د. ممدوح حليم
كانت حربا ً عظيمة قادها عسكريون متمكنون ذوو مستوى عالمي، من أبرز هؤلاء اللواء سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان، واللواء عبد الغني الجمسي مدير العمليات بالجيش.
وفي كل بلاد العالم يقود الحروب وتكتيكاتها وعملياتها رئيس الأركان، إن اعتبار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للجيش من منطلق أنه يحدد للجيش العمل المطلوب مثل تحرير مدينة أو عبور قناة، على أن تترك التفاصيل الفنية لرئيس الأركان.
لكن في مصر وهي بلد العجائب، يدعى وزير الدفاع - الذي يرتدي الملابس المدنية في كل بلاد العالم إلا مصر – يدعى القائد العام للجيش.
انتمى السادات صوريا للجيش فلم يرتد الملابس العسكرية سوى عام ونصف حسبما قال د. مصطفى الفقي، لكنه كان يتدخل في المسار الفني الذي كان يتعين أن يترك للعسكريين المحترفين الذين أفنوا عمرهم في الجيش وحصلوا على دورات تدريبية عالية في الاتحاد السوفيتي.
طلب المجتمع الدولي من السادات إيقاف إطلاق النيران ومصر في أوج الانتصار فرفض، وكان هذا سوء تقدير منه حيث سارت الأمور فيما بعد في غير صالحه.
وكانت إسرائيل قد فاقت من هول المفاجأة وقررت تصفية الجبهة السورية أولا ً نظرا ً لأنها أكثر خطورة عليها، صرخ الرئيس الأسد للسادات وفي خطوة عنجهية أمر السادات بعبور مزيد من القوات إلى سيناء مما أحدث فجوة بين الجيشين الثاني والثالث، وهو ما دعاه السادات الثغرة. اعترض القادة العسكريون خاصة الشاذلي والجمسي واللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الذي أصيب بأزمة قلبية جراء ذلك، لكن السادات لم يستمع لهم.
رصدت طائرات استطلاع إسرائيلية وليست أمريكية الثغرة، وقامت إسرائيل بعمل عبور مضاد يوم 14 أكتوبر ومع الوقت تمددت الثغرة واتسعت لتنتهي الحرب بحصار الجيش الثالث ومدينة السويس، وليهرع السادات أخيرا إلى الروس الذين عاداهم طالبا منهم التدخل لوقف إطلاق النار الذي رفضه سابقا ولتبدأ مفاوضات فك الاشتباك.