كتب : نعيم يوسف
أكثر ما كنا نخشاه في بداية مشاركة الجيش المصري في الحرب على الحوثيين باليمن، هو الترويج لها على أساس مذهبي وطائفي، كما فعل الرئيس الأسبق مع الأزمة السورية، وكما فعلت أيضا دول الخليج وروجت للحرب على أنها ضد إيران ذات المذهب الشيعي.

مصر لم تدخل ولن تدخل بإذن الله في حروب مذهبية، ولكنها بالطبع تشارك في حروب من أجلا الأوطان، مثل حربها في سيناء واليمن وليبيا، ومؤخرا دعمها لروسيا في حربها ضد المليشيات الإرهابية التي تدمر الدولة السورية.

أعلن وزير الخارجية سامح شكري عن موقف مصر في الغارات الجوية التي تستهدف الإرهابيين في سوريا، وكان الموقف واضحا أن القاهرة تؤيد الحرب على الإرهاب.. وهنا يظهر حرص مصر على الدولة والوطن السوري الشقيق بغض النظر
عن كونه شيعيا أو سنيا.
اتحاد العلماء في المملكة العربية السعودية أصدر بيانا دعا فيه للجهاد في سوريا، وهو ما فعلته السلطات المصرية أيام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، مما يدل على عدم فهم وتقدير لمفهوم الدولة الوطنية .. فالدول الوطنية القائمة على أساس التعدد والاختلاف واحترامه تدعوا للتجنيد في الجيش الوطني من أجل الدولة الوطنية وليس للجهاد من أجل الأديان فللدين رب يحميه.

موقف مصر لم يعد ملتبسا كما سبق... نعم مصر يمكن أن تحارب المليشيات الشيعية والسنية وتدعم الجيوش السنية والشيعية أيضا.. مصر تدعم الجيوش الوطنية ووحدة الدول مهما كان مذهبها.. مصر تريد استقرارا وحضارة، كما كانت في عصورها السابقة.