القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "الذى ينكر ذاته" يوضح لنا صفات إنكار الذات وتتمثل فى ، من ينكر ذاته لا يصر على طريقته المفضلة ولديه استعداد دائم لغسل الأقدام ، و يضع الآخرين قبل نفسه عاملا بقول الإنجيل "مقدمين بعضكم بعضا فى الكرامة" ، كما لا ينافس أحد بل يجمع الكسر بفرح ، أيضا يرى أنه ليس من حقه أن يدين الناس أو يحكم عليهم ، فهو مثلهم قد يقع فى الخطية ، يصير للضعفاء كضعيف وينزل عند مستوى ضعفهم لكى يربحهم المسيح.
 

من ينكر ذاته يستطيع أن يشارك ويعاون الجميع ويعمل بروح الفريق فلا يقدم ذاته على أحد و لا ينسب الجهد لنفسه دون غيره ، كما أنه يقبل النقد والمراجعة من الغير و لا يعتد برأيه أو يتعالى على الرأى الآخر إذ يرى منفعة فيما يقدم له من نقد وتصحيح لكى يطور من ذاته ومن أفكاره ، ولا مانع عنده أن يتبنى رأيا مفيدا لشخص آخر غيره ومع كل نجاح ينسب الفضل لله قائلا : "أنا ما أنا .. لا أنا ، بل نعمة الله التى معى".
 

والقديس بولس قدم نفسه مثالا لنا فى إنكار الذات بقوله "فإننا لسنا نكرر بأنفسنا ، بل بالمسيح يسوع ربا ، ولكن بأنفسنا عبيدا لكم من أجل يسوع" ، ولا ننسى قول القمص بيشوى كامل فى هذا الشأن : إن الإنسان الذى يتقدم لخدمة المسيح دون أن يكون قد أنكر نفسه أولا تصير ذاته بمثابة لغم خطير لا يراه الناس ولكنه قد ينفجر فى أى وقت عندما يلمسه أو يضغط عليه أحد ...