بقلم : م / إسحاق صبحى
بما أن القفا ينبغى ان يكون عريضا بما يكفى ، و يتسع قياسه لحجم الكف مع الاصابع الخمسة جميعا ، أذن فلقد قرر المواطن ان يوجهالشكر للنظام بخصوص فائض الكفوف الحنونة التى غمرت قفاه حتى تاريخه ، كما قرر – المواطن نفسه- ان يرد الجميل للدولة و لو من باب ذر الرماد فى العيون.
أجبر المواطن النظام ان يكشف الاخير قفاه قليلا و يظهر ما تخفيه الياقات الفخمة و الضخمة بحيث يتسع القفا الوطنى لعدد مناسب من الكفوف و البصمات من دون حبر فوسفورى !!!.
و ما اشبه الليلة بالبارحة و ما قبل البارحة و الخمسين ستين بارحة اللى فاتواو سيادته عمل عرس ديمقراطى وليلة كبيرة متوقعا حضور الملايين من معازيم الفرح لكن لم يحضر سوى الطبالين و الزمارين و الرقاصين و جن جنونهم اذ وجدو مقاعد المتفرجين خاوية على عروشها.
و سبحان الله من شهر فقط مقدرتش مريم ملاك تدخل الجامعة و هى معتادة تنجح بأكثر من 95% ، لكن فيه ناس دخلت البرلمان بأقل من 2.5 %.
و هكذا صار شبح يناير يخيم مجددا على ربوع البلاد و من سنتين كان عندنا برلمان بدقن و ظن البعض انه بامكاننا الاحتفاظ بالدقن و التضحية بالبرلمان ، و اخيرا فقد ذهب البرلمان و معه الدقن.
و اللى كان فاكر نفسه يقود سفينة الوطن تأكد الان انه يعوم فوق طوف مهترىء على وشك الغرق و ان الوطن سيكتفى بالمشاهدة و لن يتدخل لانقاذه.
و كان مرة فيه فيه واحد زعيم قومى قرر يكون الكل ف الكل و لا صوت يعلو على صوت الجعير و فضل يجعر و الناس وراه و ساعة الجد نظر للخلف فلم يجد الا فراغ و نكسة و سقوط و خراب و فى تلك المرة وقف الجميع للفرجة و لم يتدخل احد للانقاذ.
و كلنا حافظين قصة بطل الحرب و السلام مع تعديل الدستور و تأسيس حزب ملاكى و التحالف مع التيار الدينى ، و لهذا – تقول الحكمة - عاش مكرما و مات مخرما وحده بينما الجميع يتفرج .
لكن محدش بيتعلم ، حتى لو كان بطل الضربة الجوية و بعد منه بطل الحرب على الارهاب و قبل منه مرسى بطل الارهاب نفسه.
و يستمر الطوف فى الطفو بينما تحولت سفينة الوطن لمركب ضيق اشبه بسجن عائم من دون قائد.
و يقترب العام من نهايته ، لهذا نلتمس من البشاوات الحفاظ على معدل التخبط و الفشل و الخيبة و الوكسة و الكذب و التطبيل و ان يستكملو انجازاتهم فى عسكرة الدولة من اجل خوض المعارك الوهمية و تحقيق الانتصارات و البطولات الفالصو على حساب الشعب و أن يستمرو على ذلك فقط حتى يناير القادم أو القفا الاخير إيهما أقرب.