الأقباط متحدون - شريعة موسي .. ودستور برهامي..!!
أخر تحديث ٠١:١٧ | الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥ | ٣ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٢السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شريعة موسي .. ودستور برهامي..!!

نبيل المقدس
كنت اتمني ان يُطلق علي دستور 2014 بدستور "عمرو موسي " وخصوصا بعد ثورة مصرية مستمرة حتي الآن منذ 30 – 6 - 2013 . وإنني في حيرة حتي  , لماذا يُفرط السيد عمرو موسي في هذا الشرف العظيم  بسهولة ويهديه إلي الشيخ برهامي , الذي ما يزال يُضَحِكْ علينا, العالم الأوربي والأسوي والأمريكاني  بالفتاوي المُضْحِكة والمملوءة من الإستهزاءات الكثيرة من التفسيرات النبوية , و التي يعتبرها هو نفسه للأسف من أعظم إنجازاته الفقهية والعلمية , وبذل الجهد الجبار في التمعن والتفكير في بحور الدين , لكي يُخرج لنا حزمة من الفتاوي الفاشلة .. بالإضافة  لسوء تصرفاته نحو الوطن أولا ونحو الأقباط ثانيا وتكفيره لكل من لا يتبع منهجه السلفي .. وبصراحة وبالرغم من كل هذا أستأذنكم  , بأن ارفع للشيخ ياسر برهامي  القبعة , علي وقوفه وحده امام الـ  47 شخصية المنتخبة من الطوائف المختلفة للجنة الخمسين واضعي دستور 30 – 6 , والمفروض أن تكون ضمت خبراء من رجال الدساتير العظماء علميا و المتمرسين عمليا   .

فوجئنا وبدون تشاور مع رموز الشعب باسماء الـ 50 شخصية تشمل اطياف مصر المتباينة في لجنة الخمسين , و التي سوف تضع دستورا المفروض يأخذ البلد إلي الإستقرار وإلي الأمام عشرات السنوات .. مثل جميع دساتير العالم المتحضر.  هذا الدستور البرهامي كان المفروض يعبر عن وحدة الأديان , علي اساس أن نقطة الإنطلاق الأساسية الأولي في هذا الدستور , هي المواطنة  لدولة مدنية علمانية , والنقطة الثانية هي تحجيم الإختلافات في الديانات وجعلها علاقة خاصة لكل شخصية مصرية بينه وبين ربه. ولا أنكر ان 90 % من الشعب المصري بارك هذه الخطوة .. لأنه يثق في إيمانه , ولا يقبل أحد أن يُملىء عليه شريعته أو حتي أخلاقياته .. فهو ابن مصر القديمة ذات الحضارة النظيفة الطاهرة والثقافة المبهرة .. متخذا من سَمَار النيل : النبل والوفاء والعطاء والتجديد المستمر .

وعندما نتتبع جميع الدساتير الموجودة في العالم فيما عدا الدول الإسلامية , نجد أن اي بلدة بها طوائف متباينة دينيا , تضع الديانات علي جنب, وذلك لعلو مستوي ثقافتهم وفكرهم .. وتجعل وحدة المواطنة علي رأس القائمة .. وهذا ليس إختراع جديد في مصر .. بل هذا المبدأ موجود من 7000 سنة . فنحن نجد أن اجدادنا القدماء وبالرغم من كثرة عباداتهم , إلا انهم متوحدون في الوطن .. لم نسمع اي ملة قامت علي ملة أخري منتسبة لنفسها صاحبة الحق .. بل كانوا يتسارعون إلي التنافس في نهضة الوطن وإيجاد الطرق السليمة في رفع شأنها  من فن وصناعة وزراعة وفنون وثقافة وجيش وامن .... ومن الفخر لنا .. ان كل مكاسبنا وشهرتنا مازالت تُنسب إلي جنسنا الفرعوني .. حتي في حالات الهزيمة في اي مرحلة نحولها بسرعة إلي نصر لأننا من أبناء الفراعنة .  

