الأقباط متحدون - قائمة الكنيسة
أخر تحديث ١٣:١٩ | الأحد ١١ اكتوبر ٢٠١٥ | ١ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قائمة الكنيسة

بقلم - محمود بسيونى 
عودة النغمة الطائفية للمجال السياسى هى أخطر ما يمكن ان يواجة العملية الديمقراطية فى مصر بعد ثورة 30 يونيو ، تلك الثورة الفريدة التى وقف فيها المسلم بجوار المسيحى لنزع رئيس متطرف دينيا عن سده الحكم ، فى حماية مؤسسات الدولة وفى القلب منها القوات المسلحة عمودها الفقرى .
ما يحدث جد خطير ، يهدد وحدة وتجانس المجتمع ، ويهدم المعبد على رؤس الجميع ، ننتظر موقفا واضحا من الكنيسة حاسم وقاطع ، ضد كل من يروج لوجود قائمة للكنيسة توجة لحزب معين او تيار بعينة .
 
خروج قداسة البابا تواضروس للتأكيد على حياد الكنيسة والتشديد على وسائل الاعلام والمرشحين ان يمتنعوا عن استخدام المشاعر الدينية فى الترويج لانفسهم ، وقذف خرافة قائمة الكنيسة فى النار ، امر مطلوب يقطع الطريق امام التلاعب والتشكيك ويعطى قبله الحياة للسياسة وللدولة المدنية .
امنعوا المرشحين من حضور القداس والاجتماع بشعب الكنيسة ، فكيف نمنع المساجد من الدعاية ونسمح بالكنائس ، نريد تجربة حقيقة تتصارع فيها البرامج لا الديانات .
 
ما اقولة هنا فى العلن يتهامس به الناس فى الطرقات وعلى المقاهى عن قائمة فلان التى تدعمها الكنيسة ، او المرشح العلانى الذى يدعمه المسيحيون ، بالتاكيد بعضها شائعات لكنها مؤثرة وتأتى بنتائج سلبية فى ظل حالة الامية السياسية وغياب روح المواطنة الحقيقة .
الدكتوره عايدة نصيف نقطة ضوء فى مسيرة سياسية اراها غير موفقة لحزب المصريين الاحرار ، رفضت التصنيف والتلاعب بالدين ولم يعجبها معايير الاختيار واستقالت لتؤكد عمليا ان مسيحيوا مصر لا يساقون ولا يحتشدون للتصويت بالامر وانهم لن ينجروا الى هذا الطريق وانهم لن يكونوا طائفيين لانهم النموذج الفريد للتعايش فى الشرق الاوسط .
 
وهذا ليس بغريب ، فكتب التاريخ تذكرنا بمكرم عبيد الفائز فى كل انتخابات مجلس النواب قبل الثورة بأصوات المسلمين قبل الاقباط وهو القائل  "إن مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا" والقائل ايضا  "اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصاراً، واجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين".  
 
تلك المشاعر المفعمة بحب الوطن نريد لها تعود وتسود ، اعلم جيدا ان الواقع صعب ففى مثل هذه الايام نتذكر ماسبيرو الاسود ، يوم سقط بجوارنا اصدقاء واحباء نحتسبهم عند الله شهداء لواقع صعب ووطن يقسوا ويعتذر ، لا تسامح أو تهاون فى حقهم فالحق سيعود ، ولو بعد حين .
نعم نريد لتلك المشاعر ان تسود ، ان نتذكر الوطن عند الصندوق ، وان نفكر فى حسن الاختيار لمن نختاره بغض النظر عن من يقف ورائه  ، ولنتذكر ايضا اننا نختار نواب للبرلمان الاخطر بنص الدستور ، فهو يملك عزل الرئيس ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى ، ويمكنه شل العمل فى الوزارة ، وله رأى نافذ فى تشكيلها ، فنحن لاول مرة فى تاريخ مصر ننتخب برلمان لديه صلاحيات مساوية للرئيس وهو أمر يحتاج لتصويب وجهد من البرلمان القادم لضبط العلاقة فلا يصح ابدا امنتخب ان يطغى على منتخب أخر .
 
مصر لا تريد برلمان هواه ولا رجال اعمال ولا ذقون ، مصر فى امس الحاجة لنائب برلمانى لدية خبرة التشريع ، متجرد يراقب الحكومة ولا يلهث وراء خدماتها ، ابحث عن مرشح يقدر قيمة الدولة والقانون وان الاثنان يعلوان على المصالح والمشاريع الشخصية ، لا ننتظر منك أختيار فاسدين او مفسدين او متاجرين بالدين أقرأ البرامج جيدا وقارن بموضوعية وحكم عقلك لتصنع قرارا مفيدا للجميع ، لاتفكر فى فائدة المرشح لنفسك وفكر فيما يمكن ان يقدمه للشعب أيضًا .
 
هى مهمة صعبة بالتأكيد ، صعبة بقدر صعوبة حياتنا ، مهمة قد تبدو مستحيلة للحفاظ على وطن يريد الوقوف على قدميه حتى لايجرفة التيار كما جرف كل من حوله ، لا يزال القرار فى يدك ، لا تستجيب لمن يوجه ولا لمن يدفع اموالا ، فمن يشترى صوتك لن يبحث عن حقك ، لا تسلمنا يا عزيزى للتيار الدينى العائد فى عباءة النور  بحرق مرشحيك بمقولة مغلوطة مثل " قائمة الكنيسة " او المرضى عنهم كنسيا ، فهذا امر مدمر لك وللوطن ،فأنتبة وأحذر ، فالانتخابات لعبة سياسية ادواتها غير شريفة ، وبريق المقعد وسلطة البرلمان القادم أصابت هذه التيارات وغيرها بالسعار ، فلا تعطيهم الفرصة لالتهام البلد مرة أخرى وتذكر تجربة برلمان 2011 حينما راجت او روج لفكرة دعم الكنيسة لقائمة او لشخصيات بعينها مما تسبب فى فشل العدد الاكبر منهم ، وتذكر ايضا ان 30 يونيو غير قابلة للتكرار .
 
افعلوا الصواب واسمعوا صوت الضمير .. وقبل كل شىء تذكروا الوطن .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter