د / خالد عبد العزيز عياد | الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥ -
٥٥:
٠٤ م +02:00 EET
د / خالد عبد العزيز عياد
د / خالد عبد العزيز عياد
ذهبت اليوم إلى مقر رئاسة الجمهورية بأمر من فخامة الرئيس لحلف اليمين لتولي منصب وزير الزراعة، ولكنه طلب مني أن أطور هذه الوزارة خلال ثلاثة أشهر، فقلت له اسمح لي فخامتك بألا أحلف اليمين إلا بعد أن أضع لسيادتكم أساس تطوير الوزارة بصفتي القائم بأعمالها.
وبعد انصرافي طلبت استدعاء جميع قيادات ومديري معاهد مركز البحوث الزراعية، وطلبت منهم عودة جميع المعامل إلى سابق عهدها، بإخلاء كل المعامل من المكاتب والأنتريهات، وأمرت جميع الباحثين بارتداء البالطو الأبيض ووضع خطط عمل تتناسب مع كل قسم من أقسام المعاهد أو ضم الأقسام بعضها البعض، وهذا فور انتهاء الاجتماع.
وضم كل ميزانيات جميع المعاهد في خزينة المركز؛ لشراء لوازم المعامل وتطوير المكتبات وشراء مكيفات وإضاءة وتحويل كل المعامل بما يضاهيها في كل الدول المتقدمة، وشراء سيارات وأتوبيسات لنقل الباحثين من مقر المعاهد إلى كل أنحاء الجمهورية؛ للإشراف على المزارع ومحال بيع المبيدات، بما يوفر غذاءً آمنا لكل المصريين.
وأمرت بتطوير المعمل المركزي للمبيدات بصفة دورية، وأخذ عينات من كل المحاصيل لحساب متبقيات المبيدات، وأصدرت أمرا بإعدام أي محصول به نسبة أعلى من النسب المسموح بها في الغذاء، وهذا بإعطاء الباحثين قوة الضبطية القضائية بالتعاون مع وزارة الداخلية، مع إصدار تعليمات مشددة لمن يثبت عليه الرشوة بالرفد من منصبه فورًا.
كما أصدرت قرارا بزيادة رواتب الباحثين وإعطائهم بدلا؛ لزيادة الاهتمام بعملهم؛ لأن التقصير سيقابله عقاب عسير.
كما أعلنت في كل القنوات الفضائية، أنه ستقوم وزارة الزراعة بالتعاون مع باحثين وفنيي مركز البحوث الزراعية بإغلاق جميع محال تصنيع الغذاء غير المطابقة للمواصفات وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي، أو بما يمكن أن يسبب في انتقال الأمراض المعلن عنها، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والمركز القومي للبحوث.
وأصدرت تعليمات لهيئة الإرشاد الزراعي والبيئي، بأن يكون عملهم مقسما على الأربع والعشرين ساعة، بالتعاون مع جميع الأقسام كل حسب تخصصه، بحيث يكون عملهم في الشوارع كما في المزارع، وأخذ عينات من بائعي الفاكهة والخضار وفحص التصاريح وفواتير شراء بضاعتهم ومضاهاة صلاحيتها بما يجدونه بعد الفحص، وإلا أغلقت المحال وإغلاق مصدر شراء هذه البضاعة الفاسدة التي تضر بصحة المصريين.
وسافرت إلى أمريكا والصين وإنجلتر وجميع أنحاء العالم، وعقدت معهم بروتوكولات تبادل ثقافي وخبرة بينهم وبين مركز البحوث الزراعية؛ لتنمية المهارات الفنية لجميع الباحثين.
كما أمرت الهيئة العامة للتشجير، بتشجير جميع الشوارع في مصر بأشجار الزينة وصيانتها، وعقاب من يقطع أو يزيل شجرة إلا بأمر من الوزارة، وتشجير جميع الطرق الصحراوية بأشجار لا تحتاج إلى مقننات مائية كبيرة، وناديت بأن يناقش مجلس الشعب القادم تطبيق حكم الإعدام لكل من تسول له نفسه بالبناء على الأراضي الزراعية مع زراعة عدد خمسة ملايين فدان في الصحراء؛ لتغطية الاستهلاك المحلي من الغذاء بحيث تكون في متناول جميع الأسر المصرية، وتقدم لهم آمنة على صحتهم كمثيلتها المعدة للتصدير، فنحن كما نزرع الحياة للعالم يجب أن ندخرها لأنفسنا أولا ولأجيالنا القادمة.
ووضعت دستورا زراعيا ما بين القطاع الخاص والبحث العلمي، بحيث يمول القطاع الخاص البحث العلمي بمبدأ المنفعة المتبادلة فيما بينهم.
وفي يوم سمعت رنين جرس باب شقتي ووجدت زوجتي تجري مسرعة تناديني قائلة "فخامة الرئيس يريد مقابلتك"، فلم أصدق فقمت مسرعا والدموع في عيني غير مصدق أنني نجحت، وإذا بي أستيقظ على صوت زوجتي تحاول إيقاظي من النوم حتى أذهب إلى عملي، ولم أصدق أنه كان حلما.
فلك الله يا مصر..
نقلا عن فيتو
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع