الأقباط متحدون - السيسي ضد إسماعيل مين يكسب؟
أخر تحديث ١١:٣١ | الاثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٨ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السيسي ضد إسماعيل مين يكسب؟

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

مينا ملاك عازر
تابعت ببالغ الاهتمام والامتنان تصريحات السيد رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي في لقاءاته أثناء زيارته لنيويورك، وقد كان ناجحاً بارعاً صريحاً قاطعاً باتراً في كلامه، حاسماً مجيداً لاستثمار أخطاء وجرائم الآخرين لإبداء حسن موقف مصر من الإرهاب الذي يواجهه العالم، كما كان بارعاً وهو يخاطب أعضاء غرفة التجارة الأمريكيين، وهو يوضح مميزات الاستثمار في مصر، كم كان بارعاً وهو يعمل على اجتذابهم كم كان مميزاً في اختيار ألفاظه، كان عارفاً بنقاط ضعف الاقتصاد المصري وأبداها لهم ليطمئنهم على جديتنا في الرغبة في الاستثمار الجاد حين قال أننا نعرف أن لدينا بيروقراطية، وهذا أمر مؤسف بحق لا جدال، لكن الرئيس وعدهم بأننا إذا أردنا كسر كل القواعد المعيقة لنا والرئيس جاد فيما قال، وفي هذا التوجه فقد سبق له أن قالها في حديث داخلي ووجهها للوزراء حين قال لهم كسروا القواعد سيروا الأمور، الرئيس يعرف أن ثمة قوانين كثيرة تعيقنا وتعرقلنا، الرئيس عارف ببواطن الأمور، ويشعر بما يعانيه المستثمر القادم لمصر.

لكن حديث الرئيس عن القواعد وبيروقراطية القانون المصري ذكرتني بحديث رئيس الوزراء الباشمهندس شريف إسماعيل لوزرائه فور توليه المسؤولية نصحهم نصائح هامة منها، حاربوا الفساد احترموا القانون، حاربوا الفساد وفهمناها لكن احترموا القانون إزاي أقدر أفهمها في ظل سياق رغبة الرئيس في كسر القواعد ومحاربة البيروقراطية، أنا حطيت نفسي مطرح أي مسؤول في مصر عندي تعليمات من رئيس الوزراء باحترام القانون إللي هو عامود البيروقراطية، وعندي تعليمات وتوجيهات ووعود للمستثمرين الأمريكيين بكسر البيروقراطية، طب أعمل إيه أفتح الشباك ولا أقفله!؟

صحيح أفيدونا يا أهل الربط والعقد يا أهل القانون، أمشي البيروقراطية وأحترم القانون ولا أكسر القواعد وأنهي على البيروقراطية المانعة والقافلة أبواب الاستثمار في مصر، أنا شخصياً لو مطرحهم أقدم استقالتي على أن تكن استقالة مسببة، وأقول فيها اتفقوا على حاجة وبعدين كلفونا أنا مش عايز أخش السجن عشان سمعت كلام الرئيس ولا عايز أطرد مُهزئ وبدون كرامة عشان سمعت كلام معالي رئيس الوزراء، هي مش طالبة إني أموت محروق أو أموت مسجون.

هكذا ترى عزيزي القارئ، أن السيسي ضد إسماعيل، ومصر تخسر لسبب بسيط أن أحداً منهما لم يحاول هدم ترسانة القوانين المُعيقة التي يريد الرئيس- وأنا متأكد من هذا- احترامها على أن نكسر البيروقراطية ويريد معالي رئيس الوزراء كسرها على أن تُحترم، والأمرين كلاهما مستحيل أن يتم معاً إلا في حالة قوانين جديدة يمكن احترامها وتكسر هي البيروقراطية، وحينها لن يكن السيسي ضد إسماعيل ومصر حاتكسب.
المختصر المفيد أربع مئة ألف قانون وقرار وزاري في مصر، تفتكروا مصر تنفع كده تتقدم!؟.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter