الأقباط متحدون - لمصلحة من تحويل مريم من أيقونة إلي سلعة ؟
أخر تحديث ٠٨:٣٧ | الأحد ٢٠ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٠ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٩السنة التاسعه
إغلاق تصغير

لمصلحة من تحويل مريم من أيقونة إلي سلعة ؟

مريم طالبة صفر الثانوية العامة
مريم طالبة صفر الثانوية العامة

 بقلم : سليمان شفيق 

 
تابعت قضية الطالبة مريم ملاك منذ أن بدأت وأتشرف بأني أول من أطلق عليها لقب "الأيقونة" ، وكنت أفخر أن هذه الطفلة من بلدي ومسقط راسي المنيا ، ولكني كنت اخشي من تحول قضيتها من قضية مدنية إلي قضية طائفية، لأنني متأكد أن بداية الخسارة تكمن في ذلك.. أيضا كنت أتخوف من استغلال البعض لهذه القضية من أجل تصفية حسابات أما مع الكنيسة أو مع النظام السياسي، وللأسف وقعت مريم أو من يديرون قضيتها في كل تلك المحاذير، تحولت القضية إلي قضية طائفية بامتياز بعد أن كتب أساقفة إجلاء بيانات رسمية دفاعا عن مريم .. وغلب علي دفاعها القانوني والشعبي أشخاص وهيئات مسيحية، علي الجانب الأخر أصدرت أسرة مريم أو من ينوب عنهم بيانا للاعتذار عن لقاء قداسة البابا تواضروس الثاني، هذا نصه  (تصحيحًا لما تناقلته بعض المواقع بشأن لقاء "مريم" اليوم بشخصيات دينية، تؤكد الأسرة احترامها وتقديرها الكامل لكل الرموز الدينية الذين نفخر ونعتز بمواقفهم المُشرفة ومُساندتهم للحق، لكننا في الوقت نفسه نؤكد بكل شفافية كما عودناكم عدم صحة هذه الأنباء، وأن هذه اللقاءات لم تتم ولن تتم، فقضيتنا بالأساس تتعلق بحق قانوني، وهو شأن يُهم كل مصري ولا يتعلق بفئة أو جماعة أو طائفة. سنستمر في المُطالبة بالحق بفضل دعمكم ومؤازرتكم لنا، ونرجو أن تُثمر جهود المسئولين بإقرار العدل ورفع الظلم عن أفعال لا أقوال)
من الوهلة الأولي البيان يغفل اسم قداسة البابا ويتحدث عن رموز دينية بشكل مرسل وللأسف .. يكذب دعوة صاحب القداسة بالقول "عدم صحة هذه الأنباء " ـ أي دعوة البابا للقاء مريم ـ ، واستخدام البيان  خطاب جازم "هذه اللقاءات لم تتم ولن تتم" كما لو كانت مريم دعيت للقاء السفير الإسرائيلي أو المرشد العام للإخوان!!
 
بالطبع تشككت أن تكون الأسرة قد أصدرت هذا البيان، أو أن قداسة البابا قد دعا مريم، وعلي اثر ذلك تواصلت مع أبونا بولس حليم المتحدث الرسمي للكنسية الأرثوذكسية  في محاولة لفهم ما حدث فقال : ( قداسة البابا حينما سئل عن مشكلة مريم أجاب:"مواطنة مصرية يجب ان تأخذ حقها بالطرق القانونية ووفق الآليات المتبعة في الدولة وان دور الكنيسة في الموضوع دور رعوي فقط"، وأضاف أبونا بولس : كثيرين طالبوا من قداسة البابا مقابلة مريم من منطلق دورة الرعوي كأب، لدعمها الروحي والنفسي ، من هذا المنطلق البابا استجاب ولكن مريم اعتذرت لأسباب خاصة بها ، ولم يطلب البابا مقابلتها إلا بعد إن تعاطفت معها مؤسسات الدولة والمجتمع المدني .. وبعد مقابلة رئيس الوزراء .. انتهي أبونا بالقول : يعني مفيش تأثير علي القضية زي ما اتقال ) انتهي كلام أبونا بولس حليم. ولكن اللغط الإعلامي المشكك في علاقة مريم بقداسة البابا استمر .. مما اضطر قداسة البابا للتصريح خلال مؤتمر بناء الوعي علي ، أنه "التزمت الصمت في قضية مريم ملاك حتى لا يتحول الأمر ألي فتنة طائفية بعدما علم أنها مسيحية وبعدها طلبت مريم لقائي ووافقت ودخلت المقر البابوي بالفعل ثم جاء ناس أخذوها وخرجت وقرأت في الصحف ما قيل عن رفضها مقابلتي ".. أي أن مريم هي التي طلبت لقاء البابا وليس العكس ، وان هناك من أخذها من المقر ثم اصدر البيان "المهين" السابق!!
 
ثم فوجئت بتحول مريم إلي مادة صحفية وإعلامية يتم استغلالها من قبل اغلب الأطراف من أجل قضايا أخري لا تمت لقضيتها بصلة، وللأسف تم أيضا تسييس القضية فتحولت من قضية بحث عن حق ضد فساد في منظومة التعليم الي مؤتمرات انتخابية لبعض المرشحين الأقباط، وأخيرا وقفة علي سلم نقابة الصحفيين ، هكذا ينحرف البعض بالقضية من كونها قضية قانونية يجب الالتزام فيها بأحكام القضاء إلي سلعة إعلامية، وقضية سياسية ، وللأسف سوف يكسب جميع المنتفعين من قضية مريم ماعدا مريم نفسها ، رجاء ارفعوا أيديكم عن قضية مريم وللمرة الأخيرة اكرر مريم ليست حصان طروادة يتخفي فيه كل من يريد أن يصفي حساباته مع النظام أو مع الكنيسة مع كامل تقديري للجميع.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter