الأقباط متحدون - خطايا السادات ... (3) صناعة الإرهاب وإطلاق الإخوان
أخر تحديث ٠٧:٤٥ | الثلاثاء ١٣ اكتوبر ٢٠١٥ | ٣ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خطايا السادات ... (3) صناعة الإرهاب وإطلاق الإخوان

  بقلم : د. ممدوح حليم
  كان السادات يمينيا ً بامتياز ميالا ً لأمريكا و ربما متعاونا ً مع أجهزتها ، شديد العداء للاتحاد السوفيتي صديق مصر الذي قدم لنا الكثير، شديد العداء لظله في مصر من قوى يسارية مثل الناصريين والاشتراكيين والشيوعيين . وكان من الواضح من اللحظة الأولى لتوليه الرئاسة أنه ينتوي القضاء على اليسار المصري وإنهاء تبعية مصر للاتحاد السوفيتي لنقل مصر لتدور في فلك أمريكا مع الخضوع الشديد لها.
  
 كانت الأداة الأولى للسادات للقضاء على اليسار المصري إطلاق الإسلام السياسي فسمحت أجهزته الأمنية بإنشاء "الجماعة الإسلامية" من بقايا جماعة الإخوان غير الموجودين في السجون، أطلقت الدولة العنان لهذه الجماعة الإرهابية في المجتمع بأسره عامة وفي الجامعات خاصة بما في ذلك مضايقة الأقباط، كانت لهذه الجماعة اليد الطولى في الجامعات وكان العمداء والأساتذة يخضعون لها وينتمي كثير منهم لها.
   
 من المعروف أن الجماعة الإسلامية هي ابنة جماعة الإخوان، وقد تمخضت عن الجماعة الإسلامية تنظيم الجهاد الذي أنجب تنظيم القاعدة، كما كان أيمن الظواهري عضوا بالجماعة الإسلامية.
   
وفي عام 1977 أطلق السادات قيادات الإخوان من السجون واستقبلهم في استراحته بالقناطر استقبال كله احترام وتقدير، وهكذا أعاد جماعة الإخوان إلى الوجود بصفة رسمية. 
  
   وكانت تعليمات الأجهزة الأمنية لكافة أجهزة الدولة بعدم التعرض لحركات الإسلام السياسي من إخوان وجماعة إسلامية وإطلاق العنان لهم، وها الشرطة تعاني حاليا ًمما رعت وشجعت، وتغاضت عن أفعالهم ضد الأقباط في الماضي.
  
   وفي تلك الأثناء قام السوفييت بغزو أفغانستان مما أثار قلق أمريكا، فكرت أمريكا في الاستغلالية غباء جماعات الإسلام السياسي وعنفهم وحماسهم الديني، فأوحت لمصر والسعودية أن السوفييت ضد الأديان وحثتهم على إرسال من عرفوا باسم المجاهدين الأفغان أو الأفغان العرب إلى أفغانستان، وكان السادات يرغب في التخلص من الجماعات الإسلامية لمعارضتهم الصلح مع اليهود آنذاك. قامت السعودية بالتمويل. صنع المجاهدين العرب في أفغانستان تنظيم القاعدة.
   
 إن تنظيم القاعدة الإرهابي فكرة أمريكية بسواعد مصرية وسعودية، وتمويل سعودي. إن سياسات السادات مسئولة عن الجانب المصري في صناعة الإرهاب العالمي.
 
 وها هذه الجماعات تغتال السادات الذي صنعها، وها هي تدمر برجي التجارة في أمريكا التي ابتكرتها، لتفيق أمريكا من حقارة وقذارة سياساتها، وها هي تسعى حاليا لتدمير مصر والسعودية باعتبارهما منبع الإرهاب – وهذه حقيقة – غير أن أمريكا تناست أنها صاحبة الفكرة التي اكتوت بنارها.  إن الكل يحصد ما زرع ويتجرع مما صنعته يداه.  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter