الأقباط متحدون - العفو والسماح
أخر تحديث ٠٠:٠٤ | السبت ٢٦ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٦ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٩٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العفو والسماح

السيسي
السيسي

 كتب – مينا ملاك عازر

هل يعني العفو الذي أقره الرئيس السيسي على مائة من مساجين مصر ومن بينهم الثلاثة صحفيين العاملين بقناة الجزيرة ويارا سلام وآخرين أنه سامح، أي هل سامح الرئيس حتى يعفو؟ أم أن زيارة نيويورك هي التي أعفت عن هؤلاء؟ لا أناقش مدى استحقاقهم العفو، فلست عالم ببواطن الأمور في هذه المسألة الشائكة لكن يهمني أن يكن العفو نابع منا.
 
سعيد لا جدال في سعادتي هذه بخروج محمد فهمي الذي يفضح الجزيرة ويقاضيها أمام القضاء الكندي، أكثر سعادة لأنه سيسترد جنسيته المصرية التي يعتز بها، سعيد لأنه لم يرضخ للضغوط الداعية لأن يسترد جنسيته الكندية ليصبح في مأمن من الظلم الذي يشعر به في بلده.
 
أنتظر أن يرافق هؤلاء المائة من المساجين آخرين منهم من يكاد أن يفقد نظره في داخل السجن، أنتظر أن يخرج كثيرون من الشباب الطاهر الذي عكرت ثوريته مواقفه، واستغل البعض اندفاعه فعمته عن مصلحة الوطن في مقابل أن يبق مطالب بما يسميه الديمقراطية وينسى أن الديمقراطية لها أنياب وأظافر، وليس أبقى من الوطن ما دام به من ديكتاتورية تحتمل في مقابل ما به من إنجاز ديمقراطي يمكن زيادته ورعايته وإنمائه.
 
ليتنا لا نكون قد أفرجنا عن أفراد إرهابيون كما سبق وفعلنا في شهر يونيو الماضي عندما أفرجنا عن بعض من رافعي علامة رابعة ثم عاقبونا باغتيال النائب العام، والآن من بين من خرجوا وجدت سيدة ترفع شارة رابعة، فلماذا خرجت؟ ومن وضع اسمها، ألم نتعلم مما جرى سابقاً.
 
لماذا نكرر أخطائنا؟ لماذا نبقي على شباب يمكن مراجعتهم ويتوبوا بحق؟ عن شباب مظلوم في قضايا لفقها لهم الإخوان كقلب نظام الحكم، ونخرج رافعي شارة رابعة؟. لماذا نسمح لمن تورط بإخوانيته في جرائم أن يتمتع بنعيم الحرية لا لشيء إلا لأنه محمي من جماعة إرهابية ذات تنظيم دولي، له علاقات مع دول خبيثة النوايا سيئة الرغبات.
 
على كل حال العفو والسماح من حق الوطن ومن حق المواطنين، يقدمه المواطن المظلوم من وطنه، ويقدمه الوطن لمواطنيه إذا ظلموه، وهذا بموافقة جماعية أو من أغلبية تسمح للرئيس أن يعف ويرحم لكن المهم أن يكونوا مستحقين هذا العفو وهذا السماح.
 
آخر القول، لا أريد أن أفهم عفو الرئيس في سياق الزيارة لنيويورك ولا مواءمة مع إخوان ولكن ما أقبله فقط أمرين أن هؤلاء يستحقون العفو والسماح والأهم من هذا كله أنها معايدة مقبولة من رئيس اختاره الشعب لمواطنين يستحقون المعايدة.
 
المختصر المفيد كل عام وأنتم أحرار معافين وطيبين، مواطنين كاملي المواطنة في أوطانكم؟
 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter