الأقباط متحدون - الصليب المقدس
أخر تحديث ٠٤:٤٣ | الاثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٨ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الصليب المقدس


بقلم - نادر محمد بـ جوتنجن
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طبقا للسنكسار (نتيجة تقويم دينيه) بعيدين للصليب المقدس أحدهما غدا الموافق ١٧ توت وهو عيد تكريس الكنيسة التى تحمل إسم الصليب المقدس بالقدس والثانى فى يوم ١٠ برمهات وهو إكتشاف الصليب المقدس.
لم ترد كلمة ستافروس(σταυρός)  صليب فى الترجمة السبعينية للعهد القديم (Septuaginta)  أو فى النص العبرى للعهد القديم  (Biblia Hebriaca)والسبب هو ربما يرجع إلى عدم وجود عقوبة الموت صلباً فى مملكة إسرائيل القديمة، ولكن أستخدمت كلمة خشبة  إكسيلون (ξυλον)  بدلاً من كلمة صليب، وورد التعليق على خشبة  للدلالة على الصلب.

 
بعض المواضع التى ورد بها التعليق على خشبة: سفر التثنية الإصحاح ٢١ أية ٢٣ (فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.) وكانت اللعنة فى العهد القديم قبل قدوم المسيح كما نرى فى رسالة بولس لأهل غلاطية الإصحاح الثالث أية ١٣ (اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».).
حاول الأباء الأوائل فى البحث فى العهد القديم عن مواضع ذكر كلمة خشبة والتعليق عليها كإشارة ونبؤة لقدوم المسيح، لأنه كان مكتوب على الصليب ملك اليهود، فحاولوا إثبات أن يسوع هو المسيح المنتظر ملك اليهود. كما فى المزمور ٢٢ (16 لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ.17 أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ.18 يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ.)
أوضح بولس الرسول أن قصة الصلب هى غباء بالنسبة لليونانيين وفضيحة  (Skandalon)بالنسبة لليهود، كما ورد فى رسالته الأولى لأهل افسوس الإصحاح الأول آية 23، 22 ) لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً،23 وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!
 
24 وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ.25 لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ! 26 فَانْظُرُوا دَعْوَتَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءَ، لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءَ، 27 بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ(
 
فيرى بولس فى الصليب وحدة للصلب والقيامة ومن خلاله تم الصلح بين اليهود والوثنين مع الله، كما قال بولس فى رسالته لأهل افسوس الإصحاح الثانى  13 )  وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ.14 لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ. 15 أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، صَانِعًا سَلاَمًا، 16 وَيُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ.(  فأصبح الصليب منذ وجود العهد الجديد علامة للشفاء وموت المسيح على الصليب نفذت به العدالة الالهية وتم خلاص البشر من خطيئة آدم فى حق الله
 
نظر الأدباء المسيحيون الأوائل إلى شجرة الحياة التى وردت فى سفر التكوين الإصحاح الثانى آية 9 (وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.) على أنها عكس الصليب, فهى سبب للخطيئة والصليب سبب للخلاص. والصليب هو مثل ما ذكر فى المزمور الأول الأية الثالثة (فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.)
 
أول من ربط بين المسيح وإسحاق إبن ابراهيم المذكور فى سفر التثنية الإصحاح الثانى و العشرون الأية ٣)  فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ( هو مليتوس أسقف ساردس  (Μελίτων Σάρδεων Melíton Sárdeon)  المتوفى سنة ١٨٠ ميلادية حيث حاول تفسير التضحية بإسحاق ووضعه على خشب قبل قتله بالمسيح الموضوع على خشبة الصليب قبل قتله.
 
علامة الصليب قبل الإمبراطور قسطنطين:فى اللغة العبرية كلمة تاف وهى علامة أو ختم أو سمة كما فى الآيات التالية وهى فى نفس الوقت نطق إسم أخر حرف أخر حروفها وهو حرف تاف ת والذى كان يكتب على شكل صليب فى عهد حزقيال النبى فى القرن السابع قبل الميلاد جعل اللاهوتيين المسيحيين مثل العلامة أوريجانوس و العلامة ترتليان يربطونه بشكل حرف التاو τ  اليونانى وهو رمز للصليب وهى الحرف اللاتينى T وهى رمز صليب المسيح
 Signum Crucis وحاولو تفسير هذة الآيات بإنها رمزية للصليب للحماية والملكية ( 3 وَمَجْدُ إِلهِ إِسْرَائِيلَ صَعِدَ عَنِ الْكَرُوبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَيْتِ. فَدَعَا الرَّجُلَ اللاَّبِسَ الْكَتَّانِ الَّذِي دَوَاةُ الْكَاتِبِ عَلَى جَانِبِهِ، 4 وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اعْبُرْ فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ، فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسْطِهَا». 5 وَقَالَ لأُولئِكَ فِي سَمْعِي: «اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6 اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ.)
 
وضع علامة الصليب على أبواب الإسرائيلين لنول حماية الله:
شكل الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ هو الصليب  فى سفر الخروج فى الإصحاح ١٢ ( 21 فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمُ: «اسْحَبُوا وَخُذُوا لَكُمْ غَنَمًا بِحَسَبِ عَشَائِرِكُمْ وَاذْبَحُوا الْفِصْحَ. 22 وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَاغْمِسُوهَا فِي الدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ وَمُسُّوا الْعَتَبَةَ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ بِالدَّمِ الَّذِي فِي الطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ، 23 فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ. 24 فَتَحْفَظُونَ هذَا الأَمْرَ فَرِيضَةً لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ إِلَى الأَبَدِ.). إلا أنه فيما بعد عبرت علامة الصليب وهى حرف chi X اليونانى عن المسيح. والصليب هو علامة إعجازيه σημεῖον تشير لإله المسيحين
الصليب هو ختم الله فى سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى: الإصحاح السابع, الأية الثانية ( رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَالِعًا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ، الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ), وفى نفس السفر فى الإصحاح التاسع, الأية الرابعة ( وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرَّ عُشْبَ الأَرْضِ، وَلاَ شَيْئًا أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً مَا، إِلاَّ النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ.) فوضع الصليب على الجبهة هو رمز للحماية و تتم المعمودية به.
تحدث  ايرينيوس أسقف ليون فى كتابه ضد الهرطقات عن تمجيد الصليب عند الغنوصيين (أو العارفين بالله وهي مدرسة عقائدية تفصل بين المسيح والله)
 
تحدث الكاتب ترتليان عن أهمية الصليب فى رده على البدعة المرقیونیه التى ترى أن المسيح إبن إله رحيم لا يمكن أن يكون إله العهد القديم القاسى الذى رفض مرقيون مؤسس هذة البدعة عهده القديم.
رؤيا الصليب النورانى لقسطنطين: حدث فى القرن الرابع الميلادى رؤيا للأمبراطور قسطنطين قبل معركة جسر ميسليفش حيث رأى صليب من نور وقد نُقش تحته "بهذا تغلب" كما ذكر المؤرخ الكنسى يوساب القيصرى فى القرن الرابع الميلادى فى الفصل الحادى والثلاثين من كتابه عن قصة حياة الإمبراطور قسطنطين
   Vita Constantiniوأصبح منذ ذلك الحين الصليب علامة للنص، كما ستثبت وقائع تاريخية لاحقة. استخدم البيت المالك فى الدولة البيزنطية الصليب فى اغراض الدعاية (البروباجاندا) واستحدث الامبراطور قسطنطين عصا رعاية خاصة به على شكل صليب.
تلى ذلك ظهور صليب من ضوء فى القدس فى الفترة مابين 353 و 363م كما ذكر القديس كيرولس الاورشليمى فى خطابه إلى القديس جريجور النزينزي.
أول من ذكر قصة الامبراطورة هيلانا أم الامبراطور قسطنطين مع الصليب هو القديس امبرسيوس أسقف ميلانو فى رثاءه للإمبراطور ثيودثيوس الأول سنة ٣٩٥ ميلادية
 
 Inventio crucis (de obitu theodos)
تم إلغاء عقوبة الصلب فى عهد الامبراطور تيوديسيوس الأول وإبعاد الصليب عن أى إنطباع سلبى عن أى عقوبة.
•موضع إكتشاف الصليب المقدس هو كنيسة القيامة بالقدس, حيث إكتشاف الصليب المقدس والتى ربما تمت سنة ٣٢٥ ميلادية بعد حفائر قامت بها كنيسة القسطنطينية بناءاً على تعليمات من القديسة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين. تعرفوا على صليب المسيح من بين ثلاثة صلبان من خلال لقبه المكتوب عليه INRI ,Ieuses Nazarenus Rex Iudaeorum مزمور ٢٢ أية ٢٦ )وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوبًا: «مَلِكُ الْيَهُودِ».) وفى رواية أخرى لاحقه من العصور الوسطى من خلال إقامة ميت لمسه الصليب. وقد أخذت الإمبراطورة هيلانة جزء من صليب المسيح المكتشف معها إلى القسطنطينيو وتركت البقية بالقدس.
 
القديس ابرام السريانى كتب وعظة عن مدح الصليب المقدس ركزت على أهمية الصليب فى الإنقاذ والنصر استوحاها من قصيدة مدح للصليب المقدس كتبها هيبوليت . Hippolyt
يوجد مخطوطة منسوبة خطأً ليوحنا ذهبى الفم فى مدح الصليب .Venerabilem crucem
كما توجد مخطوطة نوبية ترجع لسنة 973م عبارة عن قصيدة مدح للصليب المقدس أيضاً وهى اختصار لوعظة القديس ابرام السوريانى وهى مترجمة من اللغة السوريانية للغة النوبية. 
وللصليب أهمية كبيرة فى طرد الشياطيين والأرواح الشريرة من خلال بعض الصلوات والمياة المقدسه بالصلاة عليها والمعمودية وزيت الميرون.
أشهر رسم فى الفن المسيحى لإكتشاف الصليب المقدس قام به الفنان الهولندى Jan van Eyck فى القرن الخامس عشر

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter