزي” على “فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب ومحمود الشريف” واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها، مما شجعه على دخول امتحان الإذاعة كمطرب وملحن، ولكن على الرغم من نجاحه كملحن ورسوبه كمطرب إلا أن هاجس الغناء كان مسيطراً عليه فقرر إحياء أعمال سيد درويش التي أتاحت له الفرصة للتعاقد مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى كممثل ومغني في مسرحية “شهرزاد” لسيد درويش.لم يحقق الفنان المصري النجاح المطلوب في عرضه الأول، الأمر الذي أصابه بالإحباط فتوارى زمناً إلى أن عرضت عليه الممثلة “فاطمة رشدي” التي كانت تؤمن بموهبته العمـل في فرقتها كممثل ومغني، وفي عام 1944م طلبه الفنان “يوسف وهبي” ليمثل دوراً صغيراً في فيلم “سيف الجلاد”، ولكنه كان بمثابة فاتحه الخير عليه حيث شارك بعد ذلك في فيلم “أصحاب السعادة” الذي حقق نجاحاً غير متوقع عقب إجراءه لجراحة تجميلية في شفته العليا، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي عام 1947م.استطاع الفنان “محمد فوزي” خلال ثلاث سنوات أن يتربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات، حيث بلغ رصيده الفني حوالي 400 أغنية منها ما يقرب 300 في الأفلام، ومن أشهرها “حبيبي وعينيه” و”شحات الغرام” و”وحشونا الحبايب” و”اللي يهواك أهواه”، بالإضافة إلى مجموعة من أجمل أغنيات الأطفال منها “ماما زمانها جاية” و”ذهب الليل طلع الفجر”، وقد دأبت الإذاعة المصرية على إذاعة أغانيه.وفي عام 1958م قام الفنان الرحل بتأسيس شركة “مصرفون” لإنتاج الاسطوانات، والتي أنتج من خلالها أغاني كبار المطربين في ذلك العصر أمثال “أم كلثوم” و”محمد عبد الوهاب” وغيرهما، كما أعتزل التمثيل من أجل التفرغ لإداراتها، إلا أن قيام الحكومة بتأميمها عام 1961م وتعيينه مديراً لها بمرتب 100جنيه، أدى إلى إصابته باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضيه طويلة انتهت برحيله بمرض سرطان العظام يوم 20 أكتوبر 1966م في ألمانيا....!!
.....................
فى مثل هذا اليوم 20 أكتوبر 1798..
اندلاع ثورة القاهرة الأولى ..
أثناء وجود الحملة الفرنسية على مصر عمد الفرنسيون لفرض ضرائب باهظة خاصة على التجار، مما ناقض وعود نابليون عند قدومه لمصر، فضلا عن قيام جنود الحملة بتفتيش البيوت والدكاكين بحثا عن الأموال، وهدموا أبواب الحارات لتسهيل مطاردة رجال المقاومة وهدم المباني المساجد بحجة تحصين المدينة، وعلى أثر ذلك اندلعت ثورة القاهرة الأولى في مثل هذا اليوم 20 أكتوبر 1798 ضد الحملة الفرنسية على مصر، وقاد الثورى الأزهر وشيوخه وقام التجار بتمويلها وأقيمت المتاريس في المدن.
وحينما اشتعلت الثورة، لم يقدر الجنرال ديبوى حاكم القاهرة الموقف على حق قدره، ونشبت معركة قتل فيها الثوار ديبوى، فعين نابليون الجنرال بون مكان ديبوى وزادت أعداد الثوار، وشملت الثورة معظم القاهرة ما عدا مصر القديمة وبولاق، ربما لقربهما من معسكرات القوات الفرنسية، وأخذت جموع الأهالي والثوار تتجمع في الأزهر وأقاموا المتاريس في الطرق المؤدية إليه وبلغ عدد المتظاهرين في ثورة القاهرة الأولى أكثر من 50 ألفا.
عاد «بونابرت» بسرعة، وأخذ يفاوض الأعيان ليكفوا عن العنف فلم يمتثلوا، فأخذ يماطل في مفاوضاته وطلب الصلح حتى يتمكن من نصب مدافعه على تلال المقطم والقلعة، وتفقد استحكامات مصر القديمة والروضة كما وضع المدافع في الشوارع الهامة، ورتب الجند ليحولوا دون انحياز سكان الضواحي لأهالي القاهرة، فعزل القاهرة عن المدن المجاورة.
في الصباح ضربت المدافع البيوت والحارات و الجامع الأزهر الذي أوشك أن ينهار من كثرة ضرب المدافع، وبلغت الجرأة من الثوار أن قتلوا من الجنود أعدادا كبيرة، وانهالت المدافع على حي الأزهر والأحياء المجاورة مثل الصنادقية والغورية والنحاسين، وأدى ذلك إلى مقتل الكثير من الناس ودب الرعب في قلوب الثوار وطلب الثوار الهدنة وانتهت المفاوضات بإلقاء السلاح ورفع المتاريس.
اقتحم الفرنسيون الأزهر بخيولهم، وأهانوا ما به من المصاحف، وأصدر «بونابرت» أمراً بإبادة كل من بالجامع، وعسكر الجنود الفرنسيون في الجامع طوال الليل، وجعلوا الأزهر أسطبلاً لخيولهم لمدة شهرين، وقد نجح الفرنسيون في إخماد هذه الثورة وحكموا على 6 من شيوخ الأزهر بالإعدام، واقتيدوا إلى القلعة، حيث ضربت أعناقهم، كما أسفرت الثورة عن مقتل أكثر من 2500 مصري، وحوالي 20 من رجال الحملة الفرنسية...!!
.......................................
فى مثل هذا اليوم 20 أكتوبر 1986
مقتل مخرج «الأكشن» نيازي مصطفى
في الحادى عشر من نوفمبر 1910، وفي محافظة أسيوط، ولأب من أصل سوداني، وأم تركية، ولد مخرج أفلام الأكشن المصرية أو أفلام الترسو نيازي مصطفى، والذي كانت أكثر أعماله مرتبطة بالعنف والمعارك والمطاردات، بينما أعماله الأخرى غير المرتبطة بالأكشن فهى قليلة مثل: «رصيف نمرة ٥»، و«فتوات الحسينية» و«سواق نص الليل» كما أنه كان غزير الإنتاج حيث بلغت أعماله نحو ١٥٢ فيلما.
وكان قد أخرج فيلما للسينما العراقية بعنوان «ابن المشرق» عام 1949.
أما عن رصيده في السينما المصرية فهو حافل ومن أشهر أفلامه «من أين لك هذا؟، وأرض الأبطال، وسيجارة وكاس، وإسماعيل يس طرزان، وسلطان، وحبيب حياتى، وأبوحديد، وجوز مراتي، وأنا الهارب، ورابعة العدوية، والعريس يصل غدًا، و٣٠ يوم في السجن، وصغيرة على الحب، وفارس بنى حمدان، وأخطر رجل في العالم، والقرداتي، والبحث عن فضيحة»، وكان أول فيلم له في 1937 وهو «سلامة في خير»، بطولة نجيب الريحانى.
وكان نيازى مصطفى متزوجا من الفنانة «كوكا» التي لعبت دور عبلة في فيلم عنتر بن شداد والتى توفيت في 29 يناير 1979.
وفى مثل هذا اليوم 20 أكتوبر 1986 مات نيازي مصطفى مقتولاً في شقته بالطابق الثالث بالعمارة، رقم ١، بشارع قرة بن شريك، ولم يعثر على قاتله أو يحل اللغز حتى الآن، وكان آخر الأفلام التي أخرجها فيلم «القرداتي» بطولة فاروق الفيشاوي.
ويقول الناقد والمؤرخ السينمائي طارق الشناوي أن نيازي مصطفي واحد من أهم بنائي السينما المصرية وليس من روادها فقط وهو الذي ساهم في تأسيس الفن السينمائي الوليد في مصر منذ الثلاثينيات فلقد عاد من رحلة في ألمانيا بعدما درس فن الحيل «التروكاج» ثم قدم مثلا للريحاني فيلمي سلامة في خير وسي عمر ليصبح علامة فارقة بمقياس ذلك الزمن وقد تتلمذ على يديه أكبر عدد من الرواد ومنهم صلاح أبوسيف وحسن الإمام وكمال الشيخ من خلال مجمع المونتاج باستوديو مصر كما أنه من أغزر منتجي السينما المصرية وظل في الملعب حتي رحيله ومازالت قضية مقتله غامضا حتي الآن...!!
نيازي مصطفى.. علاقاته النسائية أنقذت قاتله..
أبى مخرج الاكشن نيازي مصطفى إلا أن يُنهي حياته بشكل درامي لا يخلو من الإثارة، ورحل عن عالمنا في 20 أكتوبر عام 1986، وذلك بعد أن ترك إرثًا عظيمًا من الأفلام السينمائية مثل: «سي عمر» لنجيب الريحاني، «قمر 14» لكاميليا، «رصيف نمرة 5» لفريد شوقي، «عنتر بن شداد» لزوجته كوكا، وكان آخرهم «القرداتي» لفاروق الفيشاوي الذي عُرض بعد وفاته.
استيقظ حي الدقي، على نبأ مقتل المخرج المصري، حينما اكتشف طباخه محمد عبدالله أن باب المطبخ مغلقًا على غير العادة، فطرقه ليوقظ مخدومه ولكنه لم يستجب، توجه إلى عمله الحكومي ليعود مرة جديدة في منتصف النهار، ووجد الأبواب مغلقةً كما هي طرقها من جديد فلم يسمع جوابًا، نظر من ثقب الباب فوجد أنوار الشقة كلها مضاءة، عندئذ قصد منزل شقيقة المخرج الحاجة زينب في المنيل طالباً منها المفتاح الاحتياطي للشقّة، وتمكن من فتح الباب.
بحسب رواية طباخه الخاص، فإن المخرج الراحل قُتل في غرفة نومه وكان مرتديًا جلبابًا أبيض ويداه مقيدتان من الخلف بكرافتة وشرايين يده مقطوعة بشفرة حادة، ومكمم الفم بفوطة من القماش.
ملف ضخم يحتوي على أوراق ومذكرات نيازي تم العثور عليه، وبعد فحصه تبين أنه تعرض للعبث، إلى جانب شهادات استثمار بأسماء سيدات وعلبة سجائر تحتوي على سيجارتين، كما عثروا على نظارته الطبية قرب أوراق مبعثرة على مائدة الطعام تخص أعماله السينمائية الأخيرة.
مقربون من نيازي أكدوا أنه عاد ليلة الحادث في السابعة مساءً فور انتهائه من تصوير المشهد الأخير من فيلم «القرداتي»، وبعد ذلك بساعة حضر الطباخ ومعه العشاء، حيث كان يعيش وحيدًا في شقته التي استأجرها منذ 1948، وارتبط وزوجته الراحلة كوكا بعلاقات جيدة مع الجيران، ولكن بعد وفاتها انقطعت علاقاته بهم وأصبح في حكم العازب.بعد تحريات طويلة استمرت لسنوات ما بين علاقاته العاطفية السابقة وخلافات بين أقارب زوجته الراحلة وما بين خلافات سياسية توقفت خيوط البحث عند هذه المرحلة؛ فعلاقات المخرج الراحل كثيرة ومتشابكة بالإضافة إلى وجود كمّ كبير من البصمات داخل الشقة لأقاربه وأصدقائه الذين سبقوا الشرطة في الذهاب إليها، وقيامهم بنقل الجثة من مكان الجريمة مما أضاع معالمها فقررت النيابة حفظ القضية وتقييدها ضد مجهول...!!