- أحوال الأقباط أواخر القرن السابع عشر.. شهادة لرحالة دومينيكاني
- د. الشوبكى: الديمقراطية والحوار مع القوى الأصولية يؤدي لاحترام الشرعية الدولية
- "جمال الدين": يجب إعادة السلطة للشعب وطليعته الفكرية التي تنادي بالحريات ودولة المواطنة
- طلب إحاطة بسرعة الكشف عن مرتكبي حادث "القديسين"، ود. "عمار": يجب تفعيل دور الأحزاب وإطلاق مشروع وطني يلتف حوله الشعب
- د. "كريمة كريم": إحلال الدعم "النقدي" بدلاً من "العيني" محل جدل الحكومة والمنظمات الدولية
إننا شعبٌ معاق!
بقلم: ميرفت عياد
نبذ..قسوة..رفض..إزدراء..إرهاب..عنف...هذه الكلمات بسيطة للغاية فى وصف هذا المشهد الذى رأيته بالصدفة من احدى الأمهات وهى تعامل ابنتها المعاقة ذهنيًا..وذلك أثناء استضافتى فى منزل أحد المعارف..والحقيقة إن هذه الطفلة التى لم تتجاوز عامها العاشر بعد..وجدت أمها تتعامل معها بطريقة قاسية وعنيفة وشرسة، وكأنها تحملها نتيجة إعاقتها.
وبعد أن وجّهت الأم ضدها جميع أشكال العنف والظلم، من انتهار..وسب..وضرب، أخذتها من شعرها وقذفت بها على السرير..وأغلقت الباب بالمفتاح!..وهى تصرخ وتقول: "أنا تعبت..حرام عليك..مش قادرة استحمل..ربنا عمل فيّ كده ليه؟..إيه الجريمة اللى ارتكبتها؟ ربنا يخدك يا شيخة ويريحنى"..كل هذا تم دون أن تراعى تلك السيدة التى خرجت عن شعورها، أن المنزل به أُناس أغراب..
ولا أخفيكم سرًا إننى عذرت تلك السيدة على غضبها وانفعالها الذى خرج عن سيطرتها..وحاولت جبح جماح غضبها..وهدأت من روعها..ودعتها إلى الاستسلام لقضاء الله..ولكننى- فى نفس الوقت- أحسست بالظلم التى تواجهه تلك الطفلة المحرومة من كل اشكال الرحمة والحنان..وهى لا حول لها ولا قوة..لا تملك من أمرها شيئًا..
وظلت تلك الجملة "لا تملك من أمرها شيئًا" تتردد فى أذنى..حتى بعد أن غادرت المكان..وهنا وجدت نفسى أتسائل: هل نحن كشعب نملك من أمرنا شيئًا؟..أم أن معظمنا معاقين بجميع أنواع الإعاقات؟ ولا يستطيع أغلبنا أن يقرّر مصيره أو أن يدافع عن حقوقه..وجاءتنى الإجابة سريعًا، وقلت: حقًا..إن كثيرًا منا عميان عن فضائل الخير..والمحبة..والتسامح..وقبول الآخر. ونجرى وراء ظلام الفتن..والبغض..والكراهية..ونبذ الأخر.
إن معظمنا صُم عن سماع صوت الضمير الذى ينادينا أن نراعى الله فى أعمالنا، وأن نكف عن جميع صور الرشوة، والفساد، والسلوكيات المشينة..إن أغلبنا خرس عن قول الحق..خائفين من المخلوق وليس الخالق..إن كثيرًا منا مشلولين عن السير فى طريق التقدم والرقى..
وأخيرًا إن معظم هذا الشعب يفتقد للكثير من الحكمة والعقل فى معالجة الأمور ووضعها فى نصابها الحقيقى..ألست معى عزيزى القارئ بأننا شعبٌ معاق؟!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :