بقلم الباحث / نجاح بولس
لم يكن يهوذا وحده من خان سيده بقليل من الفضة ، فقد خانه الكثير من أتباعه على مر التاريخ بثمن قد يكون أقل من فضة يهوذا ، بل خانه أقباط حزب النور بلا ثمن سوى بعض الشو الإعلامي وتسليط الضوء من وسائل إعلامية مفلسة لا تملك سوى إبراز الظواهر المتطرفة في المجتمع لإستقطاب مشاهدين أو متابعين لها .
أقباط حزب النور منحوا قبلة الحياة للحزب مرتين أولهما حينما وجد فيهم الحزب ضالته لملئ القوائم الإنتخابية التي يشترط فيها وجود عدد من الأقباط بين مرشحيها ، والقبلة الأخرى حينما لجأ حزب النور لضم أعداد منهم للتبرؤ من كونه حزباً دينياً عقب حكم محكمة القضاء الإداري بإلزام لجنة شئون الأحزاب ببحث الموقف القانوني للأحزاب ذات المرجعية الدينية قبل بدء الإنتخابات البرلمانية .
أقباط حزب النور يعلمون جيداً أن فضة الحزب مزيفة ولن يجنو أي ثمار لخيانتهم ، حتى مقاعد البرلمان الطامحين لها بات جالياً أنها بعيدة المنال وخاصة بعد إنسحاب قائمة صحوة مصر من الصراع الإنتخابي لتتصدر قائمة في حب مصر المشهد وتهدد أحلام حزب النور في الحصول على أى مقاعد مخصصة للقوائم حتى أنهم سحبوا بعض قوائمهم وتركز إهتمامهم في المنافسة على المقاعد الفردية التي أعلنوا أنها لم تشمل أى مرشح قبطي أو إمرأة تابع للحزب على تلك المقاعد .
لم يكن تقارب أقباط النور للتيار السلفي سوى نكاية في الكنيسة التي رفضت الإزعان لمطالب الغالبية منهم ممن اطلق عليهم ( رابطة أقباط 38 ) فيما يتعلق بقضايا الأحوال الشخصية وتحديداً قصر الطلاق على حالات الزنا فقط ، فكانت بداية علاقة هذه الرابطة بالتيار السلفي الذي عٌرف بعدائه السافر للأقباط والكنيسة والوطن أولاً بظهورهم في قنواتهم الفضائية لتكون منبرهم في الهجوم على موقف الكنيسة القبطية ، ووصف رئيس الرابطة الكنيسة بأنها دولة فوق الدولة ، ووصل الأمر لحد المطالبة للإحتكام للشريعة الإسلامية أثناء لقاء لهم مع الجمعية التأسيسية التي أعدت دستور الإخوان عام 2012 رغم مقاطعة جميع القوى السياسية والوطنية لهذه الجمعية .
سمح أقباط النور لأنفسهم أن يكونوا مكياج لوجه قبيح لم يتواني عن تحقيرهم والتحريض على قتلهم وهدم كنائسهم والتضييق عليهم في مختلف المجالات ، بل صاروا مسمار دقه حزب النور في قلب الوطن الذي لا يؤمنون به ولا ينتمون إليه من الأساس فشتت كل محاولات القوى المدنية المطالبة بحل الحزب لقيامه على أساس ديني ليتشبث الحزب بقلة متطرفة من الأقباط أعطته قبلة الحياة وأمل في البقاء مناهضاً لكل محاولات التطور ، ومعادياً للهوية المصرية وحضارتها العريقة عبر التاريخ ، ومعطلاً لتفعيل أى من مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان .
كيف يرى هولاء انفسهم داخل حزب يجاهر بتكفيرهم ويفتى بعدم جواز معاملتهم او حتى تهنئتهم باعيادهم ، ما موقفهم من اراء حزب النور بعدم جواز ولاية القبطى فى المناصب السيادية بل وعدم جواز ترقيتهم الى مواقع قيادية داخل نفس الحزب ، ما موقفهم من فتاوى ياسر برهامى الاب الروحى للحزب المحرضة على تحقير الاقباط ونعتهم بالقلة المجرمة الكافرة ، ما موقف هولاء من ممارسات اعضاء التيار السلفى المتطرفة وعدم احترامهم لعلم بلادهم وللسلام الوطنى ومشاركة القاعدة الشعبية للحزب فى اعمال ارهابية تضر باقتصاد الوطن وامنه القومى؟ .
اظن ان قلة عادت اهلها وكنيستها لاسباب شخصية لا تستنكف من القيام بدور المحلل السياسى لتيار تاجر بالدين على حساب الوطن والشعب ، ولا يهمها من قريب او بعيد موقف هذه الاحزاب تجاه القضايا سالفة الذكر ، فقد حركهم حقدهم للتحالف مع الشيطان نكاية فى اهلهم وكنيستهم ووطنهم وهم فى ذلك يعلمون كل العلم بزيف وعود حزب النور لهم وان خيانتهم لوطنهم مجانية بدون مقابل سوى بعض من الفضة المزيفة .