بقلم: ميرفت عياد
تتصدر أخبار الانتخابات الرئاسية القادمة فى عام 2011، مانشتات العديد من الصحف، باعتبارها ثانى انتخابات رئاسية تعددية فى تاريخ
"مصر"، لذلك تحتل الكثير من الجدل السياسى والإجتماعى حول المرشحين لها، وحول برنامجهم الانتخابى، وماذا فى مقدرتهم أن يقدموا لشعب "مصر"؟
ومِن الأسماء التى أثارت جدلاً فى الفترة الأخيرة على الساحة، الدكتور "محمد البرادعى"- المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2005- والذى قرّر خوض هذه الانتخابات القادمة كمستقل، بشرط تعديل بعض مواد الدستور التى تنص على أنه يُشترَط للترشيح أن يكون المرشَّح عضوًا فى أحد الأحزاب الرسمية، أو أن يحصل على (250) صوت من أعضاء البرلمان لكى يخوض الانتخابات كمستقل. وقد وصل الدكتور "البرادعى" إلى "القاهرة" فى أوائل هذا العام، واستقبله جمع حاشد من المواطنين، والتف حوله العديد من الشخصيات العامة، ونشطاء حقوق الإنسان الذين ايّدوا ترشيحه للرئاسة.
ويرى "البرادعى" أن النجاح ليس هو الوصول للرئاسة، وإنما هو تحقيق الإصلاح الذى يلى تولى المنصب. متعهدًا بأنه سوف يقاوم الفساد، ويكافح الفقر، ويعتنى بالتعليم والخدمات الصحية. مؤكدًا على أن الفارق بين الأغنياء والفقراء في "مصر" أصبح مفزعًا. مؤمنًا بأن الإشتراكية الديمواطية مثل تلك المطبقة في "النمسا" وفي "السويد"، هي الحل الأمثل لـ"مصر". كما ثار حول الدكتور "محمد البرادعى" الكثير من الجدل عام 2002، عندما قامت الوكالة الدولية للطاقة النووية– والتى كان يرأسها - بالتفتيش على أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية فى "العراق"، قبل اتخاذ القرار بغزوها من قبل "الولايات المتحدة الأمريكية".
ويُعد آخر ظهور لـ"البرادعى" مع الشعب منذ أيام فى الندوة التى أقامها المركز المصرى للحقوق الإجتماعية والإقتصادية، حيث احتشد العديد من المواطنين على باب المركز لحضور الندوة التى تستضيف الدكتور "البرادعى"، والتى أكّد فيها ايمانه بأهمية العمال ودورهم الحيوى فى التغيير. والنشاط البارز الذى تقوم به الجمعية الوطنية للتغير على الرغم من إنها جمعية شعبية وليس لها كيان قانونى. منتقدًا غياب الأحزاب وعدم وجود حرية كافية للنقابات.
الجدير بالذكر، أن "القاهرة" شهدت مولد الدكتور "محمد البرادعى" فى 17 يونيو عام 1942 ، وهو نجل المرحوم الأستاذ "مصطفى البرادعى" نقيب المحامين الأسبق. وقد استطاع الدكتور "محمد" الحصول على ليسانس الحقوق عام 1962 ، وتوالت دراساته وأبحاثه حتى حصل على الدكتوراة فى القانون الدولى فى كلية الحقوق جامعة "نيويورك" عام 1974.
واستمرارًا لمسلسل النجاح، حصل "البرادعى" على العديد من درجات الدكتوراة الفخرية من جامعات ومراكز دولية، كما إنه عضو فى عدد من الرابطات المهنية منها: رابطة القانون الدولى، والجمعية الأمريكية للقانون الدولى. وقد بدأ حياته المهنية فى السلك الدبلوماسى المصرى فى عام 1964، حيث عمل مرتين عضوًا فى بعثة "مصر" الدائمة لدى الأمم المتحدة فى كل من "نيويورك" و"جنيف"، كما عمل لفترة مستشارًا لوزير الخارجية. إلا أن "البرادعى" ترك السلك الدبلوماسى وعمل أستاذًا غير متفرغ للقانون الدولى فى كلية الحقوق جامعة "نيويورك"، ثم شغل عددًا من المناصب الرفيعة فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وفى عام 2005 حصل الدكتور البرادعى على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لإنجازاته، وهو بهذا يُعد أول مصري يفوز بجائزة نوبل للسلام بعد الرئيس الراحل "أنور السادات" في عام 1978.