- حكمة أم غباء؟!
- "ورود لا تذبل".. كتاب يؤرخ لسبعين شخصية من رموز الإبداع
- أحوال الأقباط أواخر القرن السابع عشر.. شهادة لرحالة دومينيكاني
- د. الشوبكى: الديمقراطية والحوار مع القوى الأصولية يؤدي لاحترام الشرعية الدولية
- "جمال الدين": يجب إعادة السلطة للشعب وطليعته الفكرية التي تنادي بالحريات ودولة المواطنة
أحداث "نجع حمادى"..ملف لم يُغلق بعد
• أهالى "نجع حمادي":
- ننتظر حكم السماء لأنه هو الحكم العادل والذى يأتى فى الوقت المناسب.
- أتمنى توقيع أقصى عقوبة على المتهمين ليكونوا عِبرة..
كتبت: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون
أثارت قضية أحداث "نجع حمادى" التى حدثت ليلة عيد الميلاد الموافق 6 يناير 2010، العديد من الاستنكار لدى جميع الشعب بمسلميه ومسيحييه معًا، حيث تابعت وسائل الإعلام باهتمام كبير تفاصيل محاكمة الجناة التى تم تأجيلها عدة مرات؛ لعدم وجود هيئة من المحامين للدفاع عن المتهمين، هذا إلى جانب سماع أقوال "الأنبا كيرلس"- أسقف "نجع حمادى"..ومن المقرر أن تنظر محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بـ"قنا" يوم 18 سبتمبر الجارى هذه القضية للنطق بالحكم.
وقد بدأت أحداث "نجع حمادى" فى ليلة عيد الميلاد المجيد بتلقى مديرية أمن "قنا"، بلاغًا يفيد بأن هناك ثلاثة أشخاص مجهولين قاموا بإطلاق أعيرة نارية أودت بحياة ضابط شرطة مسلم وستة مسيحيين وإصابة تسعة آخرين. وفور الإبلاغ عن الحادث، قرّر النائب العام تكليف أجهزة الأمن بإجراء التحريات وضبط الجناة الذين قاموا بإطلاق هذه الأعيرة النارية التى أودت بحياة المواطنين..وقد أكّد بعض شهود العيان بأن الذى قام بإطلاق النار هو أحد "المسجلين خطر"، و الذى يشتهر باسم "حمامة الكمونى".
وبعد أقل من يومين على ارتكاب جريمة "نجع حمادى"، قام ثلاثة أشخاص بتسليم أنفسهم للشرطة بعد محاصرة منطقة اختبائهم وهم: "حمامة الكمونى"، و"قرشى أبو الحجاج"، و"هنداوى سيد". وقد وجّهت النيابة العامة للمتهمين الثلاثة تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لسبعة أشخاص، والشروع فى قتل تسعة أفراد آخرين، و تهمة الترويع، والإخلال بالأمن والنظام العام، وحيازة سلاح وزخائر بدون ترخيص.
حاولت جريدة "الأقباط متحدون" أن تستطلع آراء بعض أهالى "نجع حمادى" حول توقعاتهم فى جلسة المحكمة التى ستُعقد يوم 18 سبتمبر الجارى..
انتظار حكم السماء
قال "كيرلس": أنا كالعادة أحب أن أقف مع بعض أصدقائى بعد صلاة العيد، وهذه المرة أُصبت بطلق نارى وذهبت على أثره إلى المستشفى.
وبسؤاله عن توقعه لحكم المحكمة الُمقرَر أن يصدر فى 18 سبتمبر الجارى، وماذا سيكون شعوره إذا تم تأحيل القضية مرة أخرى؟ أجاب "كيرلس" بصوت هادئ: إنه ينتظر حكم السماء؛ لأنه فى نظره هو الحكم العادل والذى يأتى فى الوقت المناسب، ويحاسب كل شخص على أفعاله. مشيرًا إلى أن الذين ماتوا "شهداء"، وكم من دماء سُفكت على اسم السيد المسيح منذ بداية المسيحية.
الحكم العادل ..هو الدواء الشافى للقلوب
ورأى " تامر" أن توقُّع حكم المحكمة صعب للغاية. كما تمنى توقيع أقصى عقوبة على المتهمين ليكونوا عبرة لكل من تسوِّل له نفسه أن يرتكب مثل هذه الجرائم البشعة، وأن يُزهق أرواح الآمنين دون أى ذنب ارتكبوه. معربًا أن المحكمة إذا حكمت بالبراءة على هؤلاء المتهمون سيشعر بالظلم الذى يحمل بين طياته جميع المشاعر السلبية التى يمكن أن يشعر بها أى إنسان. موضحًا إنه يتمنى عدم تأجيل الحكم؛ لأنه سيكون بمثابة الدواء الشافى للقلوب التى أعياها الحزن والحسرة على فقدان أحد أفراد أسرتها.
أما "شنودة"- صديق أحد الضحايا- فقد رفض الحديث، مؤكدًا أنه ترك الأمر بين يدى الله؛ لأنه هو الذى يستطيع أن يصدر حكمه العادل على كل نفس بشرية فى هذه الأرض.
"نجع حمادى"..شهود على الفتنة
وكانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قد أصدرت كتابًا يقع تحت عنوان "نجع حمادى..شهود على الفتنة..تقرير بعثة تحقيق ميدانى" يقع فى حوالى خمسين صفحة، وينقسم إلى ستة فصول هم: خلفية الأحداث، هل كان يمكن توقع اعتداءات "نجع حمادى"، هل كان يمكن منع اعتداءات "نجع حمادى"، يوم الجنازة أقباط يستخدمون العنف، الاعتداءات الجماعية على الأقباط، الانتهاكات الأمنية فى أعقاب اعتداءات "نجع حمادى".
ورصد الكتاب أن بعثة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، استطاعت عن طريق جمع العديد من الشهادات من مصادر مختلفة فى كل من مدينة "نجع حمادى" و"فرشوط" و"بهجورة" وغيرها، أن تعرف التعليمات التى أعطاها الأنبا "كيرلس" للكهنة بإنهاء الصلوات مبكرًا، وهم بدورهم نقلوا هذه التعليمات إلى شعب الكنيسة. ففى ليلة رأس السنة على سبيل المثال، انتهى الاحتفال فى العاشرة والنصف مساءً، رغم إنه من المعتاد أن تنتهى هذه الصلوات بعد منتصف الليل.
وأشار الكتاب إلى أن الملفت في جميع شهادات شهود العيان الذين تواجدوا في مناطق إطلاق النار ليلة العيد، أن الوجود الأمني كان هزيلًا أمام الكنائس في ليلة العيد. خاصة في منطقة تغلي على نيران توترات طائفية، وتتواتر فيها التهديدات بالاعتداء على الأقباط، غير أن المسئولين رفضوا التسليم بوجود أي تقاعس أمني في تأمين الكنائس.
مذبحة "نجع حمادى"..دماء فى مزود المسيح
تحوّلت الأقلام إلى أسلحة تحارب الخراب الأسود الذى اتشح به قلب الوطن. أما المداد فكان من دماء الشهداء ودموع أسرهم..لذلك لم تكن هذه الباقة مجرد مقالات نشرتها الصحافة المصرية..بل هى صدى لجريمة هزت روح "مصر"..هكذا استهل كتاب "مذبحة نجع حمادى..دماء فى مزود المسيح"، التى قامت بنشره مؤسسة وطنى للطباعة والنشر فى شهر فبراير الماضى، وقام بإعداده الصحفى "روبير الفارس".
وجمع الكتاب بين طياته، مجموعة من المقالات لبعض الكتاب الكبار، منهم على سبيل المثال مقالة بقلم "يوسف سيدهم"- رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة جريدة وطنى بعنوان "جريمة نجع حمادى..وخلط الأوراق"، استنكر فيها بشدة موقف الدولة وإعلامها الرسمى فى الاندفاع غير المسئول لتصوير الحادث الإجرامى على إنه عمل انتقامى لحادث اغتصاب شاب مسيحى لفتاة مسلمة...ذلك الحادث الذى وقع قبل شهرين، وأعقبته موجة من الاعتداءات الانتقامية على الكنيسة وعلى الأقباط الأبرياء الذين لا ذنب لهم.
ورصد الكتاب مقال "مجدى الجلاد"- رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم- الذى يقع تحت عنوان "العقيدة..مصرى"، ويدعو فيه إلى التسامح الدينى، ونبذ التعصب، والتعايش، وقال: "فأنا لا أرى فى "مصر" سوى المصريين..مواطنين يتمتعون بحقوق واحدة..ويتعرضون لأخطار مشتركة..فلماذا ننسى إننا مصريون فى كل شئ؟ لماذا نشغل أنفسنا بمسيحى ومسلم ؟..لماذا تسألنى ما دينك؟.. ولماذا تنتظر منى أن أفتش عما فى قلبك؟..وأن أقتحم لحظاتك مع ربك؟..مع إنه رب الـ(80) مليون مصرى."
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :