بقلم : علي سالم | الاربعاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥ -
٣٦:
٠٩ م +02:00 EET
علي سالم
الكاتب قليل الخبرة عديم التجارب ضعيف الصلة بالتاريخ يتوهم فى أحيان كثيرة أنه يكتب منبهاً أصحاب المسؤولية من أهل الحل والربط إلى نقاط أو حلول تسهم فى حل مشكلة عامة، كما يتوهم أيضاً أنهم عندما يتجاهلون تماماً ما يقول فإنهم فى تكتم يدرسون ما قال بدقة على ضوء ما لديهم من معطيات، وأن ما اقترحه حتماً سيأخذ طريقه للتنفيذ عندما يحين الأوان، وهو الأوان المعاند الذى لا يحين أبداً لتنفيذ الأفكار الصحيحة.
أما أنا فلست من هؤلاء الكتاب، فليست لدىَّ أى أوهام حول أى استجابة من مسؤول لما أقترحه أو أشير إليه. هكذا تتحول عملية الكتابة وطرح الأفكار إلى شىء زائد فى المجتمع يتسلى به أصحاب الأقلام. لقد تسليت من قبل طويلاً بطرح فكرة ضرورة إشراك المواطن فى الحفاظ على أمنه ولا بأس من أن أعود لتسلية المسؤولين والقراء بها.
لقد استطاع مواطن واحد فى مدينة الأقصر يعمل سائق تاكسى، استطاع أن يمنع كارثة إرهابية فى أحد أشهر الأماكن على وجه الأرض، ضحاياها من السياح الأجانب والمصريين فى معبد الكرنك. لقد شعر الرجل بالشك فى رجلين ركبا معه ومعهما حقيبة ثقيلة الوزن، ولم يحتفظ بشكوكه لنفسه، بل ذهب إلى أقرب نقطة شرطة فى المعبد وأبلغهم، فتم إحباط المحاولة الكارثية.
هذا هو بالضبط ما أريد الوصول إليه، أن يشارك المواطن، أى مواطن، وكل مواطن، أجهزة الدولة مسؤولية الحفاظ على الأمن فى مصر، من أجل ذلك فكرت وطرحت ما فكرت فيه عدة مرات: أن يكون لدينا برنامج يومى فى كل محطة تليفزيونية مدته عشر دقائق فقط، يتكلم فيه مع الناس شاب أو شابة من رجال الأمن، ليس بهدف تحويلهم إلى مصادر بل لتوعيتهم بنوعية الأحداث والقضايا التى تعاملوا معها، أن يعرف الناس أن الأمن المصرى فى حاجة إليهم أمر فى غاية الأهمية. هؤلاء الإرهابيون يوجدون بيننا، ولو لمدة قصيرة، وبعضهم يعيش بيننا، هم يركبون «تاكسى» نحن نقوده. هم لا يهبطون علينا من السماء، بل هم يفخخون سياراتهم فى مكان ما بيننا. إن الحرب التى نعيشها الآن تتطلب التخلى فوراً عن «الأنا مالية».
عشر دقائق فقط يومياً فى حديث أقرب للحكايات، نحدث الناس فيه عن كيفية القبض على الإرهابى فلان الذى أبلغت الناس عنه.. وعن الفيلا الفلانية فى المكان الراقى التى عاش فيها الإرهابى علان.. وعن السلوك المشترك عند الإرهابيين بشكل عام.
برنامج لا يظهر فيه مسؤول، ولا يتولى تلميع أحد، ويتولاه شباب وشابات من الحكائين وهم موجودون فى كل مكان فى مصر. أمر آخر.. تنشر على شاشات التليفزيون أرقام شرطة الأمن الوطنى، ويبدو أنهم اختاروا أرقاماً معقدة لكى يضمنوا ألا يحفظها أحد. ألم تنضج التكنولوجيا فى مصر بعد إلى الدرجة التى تسمح للأمن بأن تكون أرقامه فى سهولة 911 الشهيرة، أليس من حق الشرطة والمواطن أيضاً أن تكون أرقام الأمن فى سهولة أرقام كنتاكى وماكدونالد وأم حسن وخالتك تفيدة..؟
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع