الاثنين ١٩ اكتوبر ٢٠١٥ -
٠٠:
٠٨ م +02:00 EET
حزب النور
بقلم : عبد الحميد عساسي
كل المؤشرات الميدانية المتوفرة حاليا بخصوص الانتخابات البرلمانية المصرية تشير بأن حزب النور سيحصل على ربع مقاعد البرلمان على الأقل في ظل عزوف مرعب عن مكاتب التصويت من طرف شريحة هامة من الكتلة الناخبة خاصة فئة الشباب، اذ تقدر المشاركة حاليا في حدود 8 في المائة ....
اذن شرعت الأبواب على مصراعيها ومهدت الطرق على جوانبها أمام حزب النور السلفي الموالي للنظام السعودي ليتصدر المشهد السياسي ، وهذا لم يكن يحدث لولا الدعم اللوجستيكي للدولة العميقة وتمويل السعودية للحزب الذي فرضته المؤسسة الوهابية على الرئيس عبدالفتاح السيسي مقابل (( الرز المتلتل )) ...
هذا لم يكن ليحدث لو حظي الجانب الآخر حيث يشكل الأقباط الى جانب نخب أخرى من محسوبة على التيار الحداثي العلماني نواة صلبة بنفس التشجيع ونفس الدعم ونفس التسهيلات التي حظي بها حزب النور السلفي ....
هذا لم يكن ليحدث لو تم تأطير شباب الجامعات والمعاهد والشباب العامل لممارسة العمل السياسي و احتضانهم من طرف التنظيمات السياسية واسناد لهم المسؤوليات داخل هياكل الأحزاب و اعدادهم لتحمل المراكز القيادية مستقبلا ....
لكن الدولة العميقة آثرت في عهد السادات ومبارك و السيسي على التعامل مع الاسلاميين سواء بسحنتهم الاخوانية أو السلفية و تشجيعهم لولوج باب السياسة على حساب باقي مكونات الشعب حيث يمثل الأقباط نواة صلبة بحضارة ضاربة جذورها في التاريخ ...
وكأن لسان حال الدولة العميقة يقول: (( يأقباط؟؟ ، ما لكم والسياسة ؟؟ فهي لم تخلق لكم وأنتم لم تخلقوا لها، خير لكم الاهتمام بمحلاتكم و تجاراتكم وأموالكم و أسهمكم على أن تقتحموا مجاهل السياسة ومهالكها....))
مكمن القوة لدى مصر يتمحور في بعدين اثنين لا ثالث لهم ، أم البعد الأول فهو (( ثقافة الهرم )) و الثاني هو ((منابع النيل)) ، والمكون القبطي هو مفتاح الحياة لهذين البعدين و حارسهما ونواتهما الصلبة ...ولهذا تم ابعاد واقصاء هذا المكون الرئيسي والتضييق عليه بل والتآمر لمحوه من الذاكرة الوطنية المصرية .....ولو تمكن الأقباط من السيادة والريادة لكانت القفزة النوعية ولكان الاقلاع الاقتصادي و خضرار الصحراء ...
فلا غرابة أن يصرح مفتي السعودية السابق الشيخ ابن باز في السبعينيات من القرن الفارط وبحضور الشيخ متولي الشعراوي الذي جندته السعودية لمحاربة الأقباط الى جانب عناصر محسوبة على الأمن المصري عناصر متنفذة داخل قطاعات حيوية، لا غرابة أن يصرح و يقول (( ان نصارى مصر "يقصد الأقباط" يشكلون خطرا على الأمن الروحي لبلاد الحرمين )) و نفس الكلام كرره مفتي السعودية الحالي الدجال الأعور عبد العزيز العويران ....
أيام الملك فاروق كان الدولار ب 8 جنيهات و اليوم أصبحت 9 جنيهات بدولار واحد ، الاقتصادة المتردي و المشاكل النوعية المتراكمة هي ميراث الضباط الأحرار الذين أجرموا في حق الشعب المصري و أدخلوا البلد في اقتصاد حرب وكان توجههم العروبي على حساب البعد الافريقي ومنابع النيل ن فكنت الكارثة ...
شعبية السيسي بدأت تتآكل بشكل مخيف نتيجة فشله في تلبية انتظارات المواطنين المشروعة وحل الملفات الاجتماعية و هذا ما سيجعله يتملص و يسلم السلطة للسلفيين و لسان حاله يقول(( أنا ماليش دعوة الصناديق الانتخابية هي الفيصل والحكم، هي من أصعدت حزب النور لتصدر المشهد السياسي ، فلا تلومونني ،فأنتم من ارتكب الخطأ بعدم الذهاب لمكاتب التصويت ...))
لا يا سيسي انتم من شجع و دعم ومول الاسلاميين على حساب الجانب الآخرووضعتم المطبات أمامه ، و قد صرحت بها بعظمة لسانك عندما قلت بأن السلفيين وطنيين و لديهم قيمة مضافة و سيثرون المشهد السياسي .....
قد يقول قائل أن للسيسي حساباته الخاصة و أنه يعد مصيدة معتبرة للايقاع بالسلفيين عبر الدفع بالمليونيات للنزول للشارع في المرحلة القادمة ثم حل الحزب و البرلمان، وما الصفعة التي تلقاها سفير السعودية " أحمد القطان " لدى القاهرة من طرف رئيس مجلس ادارة جريدة الأهرام سوى بشائر فك الارتباط التبعي مع السعودية و مع هذا الحزب الموالي لنظامها ، لكن السيسي يأخذ بعين الاعتبار كذلك أن السلفيين يتسمون بالعنف ومرجعيتهم تحثهم على هذا كنوع من الجهاد الذي يقرب لله و لن يتوانوا لحظة في قطع الرقاب، فهم أخطر ألف مرة من الاخوان الهبل....
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع