السبت ١٩ سبتمبر ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
سما المصري
مينا ملاك عازر
في بلادنا فقط الكل يعرف أن كل ابن آدم خطاء، لكننا نعرف أن الله وحده هو الذي يقبل التوبة ويصفح عن الذنب وينسى الخطيئة، أما نحن البشر فنبحث عن الذنوب للآخرين بمنكاش ظانين أننا بهذا نستطع كسر عيونهم .
ما يحدث حول سما المصري من لغط ونقاش وصراع وتلاسن وتبادل اتهامات لا يزد عن كونه محاسبة لها قبل أن تواجه وجه من له الحق في الحساب، سما المصري يا سادة لم تضع يدها في جيب أحد منا وتسرقه كما أنها لم تجبر ولن تستطع أن تجبر أحد على انتخابها، لها الحق الدستوري في الترشح اتركوا لها هذا الحق، لا يؤسف الدستور أن يترك الحق لمن قدمت مشاهد خارجة مسفة لكن يعيب الدستور أن يترك من مارسوا الإستربتيز السياسي والانحطاط الأخلاقي بتستر من الدين الذي هو منهم براء ليترشحوا، وإن كان الدستور منع هذا فيعيب القانون الذي يتركهم يفعلوا هذا، وإن كان القانون تركهم يفعلون هذا فالكارثة تقع على كاهل دولة تشاركهم وتمالئهم المشاركة، ويبدو أنها تقيم صفقة معهم لتنتظر بهذا ما حدث للسادات ومن بعده مبارك حين تحالفوا مع الحيات والأفاعي.
الله فقط يقبل التوبة، وينسى الذنوب ويمحها أما نحن فنذكر فقط لسيدة ما قدمته من إسفاف اعتذرت عنه، وننسى ونتغافل عن مدعي التدين بائعي الأوطان المنقبين عن الآثار بطرق غير شرعية، وهي في نظرهم العلني أنها أوثان وأصنام واجبة الكسر في حين أنها في حقيقة الأمر في نظرهم كنوز واجبة السطو عليها والبيع والاستفادة من ورائها. ننسى الكذبة، مجملي الأنوف، والممسوكين في سيارات في أوضاع مخلة، ومن قبلوا بقبول اغتصاب نسائهم في سبيل حياتهم، فكم وكم سيفعلون بأوطانهم متى هُجِمت أو تعرضت للخطر؟ وهم الذين لا يعترفون بالأوطان.
يا سادة، إن كنتم تتركون السلفيين للشعب يحكم عليهم في الانتخابات، فلماذا لا تتركون سما المصري يحكم عليها الشعب في نفس الانتخابات؟ لماذا السلفيون نعم وسما المصري لا؟ كلاهما يمارس الابتذال على طريقته، كلاهما يعري من نفسه بما يناسب الآخرين لكي يرضوا عنه، إن كان تاب أحدهم فالآخر لن يتب للأسف، فلماذا تحاسبون الذي يتوب وينوب ويعتذر وتحمون من سيبقى يمارس كل الموبقات تحت عباءة الدين!؟
المختصر المفيد من منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر.