مجلس النواب القادم هو مجلس تاريخي بكافة المقاييس فهو اول مجلس سيشترك بفعل جدي في قيادة مصر فدستور 2014 و بعد ان قام بالحد من صلاحيات رئيس الجمهورية حيث لا يجوز له منح نفسه أى أوسمة أو نياشين أو يتلقى هدية نقدية أو عينية من أحد، بالإضافة إلى أن مرتبه يحدده القانون، فضلاً عن عدم جواز الحصول على أي مكافأت أو أموال إضافية و يكون اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمي بطلب موقع من الأغلبية فى البرلمان

بالإضافة إلى أن الرئيس في الدستور الجديد لا ينفرد بتعيين رؤساء الأجهزة الرقابية بل لابد من موافقة البرلمان فضلًا عن عدم انفراده بتعيين رئيس الوزراء، بل لابد من موافقة البرلمان و لأول مرة يسلب الرئيس من حقه فى حل البرلمان إلا باستفتاء شعبي وفى حالة رفض الشعب لحله يستقيل الرئيس.

كما أن الرئيس في هذا الدستور لا يعين النائب العام ولا أعضاء الهيئات القضائية وإنما تختارهم هيئاتهم ويصدر هو القرار فقط، كما أنه لا يملك حق التشريع تحت أي ظرف، فالتشريع حق أصيل وحصري للبرلمان فقط. 
 

و قد أعطى صلاحيات واسعة لمجلس النواب ، سواء في الرقابة على اداء رئيس الجمهورية و رئيس حكومته وسلطته التنفيذية ، بجانب سلطات المجلس العظيمة في تشريع القوانين و سنها و الرقابة المالية على ميزانية الدولة و ابرام الإتفاقات  

أما كون مجلس النواب القادم هو مجلس تاريخي للأقباط فهو من جهة فريد عن غيره بسبب المادة 235المنصفةو التي نصت على أنه " يصدر مجلس النواب فى أول دور انعقاد له بعد العمل بهذا الدستور قانوناً لتنظيم بناء وترميم الكنائس، بما يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية". هذا المطلب الذي نادت به الكنيسة وشعبها لعقود كثيرا و كافح من أجلها أساطين الأقباط . الأقباط الذين ذاقوا من الذل و الهوان في بناء كنائسهم و ترميمها ما لم يذقه فصيل وطني ، بهذا العدد ، في تاريخ شعوب الأرض. 
 

من جهة أخرى لأول مره ينص الدستور في مادته الثالثة بأن "مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسى للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية". و كان من أحد أحلام البابا الراحل الذي قدم المشروع عدة مرات من بداية السبعينيات و كان دائما يوضع في درج رئيس مجلس الشعب أو وزير العدل و لا يقدم و قد بح صوت الأقباط بالمطالبة بتشريع خاص بهم .
 

رسالتي اليوم للمرشح و الناخب معا فالمرشح القبطي عليه ان يدخل في قوائم قوية و يبعد عن المقاعد الفردية و التي من الصعب جدا نجاح الأقباط فيها و عليه ان يعرف انه سيسجل اسمه من نور في تاريخ الوطن اذا حمل هموم مصر و الأقباط على كتفه بكل امانة في هذا الوقت الدقيق من تاريخ بناء الوطن ، لذا إذا لم تر عزيزي المرشح في نفسك هذا و انك ستقف بجانب اهلك بكل ما أؤتيت من قوة او اذا شعلرت انك ستقف في جانب الحكومة على طول الخطباحثا عن الظهور و عن الشهرة او المجد الذاتي فأرجوك ابتعد و ارجع الى الخلف فهذا ليس وقتك او مكانك أو مجلسك.
 

للناخب أقول ، لا تتكاسل او تتهاون من فضلك انه ساعة الحسم للكثير من الأمور الهامة التى لطالما انتظرناها . 

كن ايجابيا كما علمنا الله اعطي ما لقيصر لقيصر . انزل انتخب حتى ولو كلفتك المشاركة السياسية عناء السفر او طوابير الإنتظار و في المقاعد الفردية إختار المسلم المستنير الوطني الليبرالي و بالطبع الذي له شعبية و تاريخ .  لا تنخدع بالكلام المعسول او المنمق او بالشعارات الرنانة و بالطبع لا تبيع صوتك ولو بمال الدنيا و عليك البحث جيدا عن تاريخ المرشح و ما اسهل الآن البحث عن طريق الإنترنت او وسائل الميديا .
 

اخوتي مصريو الخارج آمانة عليك الا تتكاسل و حين تعرف بميعاد الإنتخاب قدم فورا على اجازة و خذ معك عائلتك و اقرباءك و اصدقاءك و شارك ة اعرف ان صوت واحد في انتخابات نزيهة قد يدخل شخصا او يخرجه من المجلس .

أعزائي الموقف لا يحتمل التخاذل لقد أعطانا الله اليوم فرصة عظيمة لنرفع عن الوطن و عن الأقباط همومهم التي كانت في عداد السراب و الحلم البعيد المنال أما الآن فقد أقترب الحلم من أن يتحول الى حقيقة فهلم نسعى لعلنا ندرك .