الأقباط متحدون - شيوعية البابا فرانسيس !
أخر تحديث ١٦:٠٤ | الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٧ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٩٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

" شيوعية " البابا فرانسيس !

بقلم - محمود بسيونى
اهتمت الولايات المتحدة بزيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ، وصاحبت زيارته الاولي للولايات المتحدة زخما اعلاميا كبيرا في جو مشحون بين الكنيسة والادارة الامريكية علي خلفية التعديل الدستوري الذي يسمح بزواج المثليين لما في ذلك من تحد صارخ للتعاليم المسيحية ولكل الشرائع السماوية.
 البابا فرنسيس ليس شخصية عادية ، فهو ثورى اصلاحى صاحب رسالة واختياره لاسم القديس فرانسيس الاسيزى يؤكد انحيازه للفقراء والمساكين كما ان تصريحاته منذ توليه منصبه فى العام ٢٠٠٩ تكشف عن امتلاكه لفكر وروح انسانية عابره للخلافات التقليدية وانساني لابعد الحدود ، وهو ما اعطاه الجرأة الكافية لانتقاد الرسمالية المتوحشة في عقر دارها دون ان يغمض له جفن، كما كان خطابة امام الجمعية العامة للامم المتحدة بمثابة صرخة لانسان القرن الواحد والعشرين الذي يعاني من تدهور اخلاقى ومالى وحروب خلفت مئات اللاجئين وارهاب .

من السهل أن تتهم الولايات المتحدة البابا فرنسيس بالشيوعية ، بل يمكنها ان تحرف ايات الانجيل وتقول ان المسيح قال بالراسمالية يحي الانسان بدلا من " ليس بالخبز وحدة يحي الانسان " ، فالكاوبوي حينما يسمع كلمة العدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء يتحسس مسدسه.

كان البابا فرنسيس واضحًا حينما ذكّر المنظمات الماليّة بمهمتها الغائبة في مواجهة الأزمات الاقتصادية، وطالبها بالسهر على التنمية المستدامة للبلدان حتي تتجنّب استعبادها لأنظمة القروض، التي بدل أن تعزّز التطور، تستعبد الشعوب لآليات فقرٍ وتهميشٍ وتبعيّة أكبر..

وهي وصلب الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها اكثر من ثلثي سكان العالم، البابا يعلم ان ما لله لله وما لقيصر لقيصر لكنه يدرك ان العالم اصبح وفق هذه السياسات خطرًا علي الجنس البشرى، فحينما يظهر الجوع يأكل الاخضر واليابس ، واذا لم يظهر حلا عمليا لن تجدي صلوات البابا او الحاخام وشيخ الازهر. واضاف في كلمته ان العدالة هي شرط أساسي لتحقيق مثال الأخوّة الشاملة  و أن نعطي كلّ فرد ما هو له، بحسب التعريف التقليدي للعدالة، يعني بأنه ما من فرد أو مجموعة بشريّة يمكن اعتبارها كلّية القدرة ويُسمح لها أن تدوس كرامة وحقوق الأشخاص الآخرين أو المجموعات الاجتماعيّة.

إن توزيع السلطة (السياسيّة والاقتصاديّة والعسكرية والتكنولوجية...) بين الأطراف المُتعدِّدة وخلق نظام قانوني لتنظيم المطالبة بالحقوق والمصالح، يحقّق الحدّ من السلطة. أما اليوم، فيقدّم لنا المشهد العالمي، العديد من الحقوق المزيّفة – وفي الوقت عينه – قطاعات شاسعة بدون حماية، ضحايا لممارسة سيّئة للسلطة: البيئة الطبيعية وعالم شاسع من النساء والرجال المهمّشين.

قطاعان مُتَّحِدان فيما بينهما حوّلتهما العلاقات السياسية والاقتصادية الشائعة إلى أجزاء هشّة من الواقع. لذا فهو من الضروري التأكيد بقوة على حقوقهم، من خلال تعزيز حماية البيئة ووضع حدٍّ للإقصاء والاهتمام بالمعاقين.

 كان نقد البابا لاذعا لما يحدث في العالم من سياسات القوى الكبري التي كانت سببا في تفجر ازمة اللاجئين، فقد وضع كل المشاركين في صناعة هذه الازمة امام مسئولياتهم بدا من مفجرى الربيع العربي الي داعمى الارهاب، داعيًا الي مساعدة اللاجئين في اوروبا لكونهم بشر تقطعت بهم السبل بعيدًا عن وطنهم، صرخة اخرى من البابا ضد سياسات الولايات المتحدة التى اوصلت العالم الي هذه النقطة اللا إؤنسانية.

هذا الاقتراب غير المسبوق من اعلي سلطة كنسية فى العالم مع السياسة ، يعكس في تقديرى شعور البابا بالخطر نتيجة ما لمسة من الم يشعر به الفقراء وفشل للحكومات فى مواجهة السياسات الرأسمالية النيوليبرالية سواء في بلده الارجنتين او باقي دول العالم التى زارها ، وهو ما دفعة للحديث بوضوح عن العدالة الاجتماعية وما تتضمنها من توزيع عادل للدخل والتوقف عن مص دماء الشعوب بالاستيلاء علي موارده الطبيعة او محاصرته بالديون و سياسة الاقتراض و"سخره " الشعوب للعادات الاستهلاكية التى تلتهم حتى القروش القليلة المتبقية له.


للبابا حس ثورى ظهر خلال رئاسته أبرشية بيونس آيرس حيث عارض عددًا وافرًا من قرارات الحكومة، خلال احتجاجات 2001 انتقد برجوليو طريقة تعامل الشرطة ووزارة الداخلية مع المتظاهرين.


وفي عام 2004 وجه انتقادات للرئيس الارجنتينى كريشنر خلال الاحتفال بقداس العيد الوطني، ما دفع لإلغاءه في السنوات اللاحقة، وفي عام 2008 انتقد البابا السياسة الحكومية تجاه المزراعين ودعا لدعم الريف الأرجنتيني، وفي عام 2010 عارض بشدة قانونًا يتيح للمثلين الزواج وتبني الأطفال ، و في 30 سبتمبر 2009، تحدث البابا في مؤتمر نظمته كلية الدراسات العليا في الأرجنتين بعنوان "الديون الاجتماعية في عصرنا"، قائلاً: "الفقر المدقع والهياكل الاقتصادية الظالمة التي تسبب عدم المساواة كبيرة، تشكل انتهاكات لحقوق الإنسان"، و أكمل بوصف الديون الاجتماعية بأنها "غير أخلاقية و غير عادلة و غير شرعية"، و قال: "الفقراء يتعرضون للاضطهاد بسبب مطالبتهم العمل، و الأغنياء يتم التصفيق لهم عندما يفرون من وجه العدالة.

 البابا أو الحبر الأعظم في العالم الكنسي لم يهتز تحت وطأه الهجوم المتواصل من الميديا الغربية واتهامه بالشيوعية ، بل قال انه قابل الكثير من الشيوعيين مثلما قابل اخرين ، وايمانه بحقوق الفقراء والمستضعفين ودعوته لممثلي باقي الاديان السماوية اليهودية والاسلامية للتعاون من اجل حل ازمات العالم عابرين علي الخلافات المذهبية تؤكد جدية طرحة، لكن هل ستقبل الشركات الكبرى ولوبيهات تجارة السلاح او ناهبي ثروات العالم الثالث طرح البابا؟ ، بالتأكيد لا ، فالحرب علي البابا بدأت باتهامه بالشيوعية ولن تنتهى.. فلقد وضع يده فى جحر كل الثعابين .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter