بقلم : هانى رمسيس المحامى 
. سؤلت هذا السؤال صباح اليوم قضية ابو اسلام .. هو رجل قام بارتكاب فعل مادى وأمام جمع من الناس.. وبالحديث بوسائل متعدده .. ماهو هذا الفعل. قام بحرق الكتاب المقدس وأعلن انه لو أخذ حكم بالإدانة ولو يوم واحد سيجعل حفيده يتبول عليه وعندما ضيقت عليه المحكمة السؤال قال انه فعل هذا بكتاب محرف وليس الكتاب الحقيقي .......

وتم اتهامه بازدراء الكتاب المقدس... .. ووجهت له النيابة العامة الاتهام بناء على بلاغات مقدمة ... وترافعت النيابة العامه كاعظم محام عن الشعب ويشهد الله انى سمعت من النيابة العامة المرافعة... وكان روح سعد زغلول وروح ثورة 19.. بعثت من جديد ونال أبو إسلام حكم فى اول درجة بإحدى عشر سنة.. ونال الحكم بالسجن خمس سنوات هو وابنه بعد الإستئناف ونفذ عليه الحكم ومازال ابنه هارب ... مازال فعل إسلام البحيرى .. كنت أفضل دائما إلا أكتب عن قضية إسلام البحيرى نظرا لانها فى رأيى المتواضع. هى قضية خلاف على تفسير فى الدين الإسلامى وهى بهذا أولى باصحابها دون أدنى تدخل من احد .. ونقف هنا ... حسب... فهمى.... المتواضع .. كانت العقيدة الارثوزكسية فى المسيحية هى عقيدة سكان بر مصر حتى دخول البعثات الأجنبية والتبشيربة فى بنفس الإيمان المسيحى ولكن بفكر مختلف وعقائد لم يكن الناس على علم بها.......

... وكان المذهب أحدهما هو مذهب الأخوة البرتستانت ولكى أقرب للقارىء غير ألملم بالموضوع سأعطيك مثلا بأن الكنائس الاثوزكسية تؤمن بالكهنوت وفكر الأسرار السبعه فى العبادة وهم لا يؤمنون بهذا . وثانيهما أخوتنا الكاثوليك .. وتوسع أخوتنا الكاثوليك.. الكنيسة الغربية فى إنشاء المدارس ونشرها فكرهم فى العبادة ..... وتركت الدولة وقتها انتشار هذه الأفكار. ... . والأصل في الخلاف فيها هو اختلاف التفسير بين تلك الطوائف لآيات من الكتاب المقدس.. يتفقون فى الثابت وبيروت تفسيرا مختلفا فى منهج العبادة .. فهل يعتبر الاثوزكس رأى البرتستانت هو ازدراء للمسيحية وهكذا الكاثوليك ام هو اختلاف فى التفسبر ..... عودة إلى الأستاذ إسلام البحيرى وقضيته .... هناك نقطة فاصلة فى قضية الأستاذ إسلام هل تكلم سيادته فى الثابت المطلق الذى اذا تحدث عنه اعتبر هادم للعقيدة ... ام تكلم عن القابل للتفسير ربما يصح عليه المتغير ..

. يعنى المسيحية تؤمن بالسيد المسيح إلها وربنا.. ومن يقول بغير هذا غير مسيحى مثل جماعة شهود يهوا .. والإسلام يؤمن بالنبى نبيا مرسل من عند الله لتبشيرهم ودعوتهم للإسلام كدين من عقيدة اصحابه خاتم المرسلين فهل ادعى إسلام بغير هذا... ام انه قام بتفسير القابل للتفسير .. وأنا فى هذا اسأل ولست أفتى بما لا أعرف. .. ومن متابعتي.. انقسم الناس ما بين فريق يراه مجتهد ومفكر وباعث نهضة.. ويراه فريق آخر بهادم للعقيدة والثوابت .. وفى هذا يترك الأمر إلى أصحاب العقيدة ليحسموه فيما بينهم ... وهنا نقف أمام الشق القانونى لنلقى نظرة سريعة غير فاحصة بأوراق القضية ليست بين يدى واتمنى ان يتاح لى الاطلاع عليها وإبداء الرأى الفنى كأحد العاملين بالحقل القانونى ومحام بالنقض .... هل ارتكب إسلام البحيرى فعلا ماديا بالإساءة للإسلام كدين وعقيدة يؤمن به مليارات من البشر لا يجوز ان يتسبب فى الإساءة إليهم.. أن وجد فيجب محاكمته .. ام انه فى حوار فكرى قابل للنقاش وبين هذا وذاك شعره صغيرة .... بتجربنها مع قضايا الازدراء فى رأيى طالما الأمور محل النقاش فليس مكانها القضاء والنيابات.. فما زال المعاير والمعايير مثار الحوار والبحث.. فكيف للنيابة العامة قياس الخطأ والجريمة .. فأما بمعيار التفسير الشخصى او بمعيار من قدم البلاغ .. ولكن مادة القياس بالجريمة من عدمه فأظن ان هذا أيضا قانونا مازال قيد البحث ..... ويقف على مسار الطريق فريقين تمسك كل منهم بأحد جانبى الطريق
 
.. فريق يطلق على نفسه التنويرين وفريق آخر يدعى المحافظين .... هذا بعيدا عن متطرفى الرؤية بين الفريقين .... ومازال الطريق تجرى فيه الآراء دون حسم أخيرا.. كنت أتمنى ان تقوم النيابة العامه او محكمة الموضوع بانتداب لجنة من الخبراء تشكل بقرار منها يكون بينها رجل الدين والمفكر والمثقف والمحافظ والتقدمى حتى نقدم للبشرية والتاريخ نموذجا لحل قضايانا الأكثر حساسية بعيدا عن قضبان السجون ....... أخيرا هذا المقال ليس طرفا فى صراعا فقهى فأنا لست طرفا فيه وإنما اجتهادا فكرة وطرح تصور قانونى ربما يفيد من أراد ومن لم يرد فله من أيضا كل الاحترام والتقدير