الأقباط متحدون - ولماذا لا أجرب أنا أيضاً
أخر تحديث ١٥:١٣ | السبت ١٠ اكتوبر ٢٠١٥ | ٣٠ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ولماذا لا أجرب أنا أيضاً

ولماذا لا أجرب أنا أيضاً
ولماذا لا أجرب أنا أيضاً
بقلم – مينا ملاك عازر
كثير من المدققين في العمليات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش أدركوا من الناحية العسكرية للموضوع، أن الولايات المتحدة هدفها الأول والأهم ليس القضاء على داعش فلو شاءت لفعلت وقطعت عنهم الإمدادات والدعم التركي والسعودي والقطري، لكثفت من غارات التحالف ووجهتها نحو هدفها لدعم الجيش العراقي، وشددت من أزرهم، لكن هدف القضاء على داعش لم يكن من أولويات أمريكا، ولماذا أقضي عليها وهي تنفذ ما أريده؟ تقسم الدول وتوجد كشوكة في ظهر إيران وجنبها أيضاً، وتشغلها في معارك، وتضيق الخناق على بشار الأسد حليف إيران وروسيا أيضاً، والذي إن سقط يطيح بالوجود الروسي البحري في منطقة البحر المتوسط.
 
لما تقدم لم تكن الضربات الأمريكية ضربات حاسمة ومكثفة باحثة عن شلل لداعش لذا لم تحاول أمريكا قطع المدد عنها، لكن يبقى السؤال، لماذا تضرب أمريكا داعش؟ السؤال بسيط وإجابته لها بُعد عسكري، أمريكا في ضربها لداعش تجرب طائرة غالية التكلفة باهظة الثمن ورغم كل هذا فيها عيوب خطيرة في الطيران، وهذه العيوب أدت في بعض الأحيان لسقوطها رغم تكلفتها العالية ورغم إمكانياتها الواضحة والعالية أيضاً، فهي تستطع إصابة الأهداف بدقة من مسافات بعيدة جداً وعالية جداً، وهي تجمع بين صفات لطائرة مقاتلة وطائرة قاذفة، لم تبع أمريكا الطائرة لأحد للآن لعيوبها، وكان عليها أن تخض بها حرباً - ولو شن غارات فقط- لتضمن قدراتها وحل عيوبها في الطيران وتحل مشكلة تموينها بالوقود في الهواء وهو ما وجدته أمريكا كضالة في غاراتها على داعش، فأخذت تجرب طائرتها الجديدة.
 
أما روسيا فلها دافع رئيسي ولا جدال في ذلك، وهو حماية الأسد الضامن الوحيد لوجودها بالبحر المتوسط بقاعدة اللاذقية البحرية، لكن روسيا أيضاً تجرب سلاحاً جديداً دخلت به المعركة مساء أول أمس، وهي الصواريخ المجنحة والمسمى كليبر إِن كا وهي صواريخ مجنحة تضرب على مسافات بعيدة المدى تصل لألف وخمسمائة كيلومتر، وقد أعلنت روسيا بعدها أنها استخدمت ستة وعشرين صاروخ منها، أطلقتها من سفن في بحر القزوين، وقالت أن نسبة الخطأ في إصابة تلك الصواريخ لأهدافها وصلت لثلاث أمتار في حين أن أمريكا تقول أن تلك الصواريخ سقط منها أربعة في إيران، وبالتأكيد إيران لن تعلن عن ذلك أبداً، فهي حليف لروسيا ولن تفضحها، وتقول أن سلاحها الجديد قد أخطأ الهدف، ولذا فنحن كما أننا لا نستطع تقييم قدرات الطائرة الأمريكية الجديدة هكذا أيضاً لا نستطع تقييم السلاح الروسي الجديد، وكلتا البلدان فقط تعلمان مدى قدرات سلاحيهما، فكما جربت أمريكا سلاحها، قالت روسيا ولماذا لا أجرب أنا أيضاً؟ فجربت وكانت داعش خير حقل للتجارب للقوتين.
 
وفي كل هذا لا يعنيني نجاح هذه أو تلك في تجاربهما لكن ما أتمناه حقاً أن تفلح كل هذه الأسلحة في القضاء على داعش.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter