مذبحة ماسبيرو..
كتب : سامح جميل
قام المسيحيون المصريون بالتظاهر أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون وقد أعلن آلاف منهم اعتصامهم مساء الرابع من أكتوبر أمام مبنى ماسبيرو احتجاجًا على أحداث الماريناب والمطالبة بتقديم الجناة للمحاسبة وطالب المحتجون بإبعاد مصطفى السيد محافظ أسوان عن منصبه واتهموه بالتعنت ضدهم ومنعهم من بناء دار عبادة. ودعا القس فلوباتير والقس متياس المتظاهرين للاعتصام وقامت قوات الشرطة العسكرية بفض الاعتصام بالقوة وطالبت قوات الشرطة العسكرية بإنهاء الاعتصام وعندما رفض المعتصمون ما طلب منهم فضت اعتصامهم بالقوة وقامت بإطلاق أعيرة نارية أصابت ستة معتصمين.
بدأت المسيرة من دوران شبرا حتى وصلوا إلى نفق شبرا وبدأت الاعتداءات عليهم من فوق النفق من بعض من أهالي السبتية. تختلف الآراء حول من بدأ الاعتداء عند ماسبيرو فهناك ثلاث روايات مختلفة للحدث. الأولى تؤكد أن مسيرة من آلاف المسيحيين والمسلمين وصلت إلى مبنى التلفزيون قادمة من منطقة شبرا ردت عليها قوات الجيش المتمركزة أمام المبنى بإطلاق أعيرة نارية. تقول الرواية الثانية أن المتظاهرين بدؤوا بإطلاق زجاجات المولوتوف على قوات الجيش والشرطة. فيما تقول رواية ثالثة أن جنود الأمن المركزي بدؤوا الاعتداء على المتظاهرين الأمر الذي دفعهم للرد على الاعتداءات.
زاد الأمر سوءًا ما بثه التلفزيون المصري فوجهت إليه تهمة إثارة مشاعر الرأي العام ضد القائمين والمشاركين في المسيرات والتظاهرات التي جرت ذلك اليوم وتصويرهم على أنهم يبادرون بمهاجمة قوات الجيش والشرطة ويتعدون على الممتلكات العامة والخاصة وإتلافها ويحاولون اقتحام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو وقد حقق مع الإعلاميين وأخلي سبيلهم.
أكد المجلس العسكري في مؤتمره الصحفي تعليقًا على أحداث ماسبيرو أن الأفراد المكلفة بحماية مبني الإذاعة والتلفزيون لم تكن مسلحة وأن هناك طرفًا ثالثًا بدأ بإطلاق النار على القوات المسلحة والمظاهرات وأن عملية الدهس التي حدثت من مدرعات جيش لبعض المتظاهرين لم تكن ممنهجة. جاء تقرير الطب الشرعي يؤكد حالات الوفاة لخمسة عشر متظاهرًا حيث أوضح التقرير المبدئي أن أحد المتوفين تلقى ضربة قوية بآلة حادة في الغالب سنجة بينما تنوعت باقي الإصابات ما بين طلق ناري ودهس سيارة حيث حدد التقرير أن تسعة أشخاص تلقوا طلقات نارية في الجسد أما المتوفين الباقين فتعرضوا لدهس بسيارة على الأرجح وحدوث إصابات في المخ نتيجة إلقاء الطوب والحجارة.
خرج عصام شرف رئيس وزراء مصر في هذا الوقت ببيان على التلفزيون المصري يؤكد أن ما حدث مؤامرة ويطالب الشعب بعدم الانسياق وراء الأحداث والتصدي لمثيري الفتن وكانت أحداث ماسبيرو قيد التحقيق في النيابة العسكرية وتحولت فيما بعد إلى النيابة العامة وهو ما أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الرسالة رقم 82 في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
صرحت لجنة تقصي الحقائق المشكلة من المجلس القومي لحقوق الإنسان في تقريرها أن أفراد الشرطة العسكرية الذين كانوا موجودين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في منطقة ماسبيرو وسط القاهرة لم يستخدموا الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين. ونقل التقرير عن شهود عيان تأكيدهم أن بداية إطلاق النار كانت من مدنيين اندسوا بين المتظاهرين واختلطوا بالمظاهرة بدراجات بخارية في الاتجاه المعاكس لمبنى ماسبيرو وقاموا بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية...!!
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
في مثل هذا اليوم 9 اكتوبر 2009 ..
منح باراك أوباما جائزة نوبل للسلام..
باراك أوباما Barack Hussein Obama هو الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية وأول رئيس من أصول أفريقية يصل للبيت الأبيض. حقق انتصاراً ساحقاً على خصمه جون ماكين وذلك بفوزه في بعض معاقل الجمهوريين مثل أوهايو وفيرجينيا. في 9 أكتوبر 2009 حاز على جائزة نوبل للسلام لعام 2009 وذلك نظير مجهوداته في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب. وبذلك كان ثالث رئيس أمريكي يفوز بهذه الجائزه أثناء توليه منصبه وهو أول رئيس أمريكي يفوز بها في سنته الأولى في المنصب...!!
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
في مثل هذا اليوم 9 اكتوبر 1967..
إعدام المناضل الكوبي تشي جيفارا Che Guevara..
المناضل الكوبي تشي غيفارا Guevara ثوري كوبي ماركسي أرجينتيني المولد. طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكري ورجل دولة عالمي. شخصية رئيسية في الثورة الكوبية. أصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزاً في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
درس الطب في جامعة بوينس أيريس و تخرج عام 1953 وكانت رئتيه مصابة بالربو وبسبب ذلك لم يلتحق بالتجنيد العسكري. قام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب وكونت نلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحده أميركا الجنوبية وبالظلم الكبير من الدول الإمبريالية للمزارع البسيط الاميريكي.
برز تشي غيفارا كقائد ومقاتل شرس جدا لا يهاب الموت وسريع البديهة يحسن التصرف في الأزمات. لم يعد غيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد وشريك فيديل كاسترو في قيادة الثورة أشرف كاسترو على استراتيجية المعارك وقاد غيفارا وخطط للمعارك. عرف كاسترو بخطاباته التي صنعت للثورة شعبيتها لكن كان غيفارا خلف أدلجة الخطاب وإعادة رسم ايديولوجيا الثورة على الأساس الماركسي اللينيني.
كره غيفارا اتكال الثورة الكوبية على الاتحاد السوفيتي واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه. ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا فإنه كان يحتقر التحريفيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وفي كوبا أيضا. وبالفعل فإن الثورة في كوبا على عكس المفاهيم المعاصرة للكثيرين في الولايات المتحدة اليوم كانت مستقلة وفي بعض الأحيان معارضة للحزب الشيوعي الكوبي. ولقد أخذ بناء مثل هذه العلاقة التي لم يكن من السهل صنعها عدة سنوات فقط بعد الثورة ونجحت في أخذ سلطة الدولة وتأسيسها دافعة إلى الاندماج بين القوى الثورية والحزب.
سافر غيفارا لمدينة نيويورك على رأس الوفد الكوبي لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة وخلال كلمته الحماسية انتقد غيفارا عدم قدرة الأمم المتحدة لمواجهة السياسة الوحشية ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وأعلن "ألا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل شيئا لوقف هذا الأمر؟".
ثم شجب جيفارا سياسة الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا: "أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميّزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم، الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحراراً وقاموا بحمايتهم وإضافةً إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجال أحرار. من هم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراساً للحرية؟".
في يوم 7 أكتوبر أبلغ مخبراً القوات البوليفية الخاص بموقع غيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو فقامت القوات بمحاصرة المنطقة وجرح غيفارا وأسره حين كان يحاول قيادة الفرقة مع "سيمون كوبا سارابيا". تم تقييد غيفارا واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالك بني من الطين في قرية قريبة من قرية لا هيغويرا وبعد يوم ونصف رفض غيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط. في ليلة 8 أكتوبر قام غيفارا على الرغم من كونه مقييد من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون غيفارا من فمه كتذكار. في مثال آخر للتحدي بصق جيفارا في وجه الاميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.
في صباح 9 أكتوبر طلب غيفارا مقابلة مدرسة من القرية وهي جوليا كورتيز التي تبلغ من العمر 22 عاماً. كورتيز ذكرت في وقت لاحق أنها وجدت غيفارا "رجل مظهره مقبول ولديه نظرة بسيطة ولمحة من السخرية". خلال المحادثة القصيرة شكا غيفارا لكورتيز عن الحالة السيئة للمدرسة مشيراً إلى أنها مضادة لتربية وهو من غير المتوقع أن طلاب الكامبيسينو يتعلمون هنا في حين ان "المسؤولين الحكوميين يحصلون على سيارات مرسيدس " قائلاً ان هذا هو ما نحاربه.
وفي صباح ذلك اليوم أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل غيفارا. لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور امر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن غيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي. وقبل لحظات من إعدم غيفارا سأل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود فأجاب: "لا أنا أفكر في خلود الثورة". اصيب غيفارا بتسعة أعيرة نارية في مجموعهم شمل هذا على خمس مرات في الساقين ومرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن ومرة واحدة في صدره وطلقه واحدة في الحلق.
من اقواله
"لا يهمنى متى واين سأموت لكن يهمنى ان يبقى الثوار منتصبين يملأون الارض ضجيجاً كى لا ينام العالم بكل ثقله فوق اجساد البائسين والفقراء والمظلومين" وسيظل صدى هذه الكلمات يتردد ويلهم المئات فى مكان وزمان ما دام الظلم والعنف يسود هذا العالم...!!
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
في مثل هذا اليوم 9 اكتوبر 1934 ..
وفاه الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي..
أبو القاسم الشابي الملقب بشاعر الخضراء هو شاعر تونسي من العصر الحديث ولد في بلدة الشابة التابعة لولاية توزر. كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي. كان الشابي يعلم على أثر تخرجه في جامع الزيتونة اعرق الجامعات العربية أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929. كان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي لاستشارة الدكتور الذي بسط حالة مرضه غير أن الدكتور حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشابي على الزواج. توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353 هـ.
يذكره الشاعر العراقي المعروف فالح الحجية في كتابه "شعراء النهضة العربية" فيقول فيه "فهو شاعر وجداني وهو برغم صغر سنه شاعر مجيد مكثر يمتاز شعره بالرومانسية فهو صاحب لفظة سهلة قريبة من القلوب وعبارة بلاغية رائعة يصوغها بأسلوب أو قالب شعري جميل فهو بطبيعته يرنو إلى النفس الإنسانية وخوالجها الفياضة من خلال توسيعه لدائرة الشعر وتوليد ومسايرة نفسيته الشبابية في شعر جميل وابتكار أفضل للمواضيع المختلفة بحيث جاءت قصيدته ناضجة مؤثرة في النفس خارجة من قلب معني بها ملهما إياها كل معاني التأثر النفسي بما حوله من حالة طبيعية مستنتجا النزعة الإنسانية العالية لذا جاء شعره متأثرا بالعالمين النفسي والخارجي"...
مطلع قصيدة أبو القاسم الشابي : إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر
ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر
ومن لم يعانقــه شــوق الحيــاة تبخــر فــي جوهــا واندثـــر
كـــذلك قالــت لــي الكائنــات وحدثنـــي روحهــا المستتـــر
ودمدمت الريح بين الفجاج وفــوق الجبــال وتحــت الشجـــر:
إذا ما طمحت إلى غايـــة ركبــت المنـــى ونســيت الحـــذر
ومن لا يحب صعود الجبــال يعش ابــد الدهــر بيــن الحفــــر..!!