الأقباط متحدون - شهداء مجهولون في تاريخ الاستشهاد في الكنيسة القبطية
أخر تحديث ٠٧:٣٥ | الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥ | ٥ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شهداء مجهولون في تاريخ الاستشهاد في الكنيسة القبطية

بقلم - ماجد كامل 
تميزت الكنيسة القبطية بكثرة عدد الشهداء الذين قدمتهم للكنيسة الي الحد الذي دفع احد المؤرخين العظام لتاريخ الاستشهاد في المسيحية ويدعي "فيليب شاف" الي القول انه (لو احصي عدد شهداء العالم في كفة وشهداء الكنيسة القبطية في الكفة الاخري لرجحت كفة الكنيسة القبطية )، ومن هنا لقبت الكنيسة القبطية وبحق بـ"أم الشهداء".
 
ولم يقتصر الاستشهاد علي أفراد بل امتد الامر الي مذابح جماعية شملت المدينة بأكملها مثل " شهداء الكتيبة الطيبية -مذبحة اسنا – مذبحة اخميم ... الخ " ولقد حظي معظم الشهداء بشهرة عالمية واسعة مثل "الشهيد العظيم مارجرجس الملقب بأمير الشهداء – الشهيد العظيم مارمينا – الشهيد العظيم الامير تادرس المشرقي – الشهيدة العفيفة القديسة دميانة – الشهيدة العفيفة القديسة بربارة – الشهيدة كاترين... الخ ".
 
غير أن هناك شهداء آخرين لم ينالوا نفس الشهرة التي نالتها تلك الكوكبة الجبارة من اسماء الشهداء والشهيدات غير انههم معلومون تمام العلم عند الرب الاله الذي وعد ان يمسح كل دمعة من عيونهم وأن يكافئهم بالأجر السمائي ثلاثين وستين ومائة، وهو الذي وعد ووعده صادق وامين ان كل من سقي كأس ماء بارد لاحد هؤلاء الاصاغر لن يضيع أجره؛ فكم وكم وكم هؤلاء الذين سفكوا دمائهم علي أسم السيد المسيح هل يعقل ان ينسي الرب جهادهم وتعبهم واحتمالهم الالامات والعذابات علي اسم السيد المسيح؟!بالطبع مستحيل. 
 
ومن هنا سوف نحاول في هذا المقال التعريف ببعض الشهداء المجهولون الذين لم يكتب لهم الشهرة وسوف نبدأ بشهيدة صغيرة تدعي كورونا بلغت من العمر ستة عشر عامًا وكانت تراقب استشهاد الشهيد العظيم مار بقطر فشاهدت منظرًا رائعًا يتمثل في ملاكين يحمل كل منهما إكليلاً واحد للشهيد العظيم مار بقطر والآخر لتلك الشابة الصغيرة؛ فصاحت بصوت عظيم تحيي كفاح مار بقطر وتتعهد بمواصلة بأحتمال كل انواع العذابات علي اسم السيد المسيح حتي تنال ذلك الاكليل فاستدعاها الوالي اليه ودارت بينهما هذه المحاكمة :-
الوالي :- ما اسمك ايتها الشابة ؟
الشهيدة:- كورونا Corona 
الوالي :- كم عمرك ؟
الشهيدة:- ستة عشر عاما 
الوالي :- متي تزوجت ؟
الشهيدة:- منذ اربعة عشر شهرا 
الوالي :-تقدمي وضحي لالهتنا الخالدة 
الشهيدة - اتظن ايها الوالي العظيم اني افقد هذا الاكليل الابدي ؟
الوالي - ايتها الصغيرة المسكينة . ان جنونك هذ سيؤدي الي فقد مجوهراتك الثمينة وملابسك الفاخرة .
الشهيدة :- اني مستعدة ان افقد هذه الاشياء الفانية ؛ واسير بدونها امام المسيح عريسي.انه سيفيض علي بغني لا يحد .
الوالي :- للمرة الثانية اقول لك قومي ياامرأة ؛وضحي للالهة الخالدة .
الشهيدة :- لن افقد الاكليل السماوي من اجل اطاعة اوامرك .
فأغتاظ الوالي جدا ؛وأمر بتقريب شحرتين كانت قريبتين من المحكمة .ثم قام الجلادون بربط اعضاء المرأة في كل من الشجرتين.
وعند إعطاء الاشارة تركت الشجرتان لتأخذا وضعهما الطبيعي؛واحتفظت كل منهما بنصف الشهيدة . كما يذكر التاريخ ايضا ا لشهيد "ابيماخوس البلوزي" الذي استشهد في عصر الامبراطور دايسيوس "الحلقة السابعة من حلقات الاضهاد العشرة " وهو من بلدة الفرما " ومكانها الان احد مدن بورسعيد" ؛ وكان يعمل في صناعة النسيج.
وعندما سمع بالاهوال التي يعانيها المسيحيون في الاسكندرية استقل سفينة وذهب علي الفور الي هناك . وتقدم نحو البخور الذي للاوثان وبضربة واحدة القي به علي الارض واخذ يوبخ القاضي علي وحشيته ؛فأنقض عليه الجند وانهالوا عليه ضربا ؛ثم كبلوه بالقيود الحديدية وألقوه في السجن فكان يشجع المؤمنين ويثبتهم مما اثار عليه غضب الوالي اكثر واكثر فقام بنعذيبه وتمزيق عضلات جسمه بالموس.
ويذكر السنكسار القبطي تحت يوم 14 بشنس انه كانت تجلس في مقدمة الصفوف فتاة صغيرة عمياء احست بقلبها بشدة عذابات الشهيد فبكت تأثرا ؛فانتثر دم الشهيد ووقعت نقطة منه علي عين الفتاة فأبصرت في الحال ؛فصاحت واحدثت ضجة في المحكمة مما كانت سببا في إيمان الكثيرين ؛ فأمر الوالي بقطع رأس الشهيد فأمتثل السياف للامر ولكن قوته خارت فلم يقدر علي رفع سيفه فجاء آخر فحدث له نفس الامر وهكذا الي اربعة عشر سيافا ؛ولما لم يفلحوا في قطع رأسه طوقوا رقبته بحبل وسحبوه في الشوارع حتي اسلم الروح ونال إكليل الشهادة.
ونذكر اخيرا الطفل الشهيد شورة الصبي وكان من احدي مدن اخميم ؛ وفي عصر الوالي اريانوس احضره الجنود الي الوالي فسأله مااسمك؟ فاجابه الصبي (انا راعي غنم مسيحي واسمي شورة) فطلب منه التبخير للاوثان فرفض الصبي ؛مما اثار غضب الوالي فأمر بتعذيبه فاوقدوا نارا تحت قدميه ؛وسلطوا مشاعل نحو جنبيه ؛ثم امر بصب خل وملح علي جراحاته حتي يزيد من عذابه ؛ولما رأي الوالي ثبات الصبي وشجاعته امر ان يذبح كشاه ويعلق علي سور قريته فنفذ فيه الجنود هذا الحكم ونال إكليل الشهادة وتذكار استشهاده يقع في 10 كيهك.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter