مينا ملاك عازر
في حديث لقناة الجزيرة، رغى أردوغان وأزبد، هرتل وهيس، قال أنه يأوي في بلاده 2 مليون لاجئ سوري، في حين تأوي أوربا ثماني مئة الف لكنه لم يقل لنا كيف يعيشون هؤلاء ال2 مليون لاجئ؟ ولماذا يفضلون الموت في قوارب للهجرة لأوربا واليونان جارته على البقاء في أراضيه؟ لم يقل لنا لماذا يلجأون لمصر وهي أبعد عن تركيا بالنسبة لهم؟ أردوغان في هذيانه حيث قناة الجزيرة كوميدي، قال أيضاً أنه يندهش مما تقوم به روسيا بسوريا، والصراحة اندهاشه في حد ذاته يدعو للاحترام، فما قامت به روسيا في سوريا لم يستطع هو ولا من معه في التحالف المحارب لداعش فعله.
لكن الأهم أنه يتعجب من اهتمام روسيا بسوريا وهي ليست على حدودها، وهذا يدعوني لأن أعطيه درساً في الجغرافيا التي يجهلها كما يجهل كل شيء ومن قبلها الأدب، فأمريكا تقع في أقصى الغرب وتشارك في ضربات جوية في سوريا، كذلك فرنسا لا توجد لها حدود مع سوريا لكنها تشارك في ضربات ضد داعش في سوريا والعراق. على العموم لا توجد دولة تتماس حدودها مع سوريا تشارك في الضربات الجوية اللهم إلا الأردن، لماذا لا تندهش يا ساقط في الجغرافيا من اشتراكهم؟ إذن المفاجأة وهي الأهم هنا أن تركيا وهي بلاد المهذار أردوغان التي تتماس في حدود سوريا لم تشترك في الضربات إلا قريباً جداً جداً، وكانت ضرباتها ضربات مسببة لتخفى وراءها ضربات للأكراد وليس داعش.
أردوغان يمد الخطوط على التواءها ليمس مصر وعلاقاتها مع أهل غزة، ويدعي أننا نجعلهم يعانون، وهذا ليس صحيح ولكن حماس التي يدعمها الإرهابي أردوغان هي التي تجعلهم يعانون بممارساتها الإرهابية المنتهكة لحدودنا بطرق غير شرعية، أردوغان نسى أنه وقت أن كان في اللفة، ده لو كان فعلاً في اللفة، كانت مصر تحارب لأجل فلسطين، وتتفاوض لأجلها، وتقيم المؤتمرات لدعمها ولإعادة إعمار غزة.
لكن أبرز ما آلمني، ما قاله أردوغان أنه يتعامل مع شعب مصر الشقيق بشكل طبيعي لكن مشكلته مع النظام المصري، وهو أمر مزعج لنا لأننا لا نعتبره شقيق لنا، فلا يوجد من بين أشقائنا أشقياء مثلك يا أردوغان، النظام الذي لا تطبع معه كما تدعي أفضل من النظام الإسرائيلي الصديق الذي كنت تموله بمحشي ورق العنب أثناء حربه على غزة، يا أيها المهرج الكبير، أفهم أنك تحاول أن ترد للرئيس السيسي كلمته التي قالها أن مشكلة مصر مع الإخوان مشكلة شعب مع الجماعة وليس مشكلة الحكومة، وهو قول لم يعجبني وقتها، وأنت الآن تردها له بقولك أن المشكلة معك، وأنا أوافقك، فالمشكلة مع الرئيس السيسي فعلاً المكلف من الشعب بأن ينتهج تلك السياسة تجاهك وتجاه جماعتك الخائنة الإرهابية، ولو أن السيسي يظن أن المشكلة بين الجماعة والشعب، والحكومة لا دخل بها، فهو ترفع منه عن أن ينحدر في مشكلة كهذه مع جماعة.
المختصر المفيد إن كنت جاهل فاصمت، ولا تحاول أن تظهر نفسك ذو رأي فذلك يفضحك.