الأقباط متحدون - ذكرى حادث المنصة وتحديد اقامة البابا شنودة الثالث
أخر تحديث ١٠:١٨ | الاربعاء ٧ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢٧ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ذكرى حادث المنصة وتحديد اقامة البابا شنودة الثالث

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عصام نسيم
تأتي  ذكرى 6 اكتوبر دائما لنتذكر حادثان مهمان الاول هو نصر أكتوبر المجيد وتحرير ارض سيناء من المحتل والثاني هو حادث المنصة الشهير عام 1981 والذي اغتيل فيه السادات مع شخصيات أخرى كان تحضر الاحتفال !

وقد سبق تلك الحادثة كثير من الأمور  في مصر والتي ادت في احداث حالة من الفوضى وانتشار التعصب والتطرف وانتشار الجماعات الارهابية  وتحول وجه مصر المتسامح الي وجه متطرف لا يقبل الاخر وبالطبع كان الطرف الاكثر ظلما نتيجة هذه الامور هم الأقباط الذين عانوا بشدة في تلك الفترة من حوادث عنف وتطرف الي جانب توجه كان لدى الدولة بانها دولة الايمان وان الرئيس هو الرئيس المؤمن لبلد مؤمنه !  بالطبع كان دافع لنشر التطرف والمتطرفين كما ذكرنا خصوصا ان سياسة الدولة في تلك الفترة لم تكن ابدا في صالح الأقباط !!

وقد كان هناك حادثان شهيران  في عهد السادات الاول هو حادث الخانكة والثاني كان حادث الزاوية الحمراء والاثنان كان الدافع لهما هو شروع الأقباط في بناء كنيسة !!

وقد كان بين هذه الفترة التي استمرت لحوالي 11 عام  كثير من حوادث العنف والتطرف ضد الأقباط وكانت الدولة لا تتدخل ابدا في علاج هذه الحوادث بل كان النكران الدائم والادعاء بامور مخالفه للحقيقة حيث كان التعصب ضد الأقباط منهج دولة في تلك الفترة ! الي جانب أسباب اخرى ادت في زيادة الخلاف بين البابا والسادات فالبابا كان يطلب دائما حقوق ابناءه وكان في ظل ظروف قاسية وحوادث عنف تمارس ضد أبناءه !

 وكان ايضا قانون الردة الذي كانت الدولة مزمعه في تطبيقه عام 1977 احد  أسباب الخلاف وقد رفضت الكنيسة بشدة هذا القانون وأرسلت الكنيسة اكثر من مذكرة للحكومة ترفض تطبيق هذا القانون بل أعلنت الكنيسة صوم انقطاعي لمدة 5 ايام حتى يتدخل الله ويرفع هذه الأمر الخطير !!

وفعلا لم يطبق القانون وتراجع الرئيس على تطبيقه ولكن بقي لدى السادات شعور بان البابا شنودة منافس له ويسعى في طلب حقوق ليست من حقه !! 
الي جانب الخلاف الذي حدث مع البابا والسادات بعد رفض البابا شنودة التطبيع مع اسرائيل والسماح بسفر الأقباط لزيارة المقدسات بالقدس هذا الموقف الذي اغضب السادات أيضا لأنه كان يسعى في إقامة علاقات قويه مع إسرائيل وكان يأمل بان تقوم الكنيسة بمساعدته في هذا الأمر ! 

وكما قلنا كانت اعتداءات الزاوية الحمراء  الأكثر دموية وعنف ضد الأقباط في تلك الفتره فقد راح نتيجتها حوالي 81 شهيد قبطي الي جانب حرق وتدمير كثير من ممتلكات الأقباط كل هذه الاعتداء بعد شروع الأقباط ببناء كنيسة هناك !

وللأسف الشديد لم تعترف الحكومة والرئيس بالجريمة ومحاسبة القائمين بها لكن قامت بترويج الأكاذيب وان سبب الخلاف --    - نشر غسيل وسقوط مياه  مش ولا بد !! كما قال السادات في خطابه الشهير ! 

ثم جاءت قرارات السادات الشهيرة بقرارات سبتمبر والذي قام بالقبض فيها على اكثر من 1500 مثقف وكاتب صحفي ورجال دين إسلامي ومسيحي.  

وقد قام بالقبض على بعض الاساقفه والاباء الكهنة والخدام  ولان كان هناك رغبة قوية للتخلص من قداسة البابا شنودة قام السادات بتحديد اقامة البابا شنودة الثالث  في دير الانبا بيشوي ( حيث كان البابا شنودة في هذا الوقت في الدير  ) ولم يسمح له بمغادرة الدير ووضع حراسة مشددة عليه هناك  وايضا الغاء قرار تعيين البابا شنودة بطريرك للكنيسة القبطية   وتعيين لجنة خماسية مكونه من خمسة اساقفه تقوم بادراه شئون الكنيسة في غياب البابا شنودة !  جاء هذا القرار بمشورة من احد الرهبان الذي كان على علاقة قوية بالسادات في تلك الفترة ( القمص متى المسكين )! ولكن لم يسمح الله ان تتم هذه المشورة واغتيل السادات واستمر قداسة البابا هو الأب البطريرك وأسقف الاساقفه يقوم بعمله بشكل كامل , بل رأينا تطبيق عملي  لمقولة البابا الرائعة - كله للخير - فلولا تحديد إقامة البابا في تلك الفترة لكان قد حضر حادث المنصة واغتيل مع السادات كما اغتيل نيافة الانبا صموئيل اسقف الخدمات والذي حضر العرض كممثل للكنيسة القبطيه !  فقد ذهب السادات واستمر قداسة البابا شنودة ابا وبطريركا للكنيسة القبطية لاكثر من 32 عام  نهض بالكنيسة نهضه عظيمة وقام باعمال مجيدة لها وعرف العالم كله قيمة وقدر هذا الرجل العظيم الي ان تنيح بسلام عام 2012 بعد ان ادى رسالته على اكمل وجه وبكل امانة حتى النفس الاخير .
نشكر الله  على حفظه وعنايته الدائمة لكنيسته ضد اي اعمال ضدها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع