ارتاد المترو كعادته، لكن هذه المرة وجده مختلفاً. نظام جديد يحتم على الركاب المرور من بوابات إلكترونية ووضع الحقائب على سير كهربائى لفحصها، لم يدهشه النظام الجديد واعتبره من باب التأمين، ولكن ما أدهشه أن البوابات الجديدة بدأت العمل بالتزامن مع أول أيام عيد الأضحى دون أن يشرف عليها عسكرى واحد، ما أثار سخريته ودفعه إلى التساؤل: «هى البوابات دى هتأمن نفسها والمترو لوحدها ولا محتاجة حد يشغلها؟». تساؤل «حسين صبرى» لم يتجاوز حلقه، وجهه لنفسه، قبل أن يسمعه يتردد على لسان راكب آخر، كان محتاراً فى العبور من البوابة أو تجاهلها طالما لم يلزمه أحد باستخدامها، إلى أن استقر للعبور من خارجها متهكماً: «إذا كان اللى حاططها مش مهتم أن الركاب يعدوا منها، هنوجع قلبنا ليه؟». حدث هذا فى محطة روض الفرج، حيث فوجئ الركاب بتركيب البوابات الجديدة، وهو ما تكرر أيضاً فى محطات أخرى، منها مسرة بالخط الثانى للمترو. لم تثر البوابات دهشة أمل محمود، التى عبرت من خارجها، قدر ما أثار استياءها تحولها إلى لعبة لعدد من الأطفال فى المحطة، كادت تصرخ بهم: «إنتوا كده هتبوظوها قبل ما تشتغل»، لكنها تراجعت بمنطق: «يعنى المحطة رامية البوابات من غير حتى عسكرى أمن، المفروض أننا إحنا اللى نحميها ولا إيه؟».
تأكيد الركاب المستمر بأن الأجهزة جديدة وبدأت العمل فى صباح أول أيام العيد دون موظفين أو عساكر أمن، قابله تأكيد من نوع آخر جاء على لسان أحمد عبدالهادى المتحدث باسم مترو الأنفاق، أكد فيه أن الأجهزة موجودة وتعمل منذ 3 أشهر، وهو ما نفاه الركاب، مؤكدين أن الأجهزة كانت مركونة فى المحطات، لكنها لم تعمل إلا اعتباراً من أمس الأول، ليعود المتحدث إلى النفى لكن بتأكيد جديد: «الأجهزة شغالة بالفعل فى المحطات الرئيسية، وهى فى الأساس ليست مسئوليتنا، بل مسئولية شرطة المترو بالتنسيق مع موظفيه، دورنا فقط التنسيق مع الشرطة وليس أكثر».