الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥ -
٥١:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم - محمود بسيونى
اهم درس يمكن نخرج به من ما حدث فى مصر خلال الاسبوعين الماضيين ، ان الدولة المصرية لديها اصرار علي مواجهة الفساد او بمعنى اخر بدأت فى تطبيق استراتيجية الانسحاب المتدرج من جرائم تسهيل الاستيلاء علي المال العام ،وان الظرف السياسي وجلسان النميمة الفيسبوكية لن تثنى الرئيس السيسى عن الاطاحة باي مسئول مهما علا شأنة ومقامة في حال تورطه المباشر او حامت حوله الشبهات .
الدرس التانى ان الاجهزة الرقابية فى مصر تعمل بأقصى درجات اليقظة والتنبة ولا يعنيها الخلفية السياسة للمسئول الكبير ، او الناشط الثورى وهو ما اتضح بشكل مباشر في قضية حمدي الفخرانى احد مؤيدي ثورة ٣٠ يونيو و كان من الداعمين للرئيس السيسي ، فهذا التأييد لم يمنع مباحث الاموال العامة من القبض علية متلبسا بالابتزاز واستغلال النفوذ .
بنفس منطق التجرد تعاملت الاجهزة الرقابية مع فضيحة محمد فودة والتى طالت وزراء في الحكومة تم القبض عليهم مثل صلاح هلال وزير الزراعة السابق او طالته الشبهات مثل وزراء اخرين قد نراهم قريبا في قفص الاتهام .
اما الاسطورة محمد فودة فيجب ان نتوقف امامة كثيرا ، فهو ثقب غائر فى جدار هذه الدولة ، الرجل دخل السجن في قضية فساد بوزارة الثقافة ، ثم خرج ليعود بتشكيل وزارى كامل ويطيح بالمهندس ابراهيم محلب أقوى رئيس وزراء شهدته مصر منذ عهد كمال الجنزورى سواء علي مستوى التحديات او الانجازات .
تولي محلب الوزارة فى وقت عصيب للغاية وظروف بالغة الدقة ومكنت وزارته من تحقيق عدد من الاهداف اهمها اصلاح منظومة الخبز والتموين ، حل مشكلة انقطاع الكهرباء رغم قسوة حرارة صيف هذا العام ، قناه السويس الجديده ،شبكة الطرق الجديده ، وتمكن محلب من اعاده صورة رئيس الوزراء المهتم بادق تفاصيل المواطن ، لقد قام بمئات الزيارات الميدانية لكل ربوع مصر خلال العامين الماضين مكنته من اكتساب ثقة وحب الناس .
لم يكن الرجل رغم تقدمه في السن ينام سوى خمس ساعات فقط ، لا يكف عن الزيارات المفاجئة والاستماع لشكاوى المواطنين في الشارع رغم خطورة ذلك امنيا ، رأيته يركب ميكروباصا و مترو و اتوبيس نقل عام ،
ازمة محلب كانت في من اختارهم بنفسه من وزراء ، رغم حركته الكثيرة الا انه كان فاقد للروية الكلية لازمة مصر الاقتصادية والسياسية ، غالبية وزرائه اصدروا تصريحات مستفزة وتلاعبت بهم الصحافة والفضائيات وكانوا مادة خصبة يستخدمها كل من يحاولون النيل الدولة المصرية ..يكفى ما حدث مع مريم صاحبة اشهر صفر فى العالم و و اعتقد ان ماحدث مها عجل برحيل الحكومة كلها ، وتحرك محلب تجاه مأساتها كان متأخرا وغير ناجز .
ابرز اخفاقات الوزارة ظهرت في فشل مشروع المليون فدان وتحقيق عجز كبير فى الموازنة ، وازمة العاصمة الادارية الجديدة التى تدخل الرئيس والغي اتفاق الحكومة مع شركة العبار الاماراتى وقام بعرضها علي الصين .
اجتهد محلب فأخطا ، ولكن الخطأ كان قاتلا ، و يعطي دروسا ورسائل واضحة لمن سيتصدى للعمل العام في مصر ، سواء في البرلمان القادم الذي سيشكل الحكومة او لاجهزة الرقابة ، مصر الجديدة لن تتهاون مع سارقي المال العام ولن تتطوأ علي فساد تحت اى ظرف وان القيادة السياسة لن تطلب اغلاق ملف احد ،فلا احد فوق القانون .
من حق محلب الانسان بعد كل هذا المجهود ان يسمع كلمة شكرا ..قالها السيسى قبل الجميع ..ليسن تقليد حميد في شكر كل من اجتهد من اجل وطنه ..فالكل له وعليه.