الأقباط متحدون - «محمود»: إحنا زى أى أقلية بنعرف نتجمع ونقف جنب بعض فى الأزمات
أخر تحديث ٠٨:١٥ | السبت ١٠ اكتوبر ٢٠١٥ | ٣٠ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«محمود»: إحنا زى أى أقلية بنعرف نتجمع ونقف جنب بعض فى الأزمات

محمود
محمود

 بخطوات صغيرة سريعة يصعد محمود الصغير، الشاب الثلاثينى، صاحب الـ99 سنتيمتراً طولاً، سلالم المترو، تتشبث ذراعه بالسور مع كل خطوة، بعد جهد شاق يجد نفسه واقفاً أمام مسرح عبدالمنعم مدبولى، بينما يقطع الشارع المجاور للمسرح، يتلقى التحية من رواد المقاهى المجاورة، فهو معروف بـ«سفروت» الاسم الذى اشتهر به.

 
«القاهرة قاسية على المغتربين، ما بالك لو المغترب قزم»، هكذا وصف «محمود» قدومه إلى القاهرة، المدينة التى وصفها بأنها «لا ترحم»، تاركاً مدينته أسوان، بعدما اكتشفه الفنان فاروق نجيب أثناء تقديم أحد العروض الفنية فى مسرح قصر الثقافة فى أسوان، وبعد أن قرر تبنيه فنياً نصحه بضرورة القدوم إلى القاهرة، ليبدأ مشواره المهنى، الذى دام 12 سنة، جاب فيها «محمود» كافة مسارح العاصمة، ليقدم عروضاً فنية ومسرحية كل ليلة دون توقف.
 
يقول محمود إن معظم الأقزام ينتابهم شعور مستمر بالخزى، ورغبة بالتوارى عن الأنظار، معظمهم لا يخرجون من منازلهم إلا للضرورة القصوى، ولكنه منذ طفولته كان يحلم بالفرصة ليعتلى المسرح، ويمثل أمام جمهور كبير، ويقف أمام كبار الفنانين، حتى كافأه الحظ، على حد قوله. «الأقزام عددهم كبير جداً فى مصر، وزى أى أقلية احنا بنعرف نجمع بعض، وبنقف جنب بعض فى الأزمات»، يقول محمود إنه حاول مساندة معظم أصدقائه الأقزام، وساعدهم فى الحصول على فرصة عمل فى عدد من المسرحيات والعروض الفنية، ولكنه يؤكد أن معظم المخرجين المسرحيين يستخدمون الأقزام كجزء من ديكور المسرحية، حيث لا تسند لهم أى عبارات أو أدوار مهمة أو رئيسية فى العمل الفنى، ويكتفون بوجودهم على المسرح حتى يضحك عليهم الجمهور، وبالرغم من كل ذلك لم يتخل محمود عن حلم «النجومية» يوماً.
 
يقول محمود إنه منذ نشأته فى أسوان لم يلتق أقزاماً كثراً، بل شعر بأنه «نادر» من نوعه، فهو الأخ الأكبر لأشقاء ستة، كلهم طوال القامة، وبالرغم من ذلك قرر أن يعيش حياة طبيعية قدر الإمكان، وأن يكمل دراسته، حتى حصل على دبلوم ثانوى صناعى، ومنذ قدومه إلى القاهرة جمع عدداً كبيراً من الأقزام، وأصبح حلقة الوصل بينهم. يتحدث «محمود» عن أحلامه، قائلاً إن الطريق لا يزال أمامه طويلاً، وإنه نجح فى تحويل سخرية الناس إلى حب وعشرة طيبة، فأصبح يسأل عنه جميع من عملوا معه، ويقدمون له عروض عمل باستمرار، قائلاً «اليوم اللى مطلعش فيه على المسرح ميتحسبش من عمرى».

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.