كان هناك الكثير من عدم الشفافية واضحة في طبخ الدستور بقيادة الطباخ الشيخ برهامي .. وبإشراف " الشِيف عمرو موسي " .. وانبهر السيد عمرو موسي بالمركز .. وكان يظن ان اسمه سوف يدخل تاريخ مصر من اوسع ابوابه " كشِيف دستوري ".. لكن وفي غمرة هذه الفرحة تنبأنا  أن سيادته " كشِيف مُحترف" سوف يقدم لنا افخم الدساتير تُلبي كل ما إشتهاه ويشتهيه الشعب المصري , فقد قدم المصريون من قبل بل وما يزال يقدم بدل الشهيد شهداء .. لكن وبعد ما بصم المصريون علي الدستور , بدأت العورات تظهر تدريجيا عورة تلو الأخري .. اخيرا انتبهنا أن هذا الشِيف قدم لنا زبالة الدساتير التي لم يتم حتي الأن وجود مثيلا لها في التناقضات في العالم .
و الأن جاء وقت الحساب ..

انا بصراحة لا أحمل الشِيف " عمرو موسي " المسئولية كاملة ".. لكن أعاتبه انه لم يكن شفافا مع الشعب الذي أعطاه الأمانة والثقة .. فقد كان يظن الشعب المصري أن السيد عمرو موسي هو الرجل المناسب في المكان المناسب .. لكنه إتضح أنه فقير قوة وصبرا ومواجهة .. اما اللجنة المنتخبة من جميع الطوائف , فقد إتخذوا من هذه اللجنة  " حكاوي القهاوي "  كل شخص فيهم يقص تاريخ حياته المملوء بمغامراتهم وبمخاطراتهم السياسية الصبيانية والتي في نظرهم عظيمة .. وأنا أراهن أن ممثلي المجموعة السلفية والذي لا يزيد عددهم عن ثلاثة بقيادة المايسترو الشيخ الدكتور براهمي , هم فقط الذين كانوا يفعلون ما تُمليء عليهم ضمائرهم بما يريدونه في خدمة افكارهم المسمومة .
أما المسئولية الأخيرة ألقيه علي الشعب وأولهم أنا .. فقد تركنا إعتمادنا علي الله .. وتوكلنا عليه .. وإعتمدنا ان الرجل المقدام القوي والمنتخب باغلبية ساحقة , عبد الفتاح السيسي كافيا .. وبناء علي هذا لم نلتفت بإهتمام في  بنود الدستور ولم نغوص في فهمه ومميزاته السلبية والإيجابية .. لكن ليس هذا هو التبرير الحقيقي  بل هو الجهل السياسي  لنــــا.

عموما علينا الحرص الكامل في اختيارنا للمرشح الذي يعمل من اجل مصر .. ويحافظ علي تراث مصر وتقاليدها وفنها المتنوع .. ويعمل علي الحفاظ بين العلاقات  بين طوائفها .. ويعطي فكرا جديدا في كيفية نهضة مصر في جميع النواحي الحياتية . لا نريد نائبا يحفظنا قرأن .. و لا يخطب فينا في الدين حول الأخلاقيات والآدب والنار والجنة , وقوانين زواج القاصرات وبول البعير .. إلخ .. ولا نريد نائبا يجعل ايام الأسبوع هو يوم الجمعة .. نحن  نريد نائبا مثقفا متعلما .. نريد نائيا يحترم الأقلية والمرأة .. نريد نائيا يأتي إلي بيتي في أعيادي كمسيحي ليهنأني بأعيادي الميلاد والقيامة ... وانا اسأل نفسي الأن هل الشيخ برهامي وفريقه , عندهم الإمكانيات ان يتصفوا ويتسموا بهذه الصفات التي ذكرتها .. لا أظن فهم الآن  يتظاهرون بالطيبة والحب لأخيه المواطن .. لكن وبعد ما يتملكوا ويتمكنوا سوف نري وجههم الأخر .

والغريب وهم الأن (السلفيون ) وقبل الإنتخابات يخرج علينا الشيخ برهامي يهدد الرئيس السيسي تهديدا واضحا "  إما الاطاحة بوزير الاوقاف أو انقلاب السلفيين عليك " حسب ما جاء في الموقع الإلكتروني " القلم للأبحاث والدراسات " فكم بالحري عندما يمتلكون اعدادا ليست قليلة في مجلس النواب الأتي....!!!!!  وكأن إستقالة الحكومة اليوم  12 –  9 - 2015جاءت رغبة للشيخ برهامي لإقالة وزير الأوقاف كما أراد ... فإلي اين أنتِ
ذاهبة يا مصر ..!!؟؟

خسارة يا عمرو موسي .. كان الدستور بين يديك .. والآن بكبريائك وجهلنا جميعا جعلناه "شريعة برهامي" ...!!!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter