الثلاثاء ٦ اكتوبر ٢٠١٥ -
١٥:
١٢ م +02:00 EET
عرض/ سامية عياد
المسيحية بدون صليب .. لا تكون مسيحية
من أجل المسيح حملت الكنيسة الصليب بفرح وصبر ورغم الاضطهاد و الاستشهاد تحول الصليب فى حياة الكنيسة الى شهوة تشتهيها وتسعى إليها ، الصليب حمله الشهداء والقديسين وتقبلوا بفرح الموت من أجل المسيح و الحياة الأبدية...
المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقال له بعنوان "الصليب فى حياتنا" حدثنا عن أهمية الصليب فى حياتنا ، حيث يتعب الإنسان فى الخدمة و يتعب فى صلب الجسد مع الأهواء "و لكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء و الشهوات" ، من أجل الرب يبعد الإنسان عن العالم و كل شهواته و تمتلىء حياته بالنسك و السهر و ضبط النفس ، و المسيحية بدون صليب لا تكون مسيحية وقد قال الرب "إن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى" ونحن نفرح بالصليب ونرحب به "كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله" .
وحمل الصليب يتمثل فى إنكار الذات فلا يكون هناك مكان للأنا "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى" ، أيضا يتمثل فى كل ضيقة يتحملها المؤمن من أجل الرب سواء بإرادته أو على الرغم منه "فى العالم سيكون لكم ضيق" ، "بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله" ، و يمثل الصليب موضع افتخار وفرح للكنيسة و المسيحيين "فحاشا لى أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح " وقد علمت الكنيسة أولادها محبة الألم من أجل الرب كقول الكتاب "إن تألمتم من أجل البر ، فطوباكم" ، و فى حمل الصليب من أجل الإيمان لا يترك الله أولاده بل ينجيهم من حزنهم وتعبهم .
وحمل الصليب يكون الإنسان مصلوبا لا صالبا ، مصلوبا سيكون الله معه ويرد له الحق كاملا ، أما أن كان الإنسان صالبا لغيره أى أنه يتصف بالشر والعنف والاعتداء سيقف الله ضده حتى يأخذ حق غيره.